الأسهم الأوروبية تبدأ عام 2025 بارتفاع مدعوم بقطاع الطاقة
ارتفعت الأسهم الأوروبية في أولى جلسات التداول لعام 2025، اليوم الخميس، بدعم من الأداء القوي لقطاع الطاقة، حيث أعادت أسواق الأسهم تقييم بيانات اقتصادية جديدة من الولايات المتحدة. هذه الارتفاعات تأتي في وقت يشهد فيه المستثمرون نشاطًا في أسواق المال بعد العودة من عطلة رأس السنة الجديدة.
وسجل المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي ارتفاعًا بنسبة 0.6% ليصل إلى 510.67 نقطة، ليعوض بذلك الخسائر الطفيفة التي كانت قد لحقت به في بداية الجلسة. كما تراجعت أحجام التداول نتيجة للعودة المتأخرة للمستثمرين من عطلة رأس السنة، مما أثر على حركة الأسواق في البداية.
قطاع النفط والغاز يحفز السوق
قفز قطاع النفط والغاز في أوروبا بنسبة 2.3%، مدفوعًا بارتفاع أسعار النفط الخام بنسبة 2%. هذا الارتفاع جاء بعد تعهد الرئيس الصيني شي جين بينج بتعزيز النمو في بلاده، حيث تعد الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم. هذا التحرك يعكس التفاؤل بشأن نمو الطلب على النفط في المستقبل القريب.
كما سجل قطاعا المرافق وصناعة الدفاع مكاسب ملحوظة بأكثر من 1.5% لكل منهما، مما ساعد في تعزيز أداء الأسهم الأوروبية. هذه القطاعات استفادت من التوقعات الإيجابية المتعلقة بالنمو الاقتصادي وتزايد الطلب على المنتجات والخدمات المتعلقة بالبنية التحتية والأمن.
قطاعات السيارات والسلع الفاخرة تسجل انخفاضًا
في المقابل، قاد قطاعا السيارات والسلع الفاخرة الانخفاضات القطاعية بخسائر تجاوزت 0.4% لكل منهما. هذا الانخفاض جاء نتيجة للضغوط التي تواجهها هذه الصناعات في ظل ظروف السوق الحالية، بما في ذلك تباطؤ النمو في بعض الأسواق الكبرى.
الأداء السنوي للمؤشر ستوكس 600
على الرغم من التحديات التي واجهها المؤشر ستوكس 600 في الربع الأخير من عام 2024، حيث سجل أسوأ انخفاض ربع سنوي له منذ أكثر من عامين، إلا أن المؤشر سجل مكاسب بنحو 6% طوال العام. وهذا يعكس الأداء الإيجابي للأسواق بشكل عام على الرغم من التقلبات الحادة في بعض القطاعات.
وفي نفس السياق، سجلت السوق الأمريكية ارتفاعات كبيرة في عام 2024، حيث وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. هذا الارتفاع جاء مدفوعًا بالتفاؤل بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات، بالإضافة إلى تخفيض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.
تحليل الأداء في أوروبا والولايات المتحدة
على الرغم من صعود المؤشر ستوكس 600 إلى مستوى قياسي في العام الماضي، إلا أنه لم يحقق نفس النمو الذي سجله المؤشر الأمريكي "ستاندرد اند بورز 500"، الذي شهد زيادة بلغت 23.3%. هذا الفرق في الأداء يعود إلى تباطؤ الاقتصاد الأوروبي وتوترات سياسية في كل من ألمانيا وفرنسا، مما أثر على المعنويات في الأسواق.
ومن جهة أخرى، أظهر مسح أن الشركات المصنعة في منطقة اليورو أنهت العام الماضي بتراجع في النشاط الصناعي، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع في ديسمبر إلى 45.1 نقطة، مما يعكس تباطؤًا في نمو القطاع. التوقعات تشير إلى أن المؤشر سيظل مستقرًا عند 45.2 نقطة في المستقبل القريب.
الوضع في الولايات المتحدة وتوقعات سوق العمل
وفي الولايات المتحدة، أظهرت بيانات وزارة العمل أن طلبات إعانة البطالة قد انخفضت بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي، مما يعكس سوق عمل قوية. هذا الانخفاض في طلبات إعانة البطالة يتماشى مع التقارير التي تشير إلى استمرار ازدهار سوق العمل، مما يعطي التفاؤل بشأن استدامة النمو الاقتصادي الأمريكي.
ارتفعت أسهم شركة "فيستاس ويند سيستمز" الدنماركية بنسبة 6.7% بعد أن أعلنت الشركة عن تلقيها طلبيات جديدة في إيطاليا. هذه الزيادة تعكس النمو المستمر في صناعة الطاقة المتجددة، لا سيما في مجال طاقة الرياح.
