في ذكرى ميلاده عماد حمدي.. دخل التمثيل بالصدفة وعبد الوارث عسر أستاذه

تمتع الفنان عماد حمدي الذي لقب بفتى الشاشة الأول تمتع بمكانة فريدة في السينما المصرية، فقد اقترب من تقديم ثلاثمائة عمل فني خلال مسيرته الفنية الثرية بالأعمال التي لا تزال عالقة في أذهان المشاهدين.
ولد عماد حمدي في 25 نوفمبر عام 1909 في سوهاج لأب حاصل على الدكتوراه في الهندسة وأم فرنسية، ورحل عن عالمنا في 28 يناير 1984، وله 8 أشقاء 4 ذكور و4 إناث وله أخ توأم متماثل.

عمل شقيق عماد حمدي التوأم وزيرًا في مفوضية الخارجية ولكنه قدم دور البطولة أمام أم كلثوم فى فيلم «عايدة» عام 1942، وذلك قبل اتجاه عماد حمدي نفسه للتمثيل، وظن النقاد أنه هو من قدم الدور، ولكنها بقيت أمنية لم تتحقق أن يقف فتى الشاشة الأول أمام كوكب الشرق.

اعتبر عبد الوارث عسر أستاذًا له لأنه علّمه فن الإلقاء، وكان حريصًا على تقبيل يده كلّما أتيحت له الفرصة، كان الفنان والمؤلف بديع خيري هو معلم اللغة الإنجليزية الخاص به، وهو من حببه في المسرح والتمثيل وزكاه لدى عبد الوارث عسر ليقدم دور في مسرحية شكسبير "كيريالانوس".

دخل عماد حمدي التمثيل بالصدفة حيث كان كامل التلمسانى يجهز لفيلم «السوق السوداء»، وفى حاجة إلى شاب مصرى يكسر النمط الأجنبي، فوقع الاختيار على عماد حمدي الذي كان بطلًا في الجمباز والسياحة، وحصل على أجر 250 جنيه وترك عمله كمدير توزيع في استوديو مصر وتفرغ للتمثيل.

تزوج الفنان عماد حمدي أربع مرات في حياته الأولى من الراقصة حورية محمد وانفصل عنها سريعًا ثم تزوج الفنانة فتحية شريف وأنجب منها نجله نادر واستمر زواجهما 8 سنوات ثم انفصلا، وتزوج من الفنانة شادية التي تصغره بنحو عشرين عامًا رغم رفض عائلتها، واستمر زواجهما 3 سنوات وبعد الانفصال الذي تسببت فيه غيرته الشديدة عليها، عانى من حالة نفسية سيئة وتوقف عن العمل لفترة ثم عاد إلى التمثيل بقوة لينسى هذه الأزمة، ثم تزوج من الفنانة نادية الجندي والتي أنتج لها بعض الأفلام ثم انفصل عنها بعد إنجاب ابنه هشام.

وتوفى عبد الرحمن شقيقه التوأم بين يديه فحزن حزنًا شديدًا لأنه كان رفيق عمره الذي يرافقه في كل شيء، ولأنه أيضًا كان يظن أنه سيسبقه في الموت لأنه كان مريضًا بينما كان توأمه بحالة صحية أفضل منه، وبعد وفاة شقيقه التوأم أصيب بنوبة اكتئاب قوية ولازم شقته دون خروج لمدة 3 سنوات وفقد بصره من شدة الحزن، وعندما علم الشيخ محمد متولي الشعراوي باكتئاب عماد حمدي ذهب إلى شقته وزاره، وعندها سألته طليقته فتحية شريف عن جواز اعتنائها به وخدمته برغم وقوع الطلاق بينهما، فأجاز لها الشعراوي خدمة والد ابنها لوجه الله.

وفي آخر أيامه كان يرفض استقبال الزوار بسبب حالته النفسية والصحية السيئة، وبرغم ذلك ظلت شادية تطمئن عليه من خلال الهاتف، وتوفي عماد حمدي، في 28 يناير عام 1984 عن عمرٍ ناهز الـ74 عامًا إثر أزمة قلبية حادة بعد رحلة طويلة للغاية مع العمى والاكتئاب.