«سوناطراك» تعلن خطط طموحة لزيادة قدرات تكرير النفط والصادرات في 2025
تخطط شركة "سوناطراك" الجزائرية، المملوكة للدولة، لزيادة قدرات تكرير النفط لتلبية طلب السوق المحلية وزيادة صادرات المحروقات والمنتجات المشتقة، بدءاً من العام المقبل. هذا يأتي في ظل ترقب زيادة الطلب من الاتحاد الأوروبي الذي يواجه سيناريو وقف تدفق الغاز الروسي.
واعتمدت الشركة الأسبوع الماضي "مخطط التنمية" للفترة 2025-2029، والذي يركز على زيادة الاستكشاف والإنتاج لتعزيز المحروقات وتطوير شبكة النقل عبر الأنابيب، وذلك بحسب بيان صحفي للشركة. المحروقات تُمثل القطاع الرئيسي في الاقتصاد الجزائري، حيث تشكل حوالي 18.9% من الناتج المحلي الإجمالي، وتحتل حوالي 85% من إجمالي صادرات البلاد.
شراكات جديدة لتطوير حقول الغاز والنفط
من المقرر أن تُوقع الجزائر، العضو في منظمة "أوبك+"، خلال العام الجديد، شراكات جديدة لتطوير حقول الغاز والنفط مع شركات دولية، بعد طرح مناقصة دولية جديدة للمحروقات. تهدف هذه الخطط إلى جذب استثمارات جديدة في قطاع المحروقات للحفاظ على مكانة الجزائر كمورد هام للطاقة في حوض البحر الأبيض المتوسط وضمان مستويات مقبولة من عائدات المحروقات مستقبلاً.
تطوير 6 مشاريع حقول نفط وغاز
بحلول نهاية مايو من العام المقبل، يُرتقب توقيع عقود محروقات جديدة مع شركات دولية ضمن مناقصة لتطوير 6 مشاريع حقول نفط وغاز أطلقتها الوكالة الجزائرية لتثمين موارد المحروقات منتصف أكتوبر الماضي. جذبت هذه المناقصة أكثر من 30 شركة دولية حتى 20 ديسمبر الماضي، وفقاً لتصريحات مراد بلجهام، رئيس الوكالة الجزائرية لتثمين موارد المحروقات الحكومية. تهدف المناقصة لتطوير 6 مناطق، منها واحدة نفطية على مساحة تمتد على 12759 كيلومتراً مربعاً، وخمس حقول غازية مساحتها الإجمالية 139978 كيلومتراً مربعاً، بهدف تجديد الاحتياطيات وزيادة الإنتاج.
ولأول مرة، تعمل "سوناطراك" على تطوير شراكات مع الشركتين الأميركيتين "إكسون موبيل" و"شيفرون" بهدف زيادة احتياطاتها من المحروقات. تم توقيع اتفاقات مبدئية ومذكرات تفاهم مع الشركتين لدراسة الفرص المتاحة لتطوير موارد الغاز والمحروقات في أربع أحواض. وصلت المفاوضات لمراحل متقدمة مع الشركتين حول عقود المحروقات، ومن المتوقع توقيعها وتطوير الحقوق المتفق عليها خلال العام المقبل.
إنفاق 50 مليار دولار على الاستكشاف والتنقيب
تعتزم "سوناطراك" إنفاق 50 مليار دولار للاستثمار في مجال الاستكشاف والتنقيب وإنتاج النفط والغاز والبتروكيماويات بحلول عام 2060، منها 36 مليار دولار موجهة للاستكشاف والإنتاج. تملك الجزائر احتياطيات كبيرة من النفط والغاز التقليديين، حيث تقدر احتياطيات النفط بـ15.4 مليار برميل، و141 تريليون قدم مكعب من الغاز، بالإضافة إلى 247 اكتشافاً بحاجة للتطوير.
رفع الإنتاج الأولي من المحروقات بنسبة 2.5%
تستهدف الجزائر رفع الإنتاج الأولي من المحروقات بنسبة 2.5% بزيادة 5 ملايين طن مكافئ نفط، ليصل إلى 206 ملايين طن مكافئ نفط وفقاً لأهداف موازنة 2025. اعتمدت الدولة سعراً مرجعياً لبرميل النفط بـ60 دولاراً للبرميل في الموازنة الجديدة.
دور المحروقات في دعم الميزانية الجزائرية
توفر مداخيل صادرات المحروقات دعماً مهماً لميزانية الدولة، إذ حصلت الجزائر على إيرادات تناهز 34 مليار دولار بنهاية سبتمبر 2024، ويتوقع أن تصل صادرات المحروقات إلى 43.7 مليار دولار العام المقبل، لتمثل بذلك حصة 85% من صادرات الجزائر.
وتشكل تقلبات الأسعار في السوق الدولية في ظل التوترات الجيوسياسية خطراً على إيرادات الجزائر من المحروقات وبالتالي على اقتصادها الكلي، بحسب تقرير للبنك الدولي صدر في 18 نوفمبر الماضي.
مورد مهم للسوق الأوروبية
تسعى الجزائر لزيادة الإنتاج وقدرات التصدير للحفاظ على مكانتها كمُورد مهم للطاقة للسوق الأوروبي. تُقدر صادرات الغاز الجزائري إلى دول الاتحاد الأوروبي بنحو 35 مليار يورو، ولدى الجزائر القدرة على تصدير الغاز لأوروبا عبر الأنابيب بقدرة تصل إلى 43 مليار متر مكعب سنوياً، كما تمتلك أربع وحدات لتسييل الغاز يمكن استخدامها حسب الطلب في أوروبا.
التطلعات المستقبلية لإنتاج الغاز
يبلغ إنتاج الجزائر من الغاز الأولي نحو 137 مليار متر مكعب سنوياً، وتستهدف الدولة زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي إلى 200 مليار متر مكعب سنوياً خلال السنوات الخمس المقبلة، مما يعني ارتفاعاً بنسبة 46% وفقاً لتصريحات وزير الطاقة الجزائري.
