أفلام المنتدى الحضري العالمي تربطها البيئة والمناخ ومستقبل الإنسان
تنوعت الأفلام التسجيلية المعروضة في اليوم الثاني لأنشطة السينما الحضرية ضمن فعاليات النسخة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي "Wuf12"، المقامة بالقاهرة، غير أن الرابط بينها كان الإنسان وتأثيرات المناخ والتغييرات البيئية على حياته.
"غرباء في الظلام" وثائقي فنلندي اختار إرسال تحذير قوي للبشرية بشأن مستقبل البيئة والتنوع البيولوجي عبر أصغر حيوان بالحياة البرية وهو "الديدان المتوهجة"، وعلى الرغم من أن الحيوان قد لا يرى في بيئتنا المعتادة، لكن الفيلم يبرز مدى أهميته في الحفاظ على التنوع البيولوجي بالكرة الأرضية.
وينقل الفيلم الوثائقي المشاهد إلى جانب آخر برصد المخلوقات الصغيرة التي تسكن مدننا وقد لا نراها بأعيننا.
يقدم الفيلم لمحة عن حياة الحيوانات الحضرية ويعرض التحديات التي جلبتها عناصر التحضر،مع مساحة من التأمل في تأثيرات المستوطنات البشرية على الطبيعة، بما في ذلك أصغر أنواع الحياة البرية.
الفكرة الرئيسية تكمن في أن التنوع البيولوجي هو أقوى دفاع طبيعي للبشرية ضد تغير المناخ، والحفاظ على التنوع البيولوجي صمام الأمان للتنمية المستدامة وتأمين مستقبل قابل للاستمرار على هذا الكوكب.
ومن أوروبا إلى أسيا عرض فيلم "موت النهر" من باكستان والذي يرصد حالة حية لتلوث وتدهور بيئي بنهر لايي بسبب الأنشطة البشرية، مسلطا الضوء على الحاجة الملحة إلى تعاون المجتمع والحكومة لاستعادته وإحيائه.
يشرح الفيلم خريطة التلوث بالنهر والتي شملت النفايات الصناعية وتصريف مياه الصرف الصحي والمستوطنات غير القانونية، كام يعطي لمحة تاريخية حول النهر الذي كان ذات يوم مركزا مجتمعيا نابضًا بالحياة، يتم تجنبه الآن بسبب حالته الملوثة.
هندسة المساواة جنوب إفريقيا
أما فيلم "هندسة المساواة" من جنوب إفريقيا فاختار تناول قضايا أوسع نطاقا تتعلق بالمساواة الاجتماعية والعدالة، وكيف يمكن للتنمية الشاملة استعادة الكرامة وتوفير مسار نحو مجتمع أكثر عدالة.
ويسلط الفيلم الضوء على الحاجة الملحة إلى حلول إسكان بديلة ومبتكرة تعطي الأولوية للاستدامة الاجتماعية والنهج الموجه نحو البشر، ومن خلال العمل من الأسفل إلى الأعلى ومن الأعلى إلى الأسفل، يؤكد المشروع على قيمة الحفاظ على المجتمعات معا ويعارض فكرة تهجير السكان وتدمير الغابات وغيرها من التدخلات في المشهد البيئي.
من المملكة المتحدة جاء فيلم "جيران سانتا أولجا" والذي يحمل دعوة إلى التفكير في التعافي وإعادة الإعمار بعد أي الكارثة، ويضرب نموذجا بالناجين من عاصفة حرائق سانتا أولغا عام 2017، وبعد سبع سنوات، يشارك الناجون من كبار السن وجهات نظرهم حول ما يعنيه لهم التعافي وإعادة الإعمار، مسلطين الضوء على قوة المجتمع والنسيج الاجتماعي لدعم التعافي والانطلاق إلى الأمام.
وتستضيف القاهرة، على مدار خمسة أيام فعاليات النسخة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي "Wuf12" والذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "هابيتات" بالتعاون مع الحكومة المصرية، بمركز مصر للمعارض الدولية تحت شعار "كل شيء يبدأ محليا - لنعمل معاً من أجل مدن ومجتمعات مستدامة".
وتم إطلاق النسخة الأولى من المنتدى الحضري العالمي (WUF) في عام 2002 بتنظيم من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) ليكون منصة عالمية للتباحث حول التنمية الحضرية المستدامة.
ويهدف المنتدى إلى تعزيز الحوار حول كيفية جعل المدن أكثر شمولاً ومرونة واستدامة، وذلك من خلال مشاركة التجارب والأفكار بين مختلف الأطراف، بما في ذلك الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والخبراء.