سفير الصين من نقابة الصحفيين: فرص التعاون مع مصر واعدة
استضافت نقابة الصحفيين سفير الصين بالقاهرة، لياوليتشيانج، في لقاء موسع، حيث تم مناقشة سبل تعزيز التعاون الإعلامي بين مصر والصين.
وأشاد السفير الصيني بالعلاقات التاريخية والمتميزة بين البلدين، مؤكداً على أهمية تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل في المجالات الإعلامية والثقافية.
كما تم استعراض أبرز القضايا المشتركة وتبادل وجهات النظر حول دور الإعلام في تعزيز الصداقات الدولية وتعميق الفهم بين الشعوب.
وبدأ السفير الصيني حديثه بتوجيه التحية الحارة لخالد البلشي، نقيب الصحفيين، والدكتورة نشوى عبد الحميد، وكيل الهيئة العامة للاستعلامات، وأحمد كمال، رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط، بالإضافة إلى حسين الزناتي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالنقابة، معبرا عن سعادته بوجوده في هذا المكان الذي يحتل مكانة مرموقة في عالم الصحافة، والذي يمثل نافذة هامة لنقل ثقافات وتاريخ مصر إلى العالم، وكذلك منبرًا للتعريف بالصين.
وأشار السفير إلى أن الصحفيين المصريين كان لهم دور بارز في تعزيز العلاقات الصينية المصرية، حيث أظهروا اهتماماً كبيراً بالعلاقات بين البلدين، وتناولوا تطور التنمية في الصين بشكل موضوعي وإيجابي، مما ساهم في تعزيز الفهم المتبادل بين الشعبين الصيني والمصري.
وخص السفير الصحفيين المصريين بجزيل الشكر على جهودهم المبذولة في نشر القصص الإيجابية والتقارير التي تعكس علاقة الصداقة المتينة بين الصين ومصر.
وأضاف السفير أنه منذ توليه منصب السفير الصيني في مصر، كان أكثر الأسئلة التي تلقاها من الأصدقاء المصريين هي كيفية تحقيق التنمية المشتركة بين البلدين، وأجاب السفير بأن الإجابة تكمن في التعاون الوثيق بين البلدين لتحقيق المنفعة المتبادلة، من خلال تعزيز العلاقات الثنائية التي تعتمد على الصداقة التقليدية بين الشعبين.
وأكد السفير أن إقامة مجتمع المستقبل المشترك بين الصين ومصر يعد هدفاً نبيلاً في إطار الدبلوماسية الصينية، مستشهداً بكلمات الرئيس الصيني شي جين بينج، التي تدعو إلى تعاون عالمي يحقق المنفعة المشتركة ويعزز التضامن بين الدول.
وقال إن هذا الهدف لم يعد يقتصر على الصين وحدها، بل أصبحت العديد من الدول تنضم إلى هذا المسعى، مشيرًا إلى أن مصر كانت من أولى الدول العربية التي تدرج هذا الهدف في البيان المشترك مع الصين.
وفي إطار استعراضه للعلاقات الصينية المصرية، عرض السفير بعض الصور التاريخية التي تسلط الضوء على مراحل هامة في هذه العلاقات، استعرض صورة اللقاء بين الرئيس ماو تسي دونغ والسفير المصري الأول في الصين، حسن رجب، حيث كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين بعد تأسيس الجمهورية الشعبية.
كما أشار إلى المظاهرات التي نظمت في الصين عام 1956 دعماً لمصر في جهودها لتأميم قناة السويس، مؤكداً الدعم الثابت الذي قدمته الصين لمصر في تلك الفترة العصيبة.
كما استعرض السفير زيارة الرئيس المصري جمال عبد الناصر إلى الصين على هامش مؤتمر باندونج في عام 1955، قائلاً إن هذه الزيارة كانت بمثابة نقطة تحول تاريخية في العلاقات الصينية المصرية، حيث تم تعزيز التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة.
وأكد أن الصين ومصر كانتا في طليعة الدول التي دعمت حركات التحرر في العالم الثالث، وساهمتا في تعزيز حقوق الإنسان واستقلال الدول النامية.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية في العصر الجديد، أشار السفير إلى أن العلاقات بين الصين ومصر دخلت مرحلة جديدة منذ تولي الرئيسين شي جين بينج وعبد الفتاح السيسي منصبيهما، حيث بدأ البلدان في تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وتطرق إلى الذكرى العاشرة لإقامة هذه الشراكة بين الصين ومصر، والتي تمثل قفزة كبيرة في العلاقات الثنائية، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين في مختلف المجالات مثل التجارة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا قد شهد تطورًا كبيرًا.
وأكد السفير أن التعاون بين البلدين لم يقتصر على المجالات الاقتصادية فقط، بل امتد ليشمل مختلف جوانب الحياة بما في ذلك المجالات الثقافية والتعليمية.
وأوضح أنه بفضل هذا التعاون، أصبحت مصر أكبر شريك تجاري للصين في المنطقة، مشيراً إلى المشاريع الكبرى التي ساهمت فيها الشركات الصينية في مصر، مثل بناء أعلى برج في إفريقيا وأول سكة حديد كهربائية في القارة.
كما لفت إلى دور الشركات الصينية في تطوير شبكات الكهرباء والبنية التحتية في مصر، بالإضافة إلى مساهماتها في مجال تكنولوجيا الفضاء.
وفيما يتعلق بالجانب الثقافي، أشار السفير إلى إقبال المصريين على تعلم اللغة الصينية، حيث تم إدراج اللغة الصينية في المناهج الدراسية في مصر، وأصبح هناك اهتمام متزايد بدراسة الثقافة الصينية في العديد من الجامعات المصرية.
كما ذكر أن عدد الرحلات الجوية المباشرة بين الصين ومصر قد بلغ 32 رحلة أسبوعيًا، مما يعكس حجم التبادل الثقافي والسياحي المتزايد بين البلدين.
كما تناول السفير دور التعاون بين الصين ومصر في المحافل الدولية، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين قد امتد إلى الأمم المتحدة والمنتديات الدولية مثل مجموعة بريكس ومنتدى التعاون الصيني العربي، حيث تعاون البلدان في تقديم حلول سلمية للقضايا الدولية مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأزمة أوكرانيا.
وفي ختام كلمته، أكد السفير الصيني لياوليتشيانج أن العلاقات الصينية المصرية تمر اليوم بأفضل مراحلها في تاريخها، وأن البلدين يسعيان إلى تحقيق المزيد من التعاون المشترك من أجل بناء مجتمع صيني مصري للمستقبل المشترك، معربًا عن أمله في أن يستمر التعاون بين البلدين ليحقق المزيد من التقدم والازدهار لشعبيهما.