بسبب حلاوة صوته.. زغروطة وشربات في العزاء يحرجان الشيخ محمود علي البنا
سفير القرآن، وأمير قرآن الفجر، أحد أعمدة دولة تلاوة القرآن في مصر، ألقاب كثير أطلقت عليه لجمال صوته العذب، الذي يستطيع أن يجعل من يستمع إليه في عالم آخر لعذوبته وإتقانه، فهو صوت كالقطيفة في نعومته ومتانته، كان قادرًا أن يهز القلوب ويبكي العيون، إنه الشيخ محمود علي البنا الذي ولد في مثل هذا اليوم 17 ديسمبر عام 1926.
يعتبر محمود علي البنا، أحد قراء القرآن الكريم الكبار الذين وصلت شهرتهم إلى الآفاق، وما يزال صوته خالدا في الوجدان الإسلامي بما يحمله من قدرة على اختراق القلوب، ما يجعل تلاوة الشيخ محمود علي البنا هي ما نفتتح به اليوم في بيوتنا وسياراتنا.
وللشيخ محمود علي البنا العديد من المواقف التي تبين حب الناس له، وتعلقهم به، وفرحتهم برؤيته أثناء التلاوة في أي مكان يذهب إليه الشيخ محمود علي البنا.
زغروده في العزاء
تروي ابنة محمود علي البنا - آمال - أن والدها في عام 1960 كان نجما للتلاوة، ذاعت شهرته في أرجاء البلاد، وقفزت إلى الدول العربية والإسلامية، في حين كانت معرفة الناس به تقتصر على صوته فقط، باعتباره نجما في الإذاعة المصرية، في وقت لم يكن فيه التلفزيون قد دخل بعد إلى البيوت.
وأضافت ابنته آمال في تصريحات صحفية: كان والدي محمود علي البنا على موعد مع تلاوة القرآن الكريم في عزاء الشرقية، ما تسبب في زحام شديد لسماع الشيخ، وكان من بين الحضور رجل أصرت زوجته على أن يصطحبها معه لتشاهد الشيخ وتراه رؤى العين، فلم يخيب أملها، وأخذها معه إلى العزاء.
وبمجرد أن شاهدت السيدة الشيخ محمود علي البنا لم تصدق نفسها وشعرت بفرحة كبيرة، لوم تمسك نفسها وأطلقت زغرودة مجلجلة جعلت الناس في العزاء لا يصدقون ما يسمعونه بآذانهم، ووقع الشيخ في حرج شديد، ولأنه يعرف أن الزغرودة بسبب محبة السيدة لصوته قطع الصمت بقوله: إنها بشرى للمتوفى بأجر طيب في الآخرة بإذن الله.
شربات في العزاء
الموقف الآخر الطريف الذي روته ابنة الشيخ محمود علي البنا عن والدها أنه كان يحب البسطاء ويذهب للقراء في واجبات العزاء الخاصة بهم بدون أجر، وحدث أن توفي ابن أحد الفقراء في حادث أليم، فذهب الشيخ إلى أسرته ليقرأ في واجب العزاء، ومن شدة فرحة أسرة المتوفي بالشيخ قدموا الشربات للناس في واجب العزاء تعبيرا عن امتنانهم بقدوم الشيخ إليهم، وتشريفه واجب العزاء.
صداقة قوية مع الموسيقار
على الرغم من جمال صوته العذب، الذي تطرب له الآذان، إلا أنه كان يحب كثيرًا أن يستمع للمغني مثل محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، «ليس سرًا أن الشيخ محمود علي البنا كانت تربطه صداقة وعلاقة إعجاب متبادل بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، خاصة والاثنان من تلاميذ الشيخ درويش الحريري وخريجي مدرسته الموسيقية فؤاد الأول للموسيقيين، وليس سرا كذلك أن الشيخ البنا كان لا يخفي إعجابه بصوت السيدة أم كلثوم» وفق ما رواه الكاتب أيمن الحكيم، خلال كتابه «مزامير القرآن»، كما أن الشيخ محمود علي البنا كان يحب أن يستمع لأغاني أم كلثوم، من ألحان الموسيقار عبد الوهاب، فكانا يجلسان سويا للاستماع لأغانيهما المفضلة.
صوته جذب ملك المغرب
لبراعته الكبيرة في قراءة القرآن الكريم، قال «الحكيم» خلال كتابه إن ملك المغرب، محمد الخامس، كان يزور الحسين وتصادف وجوده وقت صلاة الفجر، الذي كان يقيمها الشيخ محمود علي البنا، «حين وقف الملك يردد أدعيته أمام مقام الإمام الحسين جذبه الصوت المنساب من المسجد، فقطع أدعيته ووقف ينصت إليه، وكان الشيخ البنا يقرأ بصوته القوي المنغم العذب آيات من سورة الحج فلما وصل إلي قوله تعالي “والَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ”، فلم يستطع الملك أن يمسك دموعه من شدة التأثر، ولما انتهى من زيارته طلب أن يسلم علي الشيخ البنا، وعبر له عن إعجابه بصوته في شكل دعوة ملكية لزيارة المغرب وتسجيل المصحف بصوته في استديوهات الإذاعة المغربية».