رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

تراجع حاد وضغوط اقتصادية متزايدة بأرباح الشركات الصناعية في الصين

نشر
مستقبل وطن نيوز

شهدت أرباح الشركات الصناعية في الصين انخفاضًا كبيرًا في سبتمبر، حيث تراجعت بوتيرة أسرع من الشهر السابق. يعزى هذا التراجع إلى الضغوط الناتجة عن انكماش الأسعار الذي يؤثر على الأوضاع المالية للشركات. وفقًا للمكتب الوطني للإحصاء، انخفضت أرباح شركات التصنيع الكبرى بنسبة 27.1% مقارنة بشهر سبتمبر من العام الماضي، في حين تراجعت بنحو 17.8% في أغسطس. كما شهدت الأرباح الصناعية انخفاضًا بنسبة 3.5% في الأشهر التسعة الأولى من العام مقارنة بنفس الفترة من العام 2023.

تأثير عوامل القياس

تشير البيانات إلى أن أرقام سبتمبر تأثرت بعوامل عدة، منها ارتفاع الأرباح خلال فترة القياس من العام الماضي. ويعد هذا الانخفاض مؤشرًا على التحديات الكبيرة التي تواجهها الشركات الصينية، مما يثير القلق حول استقرار اقتصاد البلاد. ويتوقع الخبراء أن تستمر هذه الضغوط في التأثير على أرباح الشركات في المستقبل القريب، ما يؤدي إلى قرارات استثمارية أكثر حذرًا.

تراجع الطلب العالمي على الصلب

من المتوقع أن تشكل الصين أقل من نصف استهلاك الصلب العالمي في عام 2024، وهي المرة الأولى منذ ست سنوات. يعود ذلك بشكل رئيسي إلى انكماش قطاع العقارات في البلاد، والذي أدى إلى ضعف الطلب بشكل كبير. تعتبر أرباح قطاع التصنيع مقياسًا هامًا للمتانة المالية للمصانع والمناجم والمرافق، والتي يمكن أن تؤثر بدورها على قرارات الاستثمار في الأشهر المقبلة.

التحفيز المالي المتوقع

في سياق الأوضاع الاقتصادية الراهنة، من المقرر أن تعقد أعلى هيئة تشريعية في الصين جلسة مرتقبة في بكين بين الرابع والثامن من نوفمبر. يترقب المستثمرون أي موافقات على مزيد من التحفيز المالي لإنعاش النمو. يتوقع خبراء الاقتصاد أن يتم التركيز على خطة لإعادة تمويل ديون الحكومات المحلية وإصدار سندات سيادية، مما سيؤدي إلى ضخ رأس المال في البنوك.

احتياجات إضافية للتحفيز

تباطأ نمو الاقتصاد الصيني في الربع الثالث من العام، مما يعزز الحاجة إلى مزيد من التحفيز لمساعدة الاقتصاد على تحقيق أهدافه. ذكرت "بلومبرج إيكونوميكس" أن تراجع أسعار المنتجين سيؤثر سلبًا على أرباح الشركات، حتى مع النمو الأسرع في الناتج الصناعي. وقد استمر تراجع أسعار تسليم المصانع للشهر الرابع والعشرين على التوالي في سبتمبر، مما يعكس ضعف الطلب المحلي.

الركود الاقتصادي وتأثيره

على الرغم من بعض علامات التحسن في الأداء الصناعي وزيادة الاستهلاك، تباطأ توسع الاقتصاد الصيني في الربع الثالث. سجل الاقتصاد نموًا بنسبة 4.6% في الفترة من يوليو إلى سبتمبر مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وهي أبطأ وتيرة نمو منذ مارس 2023. يظل النمو في قطاع التكنولوجيا المتقدمة نقطة مضيئة، حيث ارتفعت أرباح شركات تصنيع التكنولوجيا بنسبة 6.3% في الأشهر التسعة الأولى من العام، مما يعكس إمكانيات مستقبلية للنمو.

استنتاجات وتطلعات مستقبلية

تواجه الصين تحديات كبيرة في ظل تراجع الأرباح في القطاع الصناعي وضغوط انكماش الأسعار. ومع ذلك، تبقى هناك فرص في بعض القطاعات، مثل التكنولوجيا، التي قد تدعم الانتعاش الاقتصادي. يظل التركيز على السياسات المالية والتحفيز ضروريًا لتحقيق استقرار الاقتصاد الصيني وتعزيز نموه في المستقبل.

عاجل