«القومي للأشخاص ذوي الإعاقة» يعقد ورشة عمل حول دمجهم في سوق العمل
نظم المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، تحت رعاية الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس، يوم الأحد ورشة عمل بعنوان "التهيئة المهنية للأشخاص ذوي الإعاقة" في العاصمة القاهرة. حضر الورشة عدد من الشخصيات البارزة، مثل الدكتور عبد الحميد كابش، استشاري الطب الطبيعي والتأهيل وخبير الإعاقة والتنمية، والدكتورة مي محسن، رئيس الإدارة المركزية للمكتب الفني بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، بالإضافة إلى سالي عاشور، مدير الإدارة العامة للدراسات المستقبلية بالمركز. كما حضر الدكتور زهوه منير، خبير المناهج بالإدارة المركزية لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم، وغادة نادي، مدير مساعد بإدارة المعرفة باليونيسف في مصر.
محاور الورشة ومجموعات العمل
ركزت الورشة على عرض الدراسة التي أجراها مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والتي كانت جزءًا من سلسلة "رؤي على طريق التنمية". تضمن الحدث أيضًا مداخلات وتعقيبات من المشاركين حول الدراسة، إلى جانب مجموعات عمل تناولت عدة موضوعات مهمة. من أبرز الموضوعات التي تم مناقشتها: التهيئة المهنية للأشخاص ذوي الإعاقة، والعمل المحمي، والتقويم والتوجيه المهني، بالإضافة إلى التشغيل والتوظيف والمتابعة، وتدريب المهنيين. كما تم التركيز على أهمية بيئة العمل الملائمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتأهيل الكوادر، وأهمية العلاقة مع العمل المجتمعي في تحقيق التكامل المهني للأفراد.
الإحصائيات المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة
في سياق متصل، أوضحت الدكتورة إيمان كريم أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمثلون 10.7% من سكان مصر وفقًا لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2017. كما بلغت نسبة الأفراد ذوي الإعاقة من بعض الصعوبة إلى المطلقة 11.0% على مستوى الجمهورية في عام 2022، وذلك وفقًا للمسح القومي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي أجراه الجهاز نفسه. هذه الإحصائيات تشير إلى أن ملايين الأشخاص يواجهون تحديات في التوظيف والحصول على فرص العمل المناسبة. على الرغم من مواهبهم وقدراتهم الإبداعية، إلا أن الأشخاص ذوي الإعاقة أكثر عرضة للبطالة أو نقص التوظيف مقارنة مع غيرهم. لذلك، يصبح من الضروري العمل على دمجهم في سوق العمل واستثمار قدراتهم من خلال برامج التأهيل المهني بما يتناسب مع أنواع الإعاقات المختلفة.
وأكدت الدكتورة إيمان كريم في كلمتها أن المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة يسعى، بالتنسيق مع الجهات المعنية، إلى تدريب وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة وفقًا لخطط عمله. كما يشارك المجلس في الأبحاث والدراسات والإحصائيات المتعلقة بالإعاقة، وذلك بهدف تعزيز فرص اندماج هذه الفئة في المجتمع وسوق العمل. وأشارت إلى أن تقديم الدعم والمساندة لأصحاب العمل والمتخصصين في الموارد البشرية يعد أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص وخلق بيئات عمل أكثر عدالة وشمولية.
التهيئة المهنية والبيئة الدامجة
أوضحت الدكتورة إيمان كريم أيضًا أن تهيئة البيئة المهنية لتكون دامجة للأشخاص ذوي الإعاقة يتطلب التعاون مع أصحاب العمل وتوعية مسؤولي الموارد البشرية. كما يجب تضاف الجهود مع ممثلي شبكات المسؤولية الاجتماعية للشركات، بالإضافة إلى جميع المهتمين بإنشاء بيئات عمل أكثر ابتكارًا وإنتاجية. وأكدت على ضرورة توفير المعرفة والأفكار اللازمة لأصحاب العمل من خلال التعاون مع الخبراء والأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم.
التركيز على الاحتياجات الخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة
أضافت أن التهيئة المهنية للأشخاص ذوي الإعاقة يجب أن تركز على الاحتياجات المحددة المرتبطة بالإعاقة، مثل توفير التسهيلات اللازمة والأنظمة المساعدة، بما في ذلك التقنيات المساعدة، وأنظمة العمل المرنة. وتساهم هذه التدخلات في تحسين الرضا الوظيفي وتحقيق تجارب عمل إيجابية للأشخاص ذوي الإعاقة، كما أكدت على نجاح بعض التجارب التي أظهرت فعالية تلك التدخلات.
أهمية إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل
اختتمت الدكتورة إيمان كريم حديثها بالتأكيد على أن إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل سيكون له تأثير إيجابي كبير على المنظمات والشركات. وأشارت إلى ضرورة إعداد استراتيجية فعالة لتحقيق التهيئة المهنية للأشخاص ذوي الإعاقة، مما يساهم في دمجهم بشكل فعال في القوى العاملة وتعزيز التنمية المستدامة.