رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

المستشار محمد نشأت: مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد يتفق مع دستور 2014

نشر
مستقبل وطن نيوز

أكد المستشار محمد نشأت ممثل مجلس الدولة في اللجنة الفرعية لإعداد مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد على أن رؤية اللجنة الفرعية جاءت متفقة مع رؤية قسم التشريع بمجلس الدولة من أن قانون الإجراءات الجنائية منذ صدوره من 1950 أصبح من الأوفق تشريعيًا أن يكون هناك مشروع قانون جديد متكامل للإجراءات الجنائية يتفق مع دستور 2014.

وأشار نشأت إلى أن أهم ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، النص صراحة على أن للمنازل حرمة لا يجوز دخولها، ولا تفتيشها، ولا مراقبتها أو التنصت عليها، إلا بأمر قضائي مسبب يحدد المكان والتوقيت والغرض منه، مع إضافة قيود على اختصاصات مأموري الضبط القضائي في أحوال القبض وتفتيش المواطنين ودخول المنازل وتفتيشها.

كما تضمن المشروع وضع تنظيم متكامل لنظم الإعلان بما يواكب تطور الدولة نحو التحول الرقمي بجانب الإعلان التقليدي، وإنشاء مركز للإعلانات الهاتفية بدائرة كل محكمة جزئية يتبع وزارة العدل، ومتصل بقطاع الأحوال المدنية لإرسال الإعلانات الهاتفية والإلكترونية، مما يحقق طفرة في نظام الإعلان القضائي في مصر، ومجابهة ظاهرة تشابه الأسماء من خلال إلزام مأموري الضبط القضائي بإثبات بيانات الرقم القومي للمتهم فور تحديد هويته، وإلزام النيابة العامة عند حضور المتهم لأول مرة في التحقيق أن يدون جميع البيانات الخاصة بإثبات شخصيته.

ومن جانبه أكد رئيس مجلس النواب المستشار الدكتور حنفي جبالي، أن مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، يعد بحق وثيقة قانونية تستلهم روح العصر، ومبادئ الدستور الذي يمثل تعبيرا عن إرادة شعب مصر العظيم.

جاء ذلك في كلمة للمستشار الدكتور حنفي جبالي، خلال الجلسة العامة للمجلس اليوم الأحد، بمناسبة بدء مناقشة تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، ومكتب لجنة حقوق الإنسان، عن مشروع قانون الإجراءات الجنائية، الذي أعدته اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، وذلك من حيث المبدأ.

وقال جبالي إن مشروع قانون الإجراءات الجنائية، هو وثيقة ترتكز على الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ رئيس الجمهورية، كما تعكس توجهاتنا جميعا في بناء مجتمع يعلي من شأن العدالة ويؤمن بحقوق الإنسان والمواطن.

وتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى اللجنة الفرعية - المنبثقة عن لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية - التي عملت على إعداد مسودة هذا المشروع بقانون، والذي تبنته الحكومة فيما بعد، قائلا: إن جهود اللجنة الموقرة كانت مثمرة، وساهمت - بشكل فعال - في وضع الأساس الصلب الذي سنبني عليه اليوم.

كما خص رئيس مجلس النواب بالشكر اللجنة المشتركة - من لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية ومكتب لجنة حقوق الإنسان -على ما بذلته من جهد استثنائي في أداء مهامها التشريعية خلال الإجازة البرلمانية، متفانية من أجل تيسير الوصول إلى هذا النص (مشروع القانون).

وأشاد - كذلك - بالدور الكبير الذي قامت به الجهات المعنية بالقانون والعدالة وحقوق الإنسان، والتي شاركت في صياغة ومناقشة مسودة مشروع القانون، ومنها: مجلس القضاء الأعلى، النيابة العامة، مجلس الدولة، مجلس الشيوخ، وزاراتا العدل وشؤون المجالس النيابية والقانونية والتواصل السياسي، المجلس القومي لحقوق الإنسان، نقابة المحامين، ونادي قضاة مصر؛ والتي كان لخبرة ممثليها ودعمهم الأثر الكبير في إثراء النقاشات القانونية، حيث أبدوا تعاونا صادقا ومساهمة جادة في بلورة مشروع القانون، وجاءت رؤيتهم نابضة بالحرص على تحقيق العدالة.

