رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«الخوف من الخيانة».. تفاصيل قصة هروب الأسد من قاعدة حميميم بطائرة عسكرية روسية

نشر
الأسد
الأسد

كشف تقارير صحفية غربية تفاصيل جديدة عن الترتيبات المتعلقة بمغادرة بشار الأسد -الرئيس السوري السابق- بلاده، تزامنا مع وصول فصائل المعارضة المسلحة إلى دمشق.

وحسب مصادر في الكرملين تحدثت لوكالة "بلومبرج" الإخبارية، فإن روسيا رتبت لمغادرة الأسد عبر قاعدة جوية روسية، مع تقدم المعارضة نحو دمشق.

وكانت موسكو "تخشى على حليفها القديم، وأقنعته بأنه سيخسر الهجوم الخاطف الذي قادته هيئة تحرير الشام".

 


وقالت 3 مصادر مطلعة على الأمر لم يتم الكشف عن هويتها لـ"بلومبرج"، إن الكرملين عرض على الأسد وعائلته ممرا آمنا إذا غادر على الفور، وهو ما حدث بالفعل.

وقالت المصادر إن الاستخبارات الروسية نسقت عملية المغادرة، حيث رحل الأسد إلى موسكو من قاعدة حميميم الجوية الروسية على الساحل السوري.

وأتت هذه الرحلة بعدما غادر الأسد دمشق على متن طائرة خاصة، من دون أن يخبر أيا من مستشاريه "خوفا من الخيانة"، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة "تليغراف" البريطانية.

وتوجهت طائرة الأسد إلى قاعدة حميميم، ومنها إلى موسكو على متن طائرة عسكرية روسية.


غضب بوتين

ولا ينوي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقابلة الأسد في موسكو، وفقا للمتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي رفض الإفصاح عن مكان وجود الرئيس السوري السابق.

وقال بيسكوف لوسائل الإعلام الروسية: "لا يوجد مثل هذا الاجتماع في الجدول الرسمي للرئيس، وليس لدينا ما نقوله عن مكان وجود الأسد".

ولم تصدر موسكو أي تعليقات رسمية بعد حول انهيار حكم الأسد، الذي قيل إنه "أغضب بوتين".

وقال مصدر مقرب من الكرملين لـ"بلومبرج"، إن الرئيس الروسي "طلب معلومات عن سبب عدم استشراف الاستخبارات الروسية تهديد هيئة تحرير الشام لنظام الأسد في وقت أبكر".

ويأتي سقوط النظام السوري بعد سنوات من الدعم المالي والعسكري الروسي الضخم في الحرب السورية.

وكانت تقارير صحفية روسية أشارت في وقت سابق إلى أن الكرملين منح الأسد وعائلته حق اللجوء السياسي "بشروط إنسانية".

وقالت وزارة الخارجية الروسية لشبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأميركية، إن "أمن الأسد داخل روسيا يظهر أن الأخيرة تتصرف كما هو مطلوب في مثل هذا الموقف الاستثنائي".

وقال عسكريون روس لـ"بلومبرج"، إن سبب مساعدة روسيا للأسد على الفرار "كان قائما على مخاوف بشأن قواعدها العسكرية في المنطقة، وهي القواعد الوحيدة للبلاد خارج الأراضي السوفيتية السابقة".

وأفاد تقرير لموقع "بيزنس إنسايدر"، الإثنين، أن موسكو سحبت سفنها الحربية من القاعدة البحرية الروسية في طرطوس على الساحل السوري بعد فرار الأسد، بينما لم يسحب الجيش الروسي قواته بالكامل من سوريا بعد.

«الخوذ البيضاء» يطالب بخرائط مواقع «السجون السرية» من الأسد


أعلن جهاز "الخوذ البيضاء"، يوم الثلاثاء، أنه قدم طلبا إلى الأمم المتحدة للحصول على خرائط بمواقع "السجون السورية" من الرئيس بشار الأسد الذي فرّ الأحد مع دخول الفصائل المسلحة دمشق وإعلانها إسقاط حكمه.

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في مقابلة مع شبكة أميركية أن الأسد في روسيا، في أول تأكيد رسمي من موسكو لما سبق أن أوردته وكالات أنباء روسية.


وقال مدير جهاز "الخوذ البيضاء" رائد الصالح في منشور على منصة إكس الثلاثاء، "أرسلنا (...) طلباً للأمم المتحدة عبر وسيط دولي لمطالبة روسيا بالضغط على بشار الأسد لتسليمه خرائط بمواقع السجون السرية، وقوائم بأسماء المعتقلين، لنتمكن من الوصول إليهم بأسرع وقت ممكن".


ومنذ بداية الاحتجاجات التي تحوّلت إلى نزاع مسلّح في العام 2011، توفي أكثر من 100 ألف شخص في السجون خصوصا تحت التعذيب، وفق تقديرات للمرصد السوري لحقوق الإنسان تعود الى العام 2022.

 

وأفاد المرصد بأنّ الفترة ذاتها شهدت احتجاز حوالي 30 ألف شخص في سجن صيدنايا الواقع على بعد حوالى 30 كيلومترا من العاصمة دمشق، ولم يُطلق سراح سوى ستة آلاف منهم.

من جانبها، أحصت منظمة العفو الدولية آلاف عمليات الإعدام، مندّدة بـ"سياسة إبادة حقيقية" في سجن صيدنايا الذي وصفته بـ"المسلخ البشري".

 

وأعلنت فصائل المعارضة تحرير المحتجزين في السجون بما فيها سجن صيدنايا الذي يعد من أكبر السجون السورية، وتفيد منظمات غير حكومية بتعرّض المساجين فيه للتعذيب.

 

وأعلن جهاز "الخوذ البيضاء" عن "انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة" داخل سجن صيدنايا "من دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تفتح بعد". غير أنّ الكثير من العائلات لا تزال مقتنعة بأنّ عددا كبيرا من أقربائها محتجزون في سجون سرية تحت الأرض.

وقال رائد الصالح "توحّش وإجرام لا يمكن وصفه مارسه نظام الأسد البائد في قتل السوريين واعتقالهم وتعذيبهم".

 

 

 

عاجل