رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الدولار القوي يفتح فرصًا جديدة لشركات أوروبية مع فترة ترامب الرئاسية الجديدة

نشر
مستقبل وطن نيوز

أصبح من المحتمل أن يشهد الدولار الأمريكي ارتفاعاً ملحوظاً، مما يتيح بعض الفرص لشركات كبيرة في أوروبا، لا سيما تلك التي تعتمد على التصدير. هذا التحسن في قوة الدولار يأتي في وقت يشهد فيه العالم حالة من الضبابية الاقتصادية نتيجة فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. في هذا السياق، يُتوقع أن تؤدي السياسة الاقتصادية التي يتبعها ترامب إلى تغييرات هامة في الأسواق العالمية، بما في ذلك تأثيرات محتملة على الأسهم الإقليمية.

الشركات الأوروبية المستفيدة من الدولار القوي

على الرغم من التحديات المتوقعة من جراء التعريفات الجمركية التي قد يفرضها ترامب خلال فترة رئاسته الثانية، إلا أن بعض الشركات الأوروبية قد تستفيد من قوة الدولار. على سبيل المثال، شركة "روش هولدينج" (Roche Holding) وشركة "أشتيد جروب" (Ashtead Group) هما من الشركات التي تحقق نسبة كبيرة من إيراداتها بالدولار. وفقاً لبيانات "بلومبرج"، تحصل "روش" على 46% من إيراداتها بالدولار، بينما تحصل "أشتيد" على 86%. ومن المتوقع أن تساهم قوة الدولار في تعزيز أرباح هذه الشركات.

أداء أسواق الأسهم الأوروبية

شهدت بعض أسواق الأسهم الأوروبية زيادة في قيمة أسهم الشركات التي تحقق إيرادات مرتفعة من السوق الأمريكية، كما في محفظة مجموعة "جولدمان ساكس" التي تفوقت على مؤشر "ستوكس يوروب 600". حيث وصل الدولار إلى أعلى مستوى له في عام، استناداً إلى التوقعات بأن سياسات ترمب قد تؤدي إلى زيادة التضخم في الولايات المتحدة. ومع ذلك، تأثر المؤشر "ستوكس 600" بالتراجع بعد موسم أرباح ربع ثالث خيّب التوقعات.

فوائد الدولار القوي على هوامش الأرباح

يشير كريستوف بوتشر، كبير مسؤولي الاستثمار في "إيه بي إن أمرو انفستمنت سولوشنز" (ABN Amro Investment Solutions)، إلى أن قوة الدولار ستكون مفيدة بشكل كبير لشركات التصدير الأوروبية. حيث يعزز الدولار القوي هوامش أرباح الشركات، ويعزز قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية. إذ إن الشركات التي تحقق إيرادات كبيرة من الولايات المتحدة ستستفيد بشكل أكبر من التغيرات في أسعار العملات.

وتشير التحليلات إلى أن شركات "ستوكس 600" تحصل على نحو 25% من إيراداتها الكلية من السوق الأمريكية. وتشمل القطاعات التي من المتوقع أن تستفيد من هذه التوجهات كل من الإعلام، الرعاية الصحية، الأغذية والمشروبات، وصناعة التبغ. إلا أن الأداء العام للأسواق الأوروبية قد تأثر بسبب تراجع الأرباح في بعض الشركات في الربع الثالث، ما أدى إلى تراجع المؤشر عن أعلى مستوى له.

توقعات صناع السياسة النقدية

صناع السياسة النقدية في أنحاء مختلفة من العالم يراقبون تطورات الاقتصاد الأمريكي بعد عودة ترامب للرئاسة، ويقيّمون الآثار المحتملة لفرض الرسوم الجمركية. تهدف هذه الرسوم إلى حماية الصناعات المحلية في الولايات المتحدة، إلا أن تأثيراتها قد تمتد لتؤثر على الشركات الأوروبية التي تعتمد على التصدير.

