رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

نيويورك تايمز: تهديدات ترامب بشأن الدولار قد تعجل بالدفع نحو إيجاد بدائل

نشر
مستقبل وطن نيوز

 ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية على الدول التي تسعى إلى استبدال الدولار في التجارة أو تقويض مكانته كعملة احتياطية عالمية قد تعجل بالدفع نحو إيجاد بدائل.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم، إنه عندما حدد الجمهوريون ترامب ليكون مرشحهم الرئاسي خلال الصيف، تضمن برنامج الحزب تعهدا بالحفاظ على دور الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية.
ومنذ فوزه بالانتخابات، أشار ترامب إلى أنه يريد الوفاء بهذا الوعد. وعلى مدار الأسبوع الماضي حذر من أنه إذا حاولت مجموعة دول البريكس ــ التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ــ إنشاء عملتها الخاصة لمنافسة الدولار، فإنه سوف يعاقبها بفرض تعريفات جمركية بنسبة 100% ويمنعها من دخول الأسواق الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التحذير كان يهدف إلى الحفاظ على مكانة الدولار كعملة رئيسية، ولكن خبراء الاقتصاد والمحللين اقترحوا أنه قد يكون له تأثير معاكس. ورغم أنه يبدو من غير المرجح أن تتمكن مجموعة البريكس من إنشاء عملتها الخاصة، فإن الاستخدام العدواني للرسوم الجمركية والعقوبات من جانب الولايات المتحدة هو السبب وراء تفكير الدول الأخرى بشكل متزايد في بدائل للدولار. ومن خلال إطلاق مثل هذه التهديدات، قد ينتهي الأمر بترامب إلى تسريع هذا التوجه.
وقال خبراء "إن التهديد بالانتقام ضد إنشاء عملة مجموعة البريكس غير المحتمل لا يؤدي إلا إلى تعزيز مخاوف بقية العالم بشأن استعداد الولايات المتحدة لاستخدام هيمنة الدولار كسلاح اقتصادي وجيوسياسي. وهذا من شأنه أن يكثف محاولات الدول الأخرى لتنويع اقتصاداتها بعيدا عن استخدام الدولار في المدفوعات الدولية واحتياطيات النقد الأجنبي".
ولفتت الصحيفة إلى أن الدولار كان العملة المهيمنة في العالم لمدة قرن تقريبا، وكان بمثابة العملة الاحتياطية العالمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ويشكل غالبية احتياطيات النقد الأجنبي المحتفظ بها في البنوك المركزية العالمية ويُستخدم على نطاق واسع في المعاملات الدولية مثل التجارة والقروض.
ولكن نفوذ الدولار العالمي كان يتضاءل في العقود الأخيرة. فقد أظهر تقرير صادر عن مؤسسة بروكينجز هذا العام أن حصة الدولار من الاحتياطيات العالمية انخفضت إلى 59% من 70% في عام 2000.
وكانت الصين وروسيا، وهما من بين أكبر الأهداف للرسوم الجمركية والعقوبات الأمريكية، تحولان بشكل متزايد ممتلكاتهما إلى ذهب وعملات أخرى في محاولة لإبعاد نفسيهما عن النظام المالي الأمريكي. ونظرا لانتشار الدولار، تستطيع الولايات المتحدة فعليا عزل دولة مثل روسيا عن النظام المالي العالمي، وقد أظهرت في السنوات الأخيرة استعدادها لاتخاذ مثل هذه الإجراءات.
وفي ختام تقريرها، قالت الصحيفة إنه في الأمد القريب، من المرجح أن تشجع أجندة ترامب التجارية دولا أخرى، مثل الصين، على إضعاف عملاتها نسبة إلى الدولار حتى تصبح صادراتها أقل تكلفة للمشترين في الخارج. وعلى المدى الأبعد، قد يضطر هذا النهج دولا أخرى إلى الابتعاد عن الدولار والتجارة بعملات أخرى إذا أصبح الوصول إلى السوق الأمريكية صعبا للغاية.

عاجل