كنز مصر الذي لا يفنى.. اكتشاف أثري مذهل في الأقصر يعيد كتابة تاريخ الفراعنة
أعلن الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار ورئيس البعثة الأثرية المشتركة التابعة لمؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، عن سلسلة من الاكتشافات الأثرية المهمة التي تلقي الضوء على حقبة الملكة حتشبسوت وعصر الدولة الوسطى والهكسوس.
استغرقت الحفائر ثلاث سنوات من البحث العلمي المكثف، وبدأت في سبتمبر 2022، لتكشف عن كنوز تاريخية هامة عند بداية الطريق الصاعد لمعبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري.
معبد الوادي للملكة حتشبسوت.. بوابة الجمال والملكية
كشفت البعثة عن أساسات معبد الوادي، المدخل الرئيسي للمعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت المعروف باسم "جسر جسرو". وتم العثور على نقوش نادرة تعود لعصر الملكة وتحتمس الثالث، تمتاز بدقتها وجمالها الفني، وتُعد الأكمل من نوعها بعد أن تعرض المعبد للتدمير خلال عصر الرعامسة.
كما عُثر على أكثر من 100 لوحة حجرية مسجل عليها أسماء وخراطيش الملكة حتشبسوت، ومن بينها لوحة فريدة تحمل اسم ولقب المهندس "سنموت"، المشرف على القصر الملكي. تُعد هذه الاكتشافات تأكيدًا على ملكية المعبد وأهميته التاريخية.
مقابر صخرية من الدولة الوسطى والأسرة السابعة عشرة
تم الكشف عن عدد من المقابر الصخرية التي تعود لعصر الدولة الوسطى، تحتوي على موائد قرابين مصنوعة من الفخار. كما عُثر على أبيار دفن تعود للأسرة السابعة عشرة، تحتوي على توابيت خشبية مميزة وتابوت لطفل صغير مغلق منذ أكثر من 3600 عام.
بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على أدوات حربية مثل رؤوس السهام وأقواس الرماية، مما يسلط الضوء على كفاح الأسرة السابعة عشرة لتحرير مصر من الهكسوس.
مقبرة المشرف على قصر الملكة تتي شيري
من بين أهم الاكتشافات مقبرة "جحوتي مس"، المشرف على قصر الملكة تتي شيري، جدة الملك أحمس. تؤرخ المقبرة بالعام التاسع من حكم الملك أحمس الأول وتتميز ببساطتها التي تعكس الوضع الاقتصادي للدولة بعد الحروب مع الهكسوس.
جبانة بطلمية وآثار نادرة من العصر البطلمي
اكتشفت البعثة جزءًا من جبانة بطلمية شُيدت باستخدام الطوب اللبن وأحجار من معبد حتشبسوت. تضمنت الاكتشافات عملات برونزية تحمل صورة الإسكندر الأكبر، ألعاب أطفال من التراكوتا، وقطعًا من الكارتوناج والماسكات الجنائزية.
وأكد الدكتور زاهي حواس أن هذه الاكتشافات تُعد من أهم الإنجازات الأثرية في العقد الأخير، حيث تُعيد إحياء تفاصيل مهمة عن حياة المصريين القدماء في مختلف العصور. كما أشار إلى أن القطع المكتشفة ستُنقل إلى المتحف المصري بالتحرير ومتحف الحضارة، لاستكمال عمليات الترميم وعرضها أمام الجمهور.