التوقعات الاقتصادية تتغير بعد تصريحات باول.. تقليص فرص خفض الفائدة في ديسمبر وارتفاع عوائد السندات الأمريكية
قلص المتداولون توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، وذلك بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، والتي أشار خلالها إلى أن القوة الاقتصادية الحالية تمنح المسؤولين المجال لتخفيف السياسة النقدية بحذر أكبر. هذه التصريحات أثرت بشكل ملحوظ في الأسواق، حيث قفزت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، التي تعتبر حساسة للسياسات النقدية، مما يعكس تغيرات في الرؤية المستقبلية للسياسة النقدية الأمريكية.
وشهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين ارتفاعاً ملحوظاً بنحو ثماني نقاط أساس، ليصل العائد إلى 4.36% يوم الخميس بعد أن أدلى رئيس الاحتياطي الفيدرالي بتصريحات في دالاس تم إعدادها مسبقاً. هذا الارتفاع في العوائد يعكس تغير التوقعات بشأن السياسة النقدية بعد التصريحات التي أشار فيها باول إلى أن الاقتصاد الأميركي في حالة مرونة جيدة، مما يتيح للمسؤولين مجالاً أكبر للتعامل بحذر مع قرارات خفض أسعار الفائدة.
خفض فرص خفض الفائدة في ديسمبر
عقب هذه التصريحات، خفض متداولو المبادلات من توقعاتهم بشأن خفض الفائدة في الاجتماع المقبل لبنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي سيعقد في ديسمبر. حيث تقلصت فرصة خفض الفائدة في الاجتماع الذي ينتهي في 18 ديسمبر إلى حوالي 56%، مقارنةً بنحو 80% في اليوم السابق. هذا التعديل في التوقعات يعكس تحولات في توجهات السوق بعد تصريحات باول التي دعت إلى سياسة حذرة بشأن خفض أسعار الفائدة.
تصريحات باول حول قوة الاقتصاد الأميركي
في تصريحاته، أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى أن أداء الاقتصاد الأميركي كان "جيداً بشكل ملحوظ"، مما منحه وفريقه في البنك مجالاً أكبر لإجراء تخفيضات تدريجية في أسعار الفائدة. وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث كان هناك تزايد في الضغط على البنك المركزي لتحفيز النمو الاقتصادي من خلال خفض تكاليف الاقتراض. لكن باول أوضح أنه رغم هذا الأداء الجيد، لا توجد ضرورة ملحة للتسرع في اتخاذ أي قرارات حاسمة بشأن خفض الفائدة.
ومن جانبه، صرح زاكاري غريفثس، رئيس قسم الاستثمار في الأصول الأميركية والاستراتيجية الكلية في "كريديت سايتس"، بأن "المخاطر التي تهدد مسار سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، كما تم تسعيرها في الأسواق اليوم، تميل إلى جانبين". وأضاف أن تصريحات باول تميل إلى النهج المتشدد، حيث يتبنى البنك المركزي أسلوب إدارة المخاطر فيما يتعلق بمستقبل السياسة النقدية. وعلى الرغم من تأكيد باول على أن الاقتصاد الأميركي لا يشير إلى ضرورة استعجال خفض الفائدة، إلا أنه لم يعلق بشكل محدد على احتمالات خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر المقبل.