آخر الظواهر الفلكية لعام 2024.. بدء الشتاء وقمر «عيد الميلاد» وزخات شهب
كشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن آخر الظواهر والأحداث الفلكية للعام الحالي 2024 وأبرزها بدء فصل الشتاء وزخات شهب وقمر "عيد الميلاد" بالإضافة إلى اقترانات للكواكب والنجوم.
وقال تادرس - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) السبت - إن أولى تلك الظواهر تبدأ غدا الأحد حيث سيظهر القمر الجديد (محاق شهر جمادي الأخرة)، موضحا أنه عند اقتران أي جرم سماوي بالشمس لا يمكن رؤيته أبدا بسبب قوة إضاءة الشمس، ولذلك لا يمكن رؤية هلال القمر أبدا قبل أو بعد المحاق إلا قبل شروق الشمس أو بعد غروبها فقط.
وأضاف أنه لذلك لن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد، حيث يقترن القمر مع الشمس في ذلك اليوم فيشرق معها ويغرب معها فلا يترائى لنا أبدا.
وأكد أن أيام المحاق تعتبر هي أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة بالنسبة للفلكيين لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الفلكية المطلوبة.
ونوه الدكتور أشرف تادرس إلى أنه في يوم /الثلاثاء/ المقبل، سيشرق كوكب المريخ في التاسعة مساء تقريبا مقترنا مع "الحشد النجمي خلية النحل" في برج السرطان.
وأوضح أنه لصعوبة رؤية هذا الاقتران ينصح باستخدام تلسكوب صغير حيث نراهما متجاورين في السماء طوال الليل إلى أن يختفيا في ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
ولفت إلى أن "الحشد النجمي خلية النحل" يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة، وهو يظهر كسحابة مجسمة في كوكبة السرطان كما رآها جاليليو لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609 وتمكن من رؤية 40 نجما فقط.
وأشار أستاذ الفلك إلى أنه في 4 ديسمبر يترائى القمر مقترنا مع كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) في ذلك اليوم بعد غروب الشمس مباشرة حيث نراهما متجاورين في السماء، وسيظلان مرئيان إلى أن يبدأ المشهد في الغروب في الـ 7:30 مساء تقريبا، وقد نراهما مقترنين كذلك مساء اليوم التالي 5 ديسمبر.
ونوه إلى أنه في 7 ديسمبر سيكون كوكب المشتري (عملاق كواكب المجموعة الشمسية) في حالة تقابل مع الشمس في ذلك اليوم، أي عندما تغرب الشمس في جهة الغرب يشرق المشتري من جهة الشرق ويظل مرئيا في السماء طوال الليل ويغرب عندما تلوح الشمس بالشروق صباح اليوم التالي.
وأكد الدكتور أشرف تادرس أن ذلك هو أفضل وقت لرؤية كوكب المشتري بالعين المجردة خلال العام، كما يمكن استخدام النظارات المعظمة أو التلسكوبات الصغيرة لرصد وتصوير أقمار المشتري الكبرى المشهورة.
وأوضح أنه في 8 ديسمبر سيترائى القمر في ذلك اليوم في وسط السماء مقترنا مع كوكب زحل (لؤلؤة كواكب المجموعة الشمسية) بعد غروب الشمس مباشرة، حيث نراهما متجاورين حتى بداية غروب المشهد في الـ10:30 مساء تقريبا.
وأضاف أنه في ذات اليوم 8 ديسمبر سيترائى القمر في ذلك اليوم في طور التربيع الأول حيث يترائى نصف قرص القمر فقط مضيئا في منتصف السماء وقت غروب الشمس تقريبا، وتبلغ نسبة لمعانه 50%.
وقال أستاذ الفلك إنه في 12 ديسمبر سيكون القمر في هذا اليوم في منطقة الحضيض في مداره حول الأرض وهي المنطقة القريبة نسبيا إلى الأرض حيث تبلغ المسافة بينهما حوالي 365,400 كم.
وأضاف إن منطقة الحضيض متغيرة من شهر لآخر ولا يعتبر القمر "سوبر أو عملاق" إلا إذا كانت مسافته من الأرض أثناء الحضيض أقل من 360,000 كم، لافتا إلى أن ظاهرة المد والجزر تزيد أثناء وجود القمر في الحضيض.
ونوه إلى أنه في 13 ديسمبر سيترائى القمر في ذلك اليوم ناحية الشرق بعد غروب الشمس مباشرة مقترنا مع الحشد النجمي (الثريا أو الأخوات السبعة)، وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، حيث يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة طوال الليل حتى بداية غروب المشهد في الـ 5:30 صباح اليوم التالي.
وأوضح أن حشد الثريا يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض، ويتكون من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه 7 فقط وهي التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولذلك يطلق عليه الأخوات السبعة.
