إضرابات وتهديدات مالية في صناعة السيارات الأوروبية مع تزايد الضغوط على فولكس فاجن وستيلانتيس
تواجه شركتا "فولكس فاجن" و"ستيلانتيس" تحديات جديدة بعد عام مضطرب في 2024، والذي شهد تغييرات هيكلية كبيرة أعادت تشكيل صناعة السيارات الأوروبية. ومع دخول عام 2025، لا تبدو الأشهر الـ12 القادمة أقل صعوبة، حيث يواجه القطاع العديد من المخاطر التي قد تؤثر بشكل كبير على استمراريته ونجاحه.
من بين أبرز التحديات التي تحذر منها التقارير الاقتصادية، هي إمكانية نشوء حرب تجارية شاملة مع الولايات المتحدة في حال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر المقبل. في حالة تأثر الصادرات الأوروبية إلى السوق الأميركية المهمة، قد تزيد الضغوط المالية الهائلة على الشركات الأوروبية التي تكافح بالفعل لتقليص التكاليف في محاولة لمنع تراجع أرباحها بشكل أكبر.
وأعلن عمال "فولكس فاجن" في ألمانيا عن نيتهم تنظيم إضرابات بداية من الغد، بعد فشل الإدارة في التوصل إلى اتفاق مع قادة العمال بشأن تخفيضات غير مسبوقة تهدف إلى تحسين تنافسية الشركة. مع اقتراب الجولة الرابعة من المفاوضات، وتعيين إضرابات في 9 ديسمبر، لا يبدو أن هناك أي بوادر انفراجة بين الإدارة والنقابات.
القطاع الأسوأ أداءً في أوروبا: تدهور معنويات الصناعة
يشير المحللون إلى أن صناعة السيارات الأوروبية تعد القطاع الأسوأ أداءً هذا العام، حيث تواجه ضغوطاً هائلة تشمل تسعير السيارات، خسائر في حصتها السوقية في الصين، وتضييق اللوائح الخاصة بالانبعاثات. إضافة إلى ذلك، تشير التوقعات إلى أن الأرباح ستستمر في التراجع، رغم الجهود المستمرة لإعادة الهيكلة. يذكر أن شركات السيارات الكهربائية الصينية شهدت تراجعاً في حصتها من السوق الأوروبية للشهر الثالث على التوالي، بسبب تأثير الرسوم الجمركية الجديدة.
وفي ظل هذه التحديات، بدأت العديد من الشركات الكبرى في اتخاذ خطوات لتقليص العمالة، حيث تعتزم "فورد موتور" خفض نحو 14% من قوتها العاملة في أوروبا بحلول نهاية 2027. كما تعتزم شركات مثل "مرسيدس-بنز غروب" و"بورشه" تقليل التكاليف التشغيلية. ويشمل الركود أيضًا سلسلة التوريد، حيث أعلنت شركات مثل "روبرت بوش" و"كونتيننتال" عن شطب نحو 20 ألف وظيفة في ألمانيا.
الركود المستمر في أكبر اقتصاد أوروبي
تواجه ألمانيا تحديات اقتصادية كبيرة بسبب الركود المستمر في قطاع التصنيع. رغم انخفاض طلبيات المصانع في أكتوبر بوتيرة أقل من توقعات الاقتصاديين، فإن الركود الصناعي في البلاد بدأ يظهر بوادر تحسن طفيف. ورغم ذلك، تظل الأدلة الملموسة على تعافٍ اقتصادي مستدام نادرة، خصوصاً في قطاع السيارات.
مفاوضات فولكس واجن: إغلاق المصانع والتخفيضات الكبيرة
من المتوقع أن تظهر نظرة تشاؤمية أكبر للصناعة عندما تستأنف "فولكس واجن" مفاوضاتها مع نقابة العمال "آي جي ميتال" بشأن التخفيضات الخاصة بعلامتها التجارية الرئيسية. الإدارة صرحت بأنها بحاجة إلى إغلاق مصانع في ألمانيا لتقليص التكاليف، نتيجة انخفاض الطلب على السيارات الكهربائية وزيادة التكاليف التشغيلية. مع استمرار الخلافات بين الإدارة والنقابات، يتوقع أن تتصاعد الإضرابات مع اقتراب موسم عيد الميلاد.
وحسب تصريحات دانييلا كافالو، الممثلة العليا للعمال في "فولكس واجن"، فإن الاجتماع الذي سيُعقد يوم الاثنين المقبل سيكون حاسماً لتحديد المسار المستقبلي: إما التوصل إلى اتفاق يخفف حدة الأزمة، أو تصعيد الاحتجاجات التي قد تؤثر سلباً على أعمال الشركة.