رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«ملك المقامات القرآنية».. الشيخ مصطفى إسماعيل صوت السماء الذي لامست تلاوته القلوب

نشر
الشيخ مصطفى إسماعيل
الشيخ مصطفى إسماعيل

تحل اليوم الخميس، الـ 26 من ديسمبر ذكرى وفاة القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل، وهو من قراء القرآن الكريم الذين ذاع صيتهم، والتف حولهم الناس لسماع القرآن الكريم.

تميز الشيخ مصطفى إسماعيل بقدرته الفريدة على القراءة باستخدام أكثر من 19 مقامًا موسيقيًا، وهو ما أضفى على تلاوته سحرًا خاصًا جعلها تُلامس القلوب.

يعتبر الشيخ مصطفى إسماعيل أول قارئ يُسجل في الإذاعة دون اجتياز اختبار، وهو إنجاز استثنائي يعكس عظمته ومكانته.

عيّن الشيخ مصطفى إسماعيل قارئًا رسميًا للقصر الملكي في عهد الملك فاروق، مما منحه شهرة واسعة؛ وكان الشيخ مصطفى إسماعيل محبًا للشيخ محمد رفعت والشيخ عبدالفتاح الشعشاعي، وتأثر بهما في بداياته.

زار الشيخ مصطفى إسماعيل أكثر من 25 دولة عربية وإسلامية، إضافة إلى دول أوروبية مثل ألمانيا والولايات المتحدة، حيث حمل رسالة القرآن الكريم بصوته العذب إلى جميع أنحاء العالم، وقرأ الشيخ القرآن الكريم مرتين في المسجد الأقصى، الأولى في عام 1960 خلال احتفالية الإسراء والمعراج، والثانية في عام 1977.

بداية الشيخ مصطفى إسماعيل

بداية الشيخ مصطفى إسماعيل، كانت من قرية ميت غزال محافظة الغربية ، حيث ولد الشيخ فيها سنة (1322هـ-1905م) من أسرة كان لها شأن في تلك القرية.

ألحقه والده منذ سن مبكر بالكُتَّاب لحفظ القرآن، وأتم حفظ القرآن الكريم، وكان وعمره 12 عامًا

بدأت شهرة الشيخ مصطفى إسماعيل تشق طريقها من خلال القراءات التي كان يؤديها في المساجد وغيرها، والتي من خلالها تم له الالتقاء بالشيخ محمد رفعت، الذي استمع إلى قراءته، وأثنى على أدائه ثناءً حسناً، وشجعه على متابعة القراءة بعد إتقان أحكام التجويد، وفنون التلاوة.

عمل الشيخ مصطفى بتوجيه الشيخ محمد رفعت ونصيحته، فأخذ على نفسه عهدًا بإتقان التجويد عن طريق أهل ذلك العلم، فلزم الشيخ محمود حشيش -وكان من قرَّاء المعهد الأحمدي- الذي تعاهد الشيخ بالمتابعة والتوجيه، إلى أن آتت تلك الجهود أكلها مباركة طيبة.

ومع أن الشيخ مصطفى إسماعيل كان من المعجبين والمتأثرين بصوت الشيخ محمد رفعت، والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي وغيرهما. غير أنه مع ذلك أخذ يشق لنفسه طريقًا خاصًا ومميزًا، حتى أثمر ذلك مدرسة لها أداؤها الخاص، ومنهجها المميز.

ثم قُدِّر للشيخ مصطفى بعدُ أن يزور القاهرة، ويقرأ في الجامع الأزهر الشريف ما تيسر من القرآن، ومن خلال ذلك عُرف الشيخ وذاع صيته، واعتمد من ثَمَّ في الإذاعة المصرية قارئاً، وكان قبلُ قد عُيِّن رسميًا قارئًا في القصر الملكي.

امتاز الشيخ مصطفى رحمه الله بعذوبة صوته، وقوة أدائه، وعُرف عنه أنه صاحب نَفَس طويل في القراءة التجويدية، فكان صاحب مدرسة جديدة في أسلوب التلاوة والتجويد.

سجَّل الشيخ مصطفى إسماعيل بصوته القرآن الكريم كاملاً مرتلاً، وترك وراءه العديد من التسجيلات المجوَّدة، التي لا تزال إذاعات القرآن الكريم -جزاها الله خيراً- تصدح بها صباح مساء.

وقد تلقى الشيخ إسماعيل الدعوات والطلبات من دول عربية وإسلامية للقراءة فيها، فلبى تلك الدعوات، وسافر إلى العديد من تلك الدول، وقرأ فيها ما فتح الله عليه أن يقرأ.

وفاة الشيخ إسماعيل

في سنة (1398هـ-1987م) وأثناء سفر الشيخ إلى مدينة الإسكندرية للقراءة في بعض المناسبات، كان الشيخ على موعد آخر في غير هذه الدار، إذ وافته منيته، وغادر الدنيا الفانية إلى الدار الباقية.