كما توجه جبالي بالشكر العميق لمؤسسات المجتمع المدني، العامة والخاصة، والتي كان لها ملاحظات حول مشروع القانون، حيث أثرت تلك المؤسسات النقاشات برؤى تعزز روح التعاون بين الجميع وتثري مناهجنا التشريعية.

وأضاف جبالي أن مجلس النواب رحب بكل الملاحظات والأفكار والرؤى التي أبداها المواطنون والجهات كافة حول مشروع القانون، وعكفت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية على دراستها والرد عليها، بما يكفل احترام أحكام الدستور وعدم الخروج عليه، وتحقيق المصلحة العليا للوطن.

وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن مشروع القانون شهد تفاعلا واسعا، وتنوعت حوله الآراء والرؤى، بين مؤيد يثني على ما فيه من حماية لحقوق الأفراد وكرامتهم، ومعارضٍ يرى فيه ملامح تحتاج إلى مراجعةٍ وتعديلٍ، وهذا التنوع في وجهات النظر يعبر عن حيوية مجتمعنا، وعن تلك الروح البناءة التي تسود حوارنا المجتمعي، فاختلاف الرأي في التشريع ليس عيبًا، بل هو إثراء للديمقراطية.

وشدد جبالي على أن مجلس النواب يود أن يطمئن الجميع أنه لن يدخر جهدًا في دراسة هذا المشروع بكل دقةٍ وتأن، لضمان خروجه بصياغةٍ تشريعيةٍ رصينةٍ ودقيقةٍ؛ تتفق مع المعايير الدستورية والتشريعية الوطنية، كما تتماشى مع التزامات مصر الدولية، وتواكب التطورات المجتمعية الآنية، مع استمرار حرص المجلس على تلقي آراء الجميع أثناء مناقشة مشروع القانون.

وقال رئيس المجلس "نؤكد للجميع، من مؤيدين ومعارضين لمشروع القانون، أننا قد طوينا مرحلةً طويلةً من النقاش، وما زال أمامنا مراحل عديدة قادمة من المداولات والمناقشات، ونحن منفتحون للحوار والمقترحات، مؤكدين على أن اختلاف الرأي هو مصدر قوتنا، وأن الحوار البناء هو الطريق الأمثل للوصول إلى التشريع السليم".

وتابع "كما نؤكد أن مداولات مجلس النواب واختياراته تقوم على موازنةٍ دقيقةٍ بين مختلف البدائل المتاحة، ولا يعني اختيارنا لبديلٍ دون آخر رفضًا للرأي المخالف أو استصغارًا لقيمته، بل هو اختيار مبني على احترام أحكام الدستور ووفق دراساتٍ واعيةٍ ومراعاةٍ للمسؤوليات الجسيمة التي نتحملها جميعًا تجاه وطننا وشعبنا".

ولفت جبالي إلى أن مجلس النواب، ممثل شعب مصر العظيم، وكما عهد به دائما، سوف يتيح للنواب الفرصة كاملةً للتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم بكل حريةٍ؛ حيث إن غاية المجلس الأساسية هي المضي قدمًا في تحقيق بنود أجندته التشريعية، والعمل على إصلاح المنظومة التشريعية الوطنية بما يضمن استقرارًا للمجتمع المصري.

وقال جبالي "اليوم نسطر صفحةً جديدةً من صفحات التعاون المشترك بيننا وبين الحكومة، عازمين جميعًا على الوصول إلى صياغةٍ منضبطةٍ لأحكام مشروع قانون الإجراءات الجنائية تليق بمصر وشعبها العظيم".

وأكد رئيس المجلس - في ختام كلمته - أن مجلس النواب هو الحصن الذي يذود عن حقوق الشعب، بصياغة تشريعاتٍ تعزز من العدالة وتكفل الحقوق والحريات، وأن دور المجلس اليوم، بل وكل يومٍ، هو العمل بجد وإخلاصٍ لتحقيق هذه الغايات، قائلا: نعلنها بكل ثباتٍ؛ نحن ملتزمون على الدوام بحماية حقوق المواطنين والمصلحة العليا للوطن. وعلى الجميع أن يعلم أن من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.

عاجل