هدوء نسبي لمضاربات بتكوين بانتظار كشف ترمب عن خططه

هدأت اندفاعة المضاربين على ارتفاع بتكوين، الذي بدأ منذ فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأمريكية، في أسواق العملات المشفرة الفورية والمشتقات.

تراجع أكبر الأصول المشفرة إلى ما دون 87000 دولار، يوم الجمعة، بعد تصريح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بعدم وجود حاجة للتعجيل بخفض أسعار الفائدة، مما جعل العملة أقل بحوالي 6500 دولار عن أعلى مستوى قياسي تم تحقيقه يوم الأربعاء.

في قطاع المشتقات، أفادت شركة "كيه 33 ريسيرش" (K33 Research) بأن العلاوة المدفوعة لعقود بتكوين الآجلة المدرجة في بورصة شيكاغو انخفضت، مقارنة بسعر السوق الفوري.

يستخدم المستثمرون المؤسسيون في الولايات المتحدة هذه العقود لاتخاذ مراكز في العملة المشفرة الأصلية. وتشير بيانات "أمبير داتا" (Amberdata) إلى حدوث زيادة على مدار الـ24 ساعة الماضية في عقود الخيارات المفتوحة التي تراهن على الهبوط، أو العقود القائمة، والتي يقدر سعرها بـ80000 دولار.

قال فيتلي لوندي، رئيس الأبحاث في "كيه 33": "يبدو أن الأسواق بدأت تهدأ"، مضيفاً أن تضييق الفجوة بين العقود الآجلة وسعر السوق الفوري "قد يكون إشارة طفيفة على اعتدال مستويات المخاطر".

ارتفع سعر بتكوين بحوالي 30% منذ الانتخابات الأميركية في 5 نوفمبر، مدفوعاً بموقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب المؤيد للعملات المشفرة. ويُنظر الآن إلى بتكوين كجزء من مجموعة من "تجارة ترمب" التي يترقبها المضاربون لمعرفة مدى استمرارية هذه الزيادة في الأسعار.

وعد ترمب بإنشاء إطار تنظيمي ملائم للعملات المشفرة، واحتياطي استراتيجي من بتكوين، وجعل الولايات المتحدة مركزاً عالمياً للصناعة. ورغم أنه كان في السابق متشككاً بشأن العملات المشفرة، لكنه غيّر موقفه بعد أن أنفقت شركات الأصول الرقمية بكثافة خلال الحملة الانتخابية لدعم مصالحها. ورغم ذلك، لا تزال هناك تساؤلات حول مدى إمكانية تنفيذ هذه الوعود والجدول الزمني لها.

ضخ المستثمرون 4.7 مليار دولار في صناديق بتكوين المتداولة في البورصات الأميركية بعد يوم الانتخابات. وتضم هذه الصناديق، التي تصدرها شركات مثل "بلاك روك"، و"فيديلتي إنفستمنتس" أصولًا إجمالية تقدر بحوالي 94 مليار دولار، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ".

قال جيمس ديفيز، الرئيس التنفيذي لمنصة "كريبتو فالي إكستشينج" (Crypto Valley Exchange) للتداول بالعقود الآجلة والخيارات: "حالياً، كل التداولات هي مضاربة بحتة"، وأضاف: "أتوقع الكثير من التقلبات، وغياب الإشارات الواضحة لبعض الوقت، بينما ننتظر إعلان السياسات في الولايات المتحدة".

وأشار ديفيز إلى أن مستوى 90000 دولار يعد علامة رئيسية يجب مراقبتها، لمعرفة ما إذا كان هذا السعر سيعمل كمستوى مقاومة، أو إذا ما كان تم تجاوز تلك العلامة بكثير. وتُظهر بيانات من منصة "ديربيت" (Deribit) أن هناك تركيزاً كبيراً من الرهانات على صعود بتكوين إلى مستوى 100000 دولار.

وبعيداً عن بتكوين، كانت العملات الأصغر، مثل إيثر، التي تحتل المرتبة الثانية، وعملة دوج كوين المفضلة لدى جمهور "الميم"، متذبذبة يوم الجمعة، تماشياً مع تراجع شهية المخاطرة، إثر تقليص المتداولين رهاناتهم على تخفيضات الفائدة الفيدرالية بعد تصريحات باول.