رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى ميلاده الـ106.. السادات قائد النصر وصانع السلام

نشر
الرئيس السادات
الرئيس السادات

لم يكن يوم السادس من أكتوبر 1973 مجرد نصر حققته القوات المسلحة المصرية بقيادة السادات ، بل كان تعبيرًا عن إرادة أمة كاملة، تحت قيادة رجل نادر، الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذي يوافق اليوم ذكرى ميلاه الـ 106.

الرئيس الأسبق محمد أنور السادات

حمل الرئيس الأسبق محمد أنور السادات على عاتقه مسئولية عظيمة، فقاد مصر لتحقيق نصر باهر أعاد الكرامة الوطنية، وفتح أبواب السلام، بعد ملحمة عسكرية سجلت أروع معاني البطولة.

في 25 ديسمبر 1918، وُلد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذي صنع التحولات الكبرى التي أثرت على البلاد والمنطقة العربية، في ذكرى ميلاده، نستعرض مسيرة هذا الزعيم الذي حقق السلام القائم على الاحترام.

الرئيس الأسبق محمد أنور السادات

نشأة وبدايات السادات

وُلد محمد أنور السادات في 25 ديسمبر 1918، في قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، لأب مصري وأم سودانية الأصل، تلقى تعليمه الأولي في كتَّاب القرية، حيث حفظ القرآن الكريم كاملاً، ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية في قرية طوخ دلكا، نظرًا لعدم وجود مدرسة ابتدائية في قريته، بعد ذلك  انتقل إلى القاهرة، حيث التحق بعدة مدارس مثل مدرسة السلطان حسين ومدرسة فؤاد الأول الثانوية.

الرئيس الأسبق محمد أنور السادات

التحاقه بالجيش وتأسيس تنظيم الضباط الأحرار

في عام 1936، أتاح توقيع معاهدة بين مصر وبريطانيا توسيع الجيش المصري، مما مكَّن السادات من الالتحاق بالكلية الحربية، حيث تخرج وعُين في سلاح المشاة، هناك التقى لأول مرة بجمال عبد الناصر، ليؤسسا معًا تنظيم الضباط الأحرار تهدف إلى تحرير مصر من الاحتلال الإنجليزي، والتي أصبحت لاحقًا نواة تنظيم الضباط الأحرار.

محطات بارزة في حياة السادات قبل الثورة

الاعتقال والهروب: في عام 1939، انتقل السادات إلى سلاح الإشارة، لكنه اعتُقل بسبب اتصالاته بالألمان خلال الحرب العالمية الثانية، بعد هروبه من المعتقل، عاش مختبئًا لفترة، حيث عمل في مهن بسيطة مثل نقل الأحجار وشق الترع.

العمل الصحفي: بعد تبرئته في قضية اغتيال أمين عثمان، عمل السادات محررًا صحفيًا بمجلة “المصور”، حيث نشر مذكراته عن فترة السجن.

الزواج الثاني: في عام 1949، تزوج السادات من السيدة جيهان رؤوف صفوت، التي أصبحت داعمة رئيسية له في حياته السياسية.

 السادات مع السيدة جيهان

دوره في ثورة 23 يوليو 1952

شارك السادات في ثورة يوليو 1952 وألقى بيانها الأول من دار الإذاعة المصرية، كما كان أحد المسؤولين عن نقل إنذار الجيش للملك فاروق بالتنازل عن العرش، بعد الثورة، تولى عدة مناصب منها عضوية محكمة الثورة ورئاسة تحرير جريدة الجمهورية.

السادات مع الضباط الأحرار

رئاسة الجمهورية: تحديات وإنجازات

تولى السادات رئاسة مصر في 28 سبتمبر 1970، عقب وفاة جمال عبد الناصر منذ اليوم الأول، اتخذ قرارات جريئة للتخفيف عن كاهل المواطنين، مثل خفض أسعار السلع الأساسية وإلغاء الرقابة على الكتب، كما أطلق مشروعات تنموية كبرى، أبرزها إدخال الكهرباء إلى قرى مصر، ما غيَّر وجه الريف المصري.

السادات أثناء رئاسته للجمهورية

نصر أكتوبر 1973: علامة فارقة

قاد السادات مصر لتحقيق ملحمة عسكرية وقف لها العالم أجمع في السادس من أكتوبر 1973 تمكن الجيش المصري من عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، وكبَّد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة، لتنكسر بعدها أسطورة الجيش الذي لا يقهر،  كان النصر تتويجًا لاستعداد طويل وشجاعة نادرة، وفتح الباب أمام استعادة الأرض وتحقيق السلام.

السادات أثناء التخطيط لحرب أكتوبر 1973
 السادات مع القيادات العسكرية 

السلام واتفاقية كامب ديفيد

بعد الحرب، اتخذ السادات خطوة شجاعة أخرى بزيارته للقدس عام 1977، والتي مهدت لاتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل عام 1978. حصل على جائزة نوبل للسلام تقديرًا لجهوده، لكنه واجه انتقادات داخلية وخارجية.

السادات واتفاقية كامب ديفيد

السادات والتحول الاقتصادي

التحول الاقتصادي: أطلق السادات سياسة الانفتاح الاقتصادي التي هدفت إلى تعزيز الاستثمار الأجنبي وتنشيط الاقتصاد المصري، وهو ما وضع أسسًا للتغيرات الاقتصادية في البلاد.

الرئيس الأسبق محمد أنور السادات

اغتياله وإرثه

في 6 أكتوبر 1981، اغتيل السادات خلال عرض عسكري، ترك إرثًا كبيرًا كقائد وطني عظيم أعاد لمصر مكانتها الدولية، ورسَّخ فكرة السلام كمبدأ استراتيجي.

الرئيس الأسبق محمد أنور السادات قبل لحظات من اغتياله 

سيبقى اسم محمد أنور السادات محفورًا في ذاكرة الوطن كرمز للنصر والسلام. قاد مصر في أصعب الأوقات، ونجح في تجاوز التحديات بحكمة وجرأة، ليظل أحد أعظم الشخصيات في تاريخ مصر الحديث.

أقوال مأثورة للسادات 

"أنا رجل يحب السلام، ولكنه ليس سلام الضعفاء، وإنما سلام الأقوياء."

"إن الأمة التي لا تعرف كيف تحافظ على كرامتها لا تستحق الحياة."

عاجل