وشهد موسم الأرباح الحالي تقلبات كبيرة في أسعار العملات، مما دفع بعض الشركات للتحذير من تأثير هذه التغيرات على أعمالها. من بين هذه الشركات، "إل في إم إتش" (LVMH) التي تعمل في مجال السلع الفاخرة، و"امبريال براندز" (Imperial Brands) في صناعة التبغ، و"هينيس آند موريتز" (H&M) السويدية في قطاع تجارة التجزئة. هذا التذبذب في العملة قد يؤثر بشكل كبير على الأرباح في الأسواق العالمية.

فرص الشركات الأوروبية التي تحقق أرباحاً بالدولار

إيمانويل كو، المحلل لدى مصرف "باركليز"، يتوقع أن الشركات الأوروبية التي تعتمد على الإيرادات بالدولار ستستفيد بشكل كبير في المستقبل. وكذلك القطاعات التي تعتمد على الطلب من المستهلكين الأمريكيين، مثل الشركات في قطاع الرعاية الصحية، التكنولوجيا الحيوية، والفنادق. يتوقع كو أن هذه الشركات ستشهد تحسناً في أدائها بفضل قوة الدولار.

مجموعة الشركات الإقليمية المستفيدة

قامت "جولدمان ساكس" بتحديد مجموعة من الشركات الأوروبية التي تحقق نسبة كبيرة من إيراداتها من الولايات المتحدة. هذه الشركات تشمل عدة قطاعات، مثل التكنولوجيا الحيوية، الرعاية الصحية، الصناعة، والتجزئة. تشمل هذه الشركات "يو سي سي" (UCB) في مجال التكنولوجيا الحيوية، وشركات الرعاية الصحية "سانوفي" (Sanofi) و"روش"، والشركات الصناعية "سي أر اتش" (CRH) و"أشتيد"، بالإضافة إلى الشركات الموجهة للمستهلك مثل "أهولد ديلهايزي" (Ahold Delhaize) و"انتركونتيننتال هوتيلز جروب" (InterContinental Hotels Group) و"بريتيش أميركان توباكو" (British American Tobacco).

توقعات الفترة المقبلة

بناءً على التوقعات الحالية، من المحتمل أن تستفيد بعض الشركات الأوروبية من تحسن قيمة الدولار في الأسواق العالمية. ومع ذلك، فإن التحديات المرتبطة بتقلبات العملات وفرض الرسوم الجمركية على السلع الأجنبية قد تظل تؤثر على بعض القطاعات، خاصة تلك التي تعتمد على الأسواق الأوروبية والمحلية.

ويعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض فيما يستعد الاقتصاد الأمريكي لمواجهة تقلبات عنيفة.

تُظهر البيانات التي جمعتها بلومبرج أن أرباح الشركات المدرجة في المؤشر ترتبط بشكل وثيق بتحركات الدولار.

مع ذلك، ما زال المشاركون في السوق يتوقعون أن تتفوق الأسهم الأمريكية على الأوروبية من حيث أسعار الأسهم ونمو الأرباح، إذ تستعد البلاد لتطبيق سياسات "أمريكا أولاً" لترامب، التي تتضمن إعادة الإنتاج إلى داخل الولايات المتحدة وخفض الضرائب على الشركات.

وتُظهر البيانات التي جمعتها "بلومبرج إنتلجينس" أن المحللين يتوقعون ارتفاع أرباح مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 13% في 2025، بينما من المتوقع أن ترتفع أرباح "ستوكس 600" بنسبة 8%.

غاب مصطلح "التعريفات" عن خطاب النصر للرئيس المنتخب دونالد ترمب، وأثار هذا الغياب مخاوف في أوروبا، حيث عبّر بعض المحللين عن قلقهم تجاه التداعيات المحتملة.

قال أولريش أوربان، رئيس استراتيجية الأصول المتعددة والأبحاث في "بيرينبرغ"(Berenberg): "ليست جميع الصناعات التصديرية متساوية-فبعضها، مثل صناعة السيارات، لديها مشكلات هيكلية، بينما قد تستفيد أخرى مثل صناعة أشباه الموصلات من دعم أسعار الصرف. ولكن التهديد بفرض تعريفات يزيد الأمور تعقيداً، ولهذا السبب سيلجأ العديد من المستثمرين إلى الصناعات مثل البنوك وشركات التأمين".   

عاجل