وكشف عن حدوث ذروة زخة شهب الجوزاء (التوأميات) يومي 14-13 ديسمبر ويطلق عليها لقب (ملكة الزخات الشهابية)، ويفضلها الكثيرون من هواة الفلك ومحبو مراقبة السماء، إذ تُعتبر أفضل الزخات الشهابية على مدار السنة حيث يصل عدد الشهب فيها إلى 120 شهابا في الساعة بالإضافة إلى تعدد ألوانها.
وأوضح أن زخة التوأميات تنتج من الحطام الغباري الذي يخلفه كويكب فايثون 3200 الذي تم اكتشافه عام 1982.
وأضاف أنها تهطل سنويا من 7 إلى 17 ديسمبر وتبلغ ذروتها هذا العام في ليلة 13 وفجر 14 ديسمبر، منوها إلى أن أفضل وقت لمشاهدة الشهب سيكون من مكان مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدينة حيث تسقط الشهب كما لو كانت آتية من كوكبة الجوزاء (التوأم) وهو سبب تسميتها، ولكن يمكن أن تظهر في أي مكان آخر بالسماء.
وأفاد بأن الزخات الشهابية عموما تُرى بالعين المجردة ولا تحتاج مناظير أو تلسكوبات فلكية بشرط البعد عن إضاءة المدينة وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء، مؤكدا أنه لا يوجد أي مخاطر لزخات الشهب على الإنسان إذ إنها تدخل الغلاف الجوي وتحترق فيه على ارتفاع أكثر من 70 كيلومترا من سطح الأرض.
وأشار إلى أنه في 15 ديسمبر سيكتمل قرص القمر ويصبح بدرا كامل الاستدارة في ذلك اليوم حيث يكون القمر في حالة تقابل مع الشمس، فيشرق بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي، وتكون نسبة لمعانه 100%.
وأوضح أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقي لقرص القمر، لذلك يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا في الفترة من 14 إلى 16 ديسمبر، لافتا الى أن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية باسم (قمر عيد الميلاد (الكريسماس) أو القمر البارد أو قمر الليالي الطويلة).
وأكد أن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
وأشار أستاذ الفلك إلى أنه في 17 ديسمبر سيشرق القمر في الـساعة السادسة مساء تقريبا في ذلك اليوم مقترنا مع النجم بولوكس في برج الجوزاء (التوأم) حيث نراهما متجاورين في السماء طوال الليل إلى أن يختفي المشهد صباح اليوم التالي في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
ولفت إلى أنه في 18 ديسمبر سيشرق القمر في الساعة 8:20 مساء تقريبا في ذلك اليوم مقترنا مع كوكب المريخ وفي نفس الوقت نراه مقترنا مع "الحشد النجمي خلية النحل في برج السرطان".
وأوضح أنه لصعوبة رؤية "الحشد النجمي خلية النحل" بالعين المجردة ينصح باستخدام تلسكوب صغير، لافتا إلى أن هذا الحشد يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة.
وأضاف أنه يظهر كسحابة مجسمة كما رآها عالم الفلك "جاليليو" لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609 إذ تمكن من رؤية 40 نجما فقط.
ونوه إلى أن هذا الاقتران الثنائي (القمر والمريخ) يرى بالعين المجردة السليمة، حيث نراهما متجاورين في السماء طوال الليل إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وذكر أنه في 20 ديسمبر سيشرق القمر في هذا اليوم في الساعة 9:15 مساء تقريبا مقترنا مع النجم "ريجولس أو قلب الأسد"، وهو ألمع نجم في برج الأسد ويعتبر من النجوم اللامعة في سماء الليل عموما، وتبلغ كتلته 3.5 ضعف كتلة الشمس ويبعد عن الأرض حوالي 79 سنة ضوئية.
وشدد على أنه يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة في السماء طوال الليل إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وكشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك عن حدوث الانقلاب الشتوي يوم 21 ديسمبر حيث يميل القطب الجنوبي للأرض نحو الشمس فتكون أشعتها عمودية تماما على مدار الجدي، أي عند خط عرض 23.44 درجة جنوبا.
وأوضح أن هذا اليوم يعتبر هو ذروة فصل الشتاء فلكيا في النصف الشمالي للكرة الأرضية وفي نفس الوقت هو ذروة فصل الصيف فلكيا في النصف الجنوبي للكرة الأرضية.
وأضاف أن ذروة فصل الشتاء لا تعني بالضرورة أنه أبرد يوم في السنة، لأن برودة وسخونة الجو تتعلق بأمور الطقس داخل الغلاف الجوي وله عوامل كثيرة تدخل في نطاق عمل الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أما فلكيا فالأمر يتعلق فقط بحركة الأرض في المدار.
وتابع "لذلك فإن ذروة الشتاء تمثل أقصى ميل لمحور دوران الأرض في مدارها حول الشمس، علما بأن الأرض تكون أقرب نسبيا إلى الشمس في الشتاء عنها في الصيف".
