من القرية إلى الشاشة.. كيف نشأ عبدالمنعم إبراهيم ليصبح أحد أعلام الفن المصري؟
تحل اليوم، 17 نوفمبر، ذكرى وفاة الفنان الكبير عبدالمنعم إبراهيم، الذي رحل عن عالمنا عام 1987. ترك الفنان الراحل بصمة كبيرة في تاريخ السينما والمسرح المصري، حيث تمتع بموهبة فنية مميزة، واستطاع أن يبدع في تقديم الأدوار الكوميدية التي أدخلت البهجة إلى قلوب جمهوره. من أشهر أدواره التي لا تُنسى شخصيته في فيلم "سر طاقية الإخفاء"، حيث لعب دور "عصفور"، بالإضافة إلى شخصيته الشهيرة "فتافيت السكر" في فيلم "سكر هانم".
الأدوار السينمائية والمسرحية
قدّم عبدالمنعم إبراهيم العديد من الأدوار المتميزة في حياته الفنية، حيث اشتهر في مجال الكوميديا بأدائه المحترف. ورغم أنه برع في الأدوار الكوميدية، إلا أنه كان له حضور قوي في الأعمال الدرامية والمسرحية أيضًا. من أبرز أعماله السينمائية التي تركت أثرًا كبيرًا في السينما المصرية: "سر طاقية الإخفاء"، "ثلاثية نجيب محفوظ"، "إشاعة حب"، "سكر هانم"، "السفيرة عزيزة"، "بين السما والأرض"، بالإضافة إلى العديد من الأفلام الأخرى التي حققت نجاحًا كبيرًا.
أما على صعيد الدراما التليفزيونية، فقد شارك في أعمال مميزة مثل "زينب والعرش"، "أولاد آدم"، "الهروب من السجن"، "الرقم المجهول"، و"عودة الوطن". في المسرح، ترك عبدالمنعم إبراهيم بصمة كبيرة أيضًا من خلال مسرحياته الشهيرة مثل "حلاق بغداد" و"معروف الإسكافي".
بداياته الفنية
تحدث الفنان عبدالمنعم إبراهيم في لقاء تليفزيوني نادر عن بداياته الفنية، حيث أشار إلى أن حبه للفن لم يكن صدفة، بل كان نابعًا من نشأته في بيئة فنية منذ الصغر. وكان عمره لا يتجاوز تسع سنوات عندما بدأ يعشق المسرح، حيث كان والده يصطحبه إلى مسرحيات الفنان علي الكسار، وهو ما زرع فيه حب الفن منذ طفولته.
كما أشار إلى أنه كان يقضي إجازته الصيفية في قريته "ميت بدر حلاوة"، حيث كان هو وزملاؤه في المدرسة يقومون ببناء مسرح صغير في "الجرن"، حيث يقلدون أهل القرية وهم يقصون مشاكلهم للعمدة، ويؤدون كيف يتعامل العمدة مع هذه المشاكل، مما ساعده على تطوير مهاراته التمثيلية.
دراسته الفنية وتعاوناته المبكرة
في فترة المدرسة الثانوية، التقى الفنان عبدالمنعم إبراهيم بالفنان عبدالمنعم مدبولي، وبدأت بينهما صداقة قوية، حيث عملا معًا في عمل روائي بعنوان "الضحية"، من إخراج عبدالمنعم مدبولي. ومن ثم استمرت تعاونهما الفني في مراحل عمرية مبكرة، حيث كانا يقدمان عروضًا مسرحية كهواة تمثيل.
وبالتوازي مع هذه الأنشطة الفنية، قرر الاثنان الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وبالفعل تقدما معًا لهذه الاختبارات ونجحا في تخطي التصفيات، على الرغم من المصاعب التي مر بها عبدالمنعم إبراهيم، حيث توفيت والدته في نفس العام. وقد أشار الفنان إلى أن المخرج الكبير زكي طليمات كان له دور كبير في نجاحه في بداياته الفنية، خاصة في مجال المسرح، حيث اعتبره أحد أعمدة فن المسرح الذين أثّروا في مسيرته الفنية بشكل كبير.