بنما ترد على تهديدات ترامب: سيادة القناة غير قابلة للتفاوض
في رد قوي على تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أكد الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو يوم الأحد أن "سيادة بنما واستقلالها" غير قابلين للتفاوض. وذكر أن القناة التي تعد شريانًا حيويًا لحركة التجارة العالمية ستظل ملكًا لبنما، مشيرًا إلى أن أي محاولات لإعادة القناة إلى الولايات المتحدة هي أمر غير مقبول على الإطلاق.
أوضح الرئيس البنمي في فيديو نشره عبر حسابه على منصة "إكس"، أن "كل متر مربع من قناة بنما والمنطقة المحيطة بها ملك لبنما وسيظل كذلك". وهذا التصريح يسلط الضوء على تمسك بنما بسيادتها الكاملة على هذه المنشأة الاستراتيجية، والتي لها دور بارز في حركة التجارة العالمية.
تصريحات ترامب المثيرة للجدل
في تصريحات أثارت جدلًا عالميًا، قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إن قناة بنما، التي تعد من أبرز القنوات الملاحية في العالم، تفرض "أسعارًا ورسوم مرور باهظة" على الأساطيل والسفن التجارية الأمريكية. كما أضاف ترامب أنه إذا لم يتم خفض تلك الرسوم، فإن على بنما إعادة القناة إلى الولايات المتحدة. هذه التصريحات فجرت موجة من الانتقادات، حيث اعتبرت تدخلًا في سيادة دولة مستقلة.
أهمية قناة بنما في التجارة العالمية
تعتبر الولايات المتحدة أكبر عميل لقناة بنما، حيث تتحمل حوالي ثلاثة أرباع الشحنات التي تمر عبر القناة كل عام. ورغم ذلك، تعرضت القناة لمشاكل في الآونة الأخيرة، أبرزها تأثيرات الجفاف الطويل الذي أثر على قدرتها في نقل السفن بين المحيطين الأطلسي والهادئ. هذه الظروف تسببت في تراجع الأداء، وهو ما أضاف مزيدًا من الضغط على القناة في ظل التحديات الاقتصادية.
انخفاض إيرادات قناة بنما في 2024
أعلنت هيئة قناة بنما يوم الجمعة أن القناة ساهمت بمبلغ 2.47 مليار دولار في خزانة الدولة خلال السنة المالية 2024. ورغم ذلك، سجلت الإيرادات انخفاضًا كبيرًا وصل إلى ثاني انخفاض سنوي على التوالي. هذا التراجع يعكس التأثيرات السلبية لتغيرات البيئة الطبيعية وزيادة التحديات التي تواجه القناة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
تاريخ القناة وانتقال ملكيتها إلى بنما
قناة بنما التي يبلغ طولها 51 ميلاً (82 كيلومترًا) عبر مضيق أمريكا الوسطى، كانت قد اكتمل بناءها في عام 1914 على يد الولايات المتحدة. ورغم أن القناة كانت تحت السيطرة الأمريكية لسنوات طويلة، فإنها تم تسليمها إلى بنما في عام 1999 بموجب معاهدة وقعها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في عام 1977. وقد وصف ترامب تلك الخطوة بـ "الحمقاء"، مما أثار المزيد من الجدل حول هذه القضية.
خطر السيطرة الصينية على القناة
في تصريحاته، أشار ترامب إلى أن القناة قد تكون معرضة لخطر السيطرة من قبل أطراف أخرى، معربًا عن قلقه من أن الصين قد تتولى إدارة القناة. وأوضح أن الصين هي ثاني أكبر عميل للقناة، حيث تسيطر شركة صينية مقرها هونغ كونغ على اثنين من الموانئ الخمسة المجاورة للقناة، مما يعزز المخاوف بشأن تأثيرات ذلك على الأمن الاقتصادي للولايات المتحدة.
تهديدات ترامب بإعادة القناة
أضاف ترامب في تصريحاته أنه لم يتم منح قناة بنما إلى أي جهة أخرى كحق لها، بل كانت خطوة "كرمًا" للتعاون بين الولايات المتحدة وبنما. وأكد أنه إذا لم يتم احترام المبادئ الأخلاقية والقانونية لهذه الاتفاقية، فإنه سيطالب بإعادة قناة بنما إلى الولايات المتحدة بشكل كامل، دون أي نقاش أو اعتراض من قبل السلطات البنمية.