وأوضح أنه بناء على ذلك ستكون ذروة فصل الشتاء فلكيا هي أقصر نهار في السنة إذ يصل طول النهار حوالي 10 ساعات فقط بينما يصل طول الليل إلى 14 ساعة تقريبا، كما تبلغ الشمس أدنى ارتفاع لها فوق الأفق وقت الظهيرة عند عبورها خط الزوال ويكون ظل الإنسان على الأرض في هذا الوقت أطول ما يمكن.
وأشار إلى حدوث زخة شهب "الدببيات" يومي 21 و22 ديسمبر، وهي من الزخات الشهابية الخفيفة حيث يبلغ عدد الشهب فيها حوالي 10 شهب في الساعة.
وأوضح أن هذه الشهب تنتج عن طريق الحطام الغباري المتناثر على طول مدار المذنب Tuttle الذي تم اكتشافه عام 1790، وتسقط شهب الدببيات كما لو كانت آتية من مجموعة الدب الأصغر Ursa Minor (بالقرب من النجم القطبي) وهو سبب تسميتها.
وأضاف أن التوقيت السنوي لهذه الزخة يكون من 17 إلى 25 ديسمبر من كل عام، وتصل ذروتها في ليلة 21 وفجر 22 ديسمبر.
ونوه إلى أنه في 23 ديسمبر سيترائى القمر في هذا اليوم في طور التربيع الثاني حيث يضيئ نصف قرصه فقط، ويشرق متأخرا بعد منتصف الليل وتبلغ نسبة لمعانه 50%، علما بأن الجزء المضيئ من القمر يشير دائما إلى اتجاه الشمس (اتجاه الشرق) حتى لو كانت الشمس تحت الأفق ومن ثم يصبح القمر في وسط السماء تقريبا عند شروق الشمس، ثم يستمر في التحرك نحو السماء الغربية إلى أن يبدأ بالغروب عند حلول الظهر، أي عندما تكون الشمس في منتصف النهار تقريبا.
ولفت إلى أنه في ذات اليوم 23 ديسمبر سيشرق كوكب عطارد مقترنا مع النجم أنتاريس (قلب العقرب) حيث يُرى هذا المشهد بالعين المجردة السليمة في الـ5:30 صباحا تقريبا في ذلك اليوم حتى يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وأوضح أستاذ الفلك أنه في 24 ديسمبر سيكون القمر في هذا اليوم في منطقة الأوج في مداره حول الأرض وهي المنطقة البعيدة نسبيا عن الأرض حيث تبلغ المسافة بينهما حوالي 404,500 كم.
وأضاف أن منطقة الأوج متغيرة من شهر لآخر، وفيها تقل ظاهرة المد والجزر قليلا أثناء وجود القمر في الأوج.
ولف إلى أنه في 25 ديسمبر سيشرق القمر مقترنا مع النجم سبيكا السماك الأعزل أو السنبلة (ألمع نجوم برج العذراء)، ويمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة في الـ1:50 صباحا تقريبا ويظل مرئيا إلى أن يختفي المشهد من شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وأفاد بأن نجم سبيكا (السنبلة) هو نجم متغير يبلغ حجمه 8 مرات تقريبا مثل حجم الشمس، وكتلته 11 مرة تقريبا مثل كتلة الشمس، ولمعانه 13.5 مرة مثل لمعان الشمس، ويبعد عن الأرض بنحو 260 سنة ضوئية.
ونوه إلى أنه في ذات اليوم 25 ديسمبر سيصل كوكب عطارد إلى أقصى استطالة له تبلغ 22 درجة من الشمس، وهو أفضل وقت لمشاهدة كوكب عطارد وتصويره لأنه سيكون في أعلى نقطة له فوق الأفق الشرقي في السماء قبل شروق الشمس مباشرة، لذلك تكون فترة بقائه في السماء هي الأطول حيث يشرق في الـ5:10 صباحا تقريبا ويترائى لمدة ساعة تقريبا قبل أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وأوضح أنه في 28 ديسمبر سيشرق القمر في الـ4:40 صباحا تقريبا في ذلك اليوم مقترنا مع النجم (قلب العقرب) ألمع نجم في برج العقرب، وهو نجم أحمر عملاق يفوق كتلة الشمس بـ10 أضعاف، ويبعد عن الأرض بحوالي 600 سنة ضوئية، ويظل هذا الاقتران مرئيا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وكشف الدكتور أشرف تادرس عن آخر ظاهرة فلكية لعام 2024، حيث يقترن القمر مع الشمس للمرة الثانية خلال هذا الشهر يوم 31 ديسمبر إيذانا بميلاد القمر الجديد"محاق شهر رجب" ويشرق معها ويغرب معها فلا يترائى أبدا في ذلك اليوم إلى أن يخرج القمر من حالة الاقتران مع الشمس حينئذ يولد القمر الجديد.
وأكد أن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة تعتمد أساسا على فترة بقاء القمر الوليد في السماء أثناء الشفق المسائي بعد غروب الشمس مباشرة، كما تعتمد رؤيته على صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار.
وشدد الدكتور أشرف تادرس على أن أيام المحاق هي أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة بالنسبة للفلكيين لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الفلكية المطلوبة.