رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

من معهد الموسيقى إلى رئاسة الأوبرا.. محطات من حياة رتيبة الحفني في ذكرى ميلادها

نشر
رتيبة الحفني
رتيبة الحفني

تُعد رتيبة الحفني واحدة من أبرز الشخصيات الفنية في العالم العربي، وقد قدّمت إسهامات كبيرة في مجال الموسيقى، سواء من خلال عزفها على آلة البيانو أو من خلال دورها القيادي في تطوير الحركة الموسيقية في مصر والعالم العربي. وُلدت في القاهرة في عام 1931، وعُرفت بلقب "سيدة الموسيقى العربية" و"عايدة الأوبرا المصرية"، وكانت أول امرأة تتولى رئاسة دار الأوبرا بالقاهرة. 

وقد تركت الحفني بصمة واضحة في مجال الموسيقى، حيث قدمت العديد من الأعمال التي ساهمت في نشر الثقافة الموسيقية العربية، وركزت على تحسين التعليم الموسيقي وتطوير الأجيال الشابة في هذا المجال.

الميلاد والنشأة: نشأت في أسرة موسيقية

ولدت رتيبة الحفني في 2 ديسمبر 1931 بالقاهرة، في أسرة موسيقية عريقة. كان والدها، المؤرخ الموسيقي الشهير محمود أحمد الحفني، أول من أدخل الموسيقى إلى المدارس المصرية وكتب أكثر من 45 كتابًا في هذا المجال. أما والدتها، فكانت ألمانية الجنسية، وورثت رتيبة حب الموسيقى من جدتها لأمها، التي كانت مغنية في أوبرا ألمانية. بدأت رتيبة الحفني دراسة الموسيقى منذ سن مبكرة، حيث كانت قادرة على عزف البيانو في الخامسة من عمرها. وقد تميزت موهبتها منذ طفولتها، حيث حصلت على دبلوم المعهد العالي للموسيقى في عام 1950، ثم سافرت إلى ألمانيا لتواصل دراستها في برلين وميونيخ، حيث حصلت على الدكتوراه في الموسيقى ودبلوم الغناء الأوبرالي العالي في عام 1955.

رتيبة الحفني

بداية مشوارها الفني والمقاومة الشعبية

بعد عودتها إلى مصر، شاركت رتيبة الحفني في المقاومة الشعبية إبان العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956. كما قدمت العديد من الأعمال الأوبرالية البارزة، مثل "أوبرا عايدة" للموسيقار فيردي في باريس، بالإضافة إلى عروض في عدة دول أوروبية. شاركت الحفني في أول أوبريت عربي، "الأرملة الطروب"، الذي تم ترجمته إلى العربية في عام 1961. على مدار مسيرتها، قدمت أكثر من 500 عرض أوبرالي في مختلف أنحاء العالم.

المناصب القيادية في مجال الموسيقى

تولت رتيبة الحفني العديد من المناصب القيادية في مجال الموسيقى. بدأت عملها كمعيدة في المعهد العالي للموسيقى في عام 1950، ثم انتدبت للعمادة في معهد الموسيقى العربية في عام 1951، وتدرجت لتصبح عميدة للمعهد بعد أن أصبح تابعا لوزارة الثقافة وأكاديمية الفنون. كما تولت رئاسة البيت الفني للموسيقى في عام 1980، ثم أعيد تعيينها في المعهد العالي للموسيقى العربية في عام 1986. كانت الحفني أيضًا أول امرأة تتولى رئاسة دار الأوبرا المصرية من يونيو 1988 حتى مارس 1990، حيث عملت مستشارة فنية للدار بعد ذلك. بالإضافة إلى ذلك، كانت رئيسة المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية.

رتيبة الحفني

الإسهامات الثقافية والفنية

أسست رتيبة الحفني مهرجان الموسيقى العربية في عام 1992، كما أسهمت في إنشاء المعهد العالي للفنون الموسيقية في الكويت. بالإضافة إلى ذلك، أنشأت أول كورال أطفال في مصر في عام 1960، ومن ثم أسست كورال أطفال أوبرا القاهرة، وأشرفت على العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تهتم بالموسيقى. كان لها دور بارز في تقديم أول إخراج غنائي لفيلم ديزني "سنو وايت" وأدت فيه صوتها، كما أصدرت العديد من الكتب والدراسات الموسيقية التي ساهمت في إثراء المكتبة العربية في مجال الموسيقى.

الجوائز والتكريمات

حصلت رتيبة الحفني على العديد من الجوائز تقديراً لعطائها الفني المتميز، من بينها جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة في عام 2004. كما تم تكريم اسمها في مهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ 25، حيث تسلمت أسرتها جائزة أوسكار المهرجان. وفي عام 2017، احتفل محرك البحث "جوجل" بعيد ميلادها الـ 88.

رتيبة الحفني

الحياة الشخصية والوفاة

تزوجت رتيبة الحفني مرتين، الأولى من الموسيقار مصطفى ناجي، وأنجبت منه ابنتها ماجدة، ثم تزوجت من المايسترو أحمد عبيد وأنجبت منه ابنتها علا. تدهورت حالتها الصحية في عام 2010، وفي 16 سبتمبر 2013، توفيت الحفني إثر أزمة قلبية في منزلها. وقد أوصت أن يتم إخراج جثمانها من مسجد دار الأوبرا المصرية، وهو ما تم تنفيذه، حيث لفّ النعش بعلم مصر.

عاجل