رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الذهب يحقق قفزة تاريخية وسط التوترات الجيوسياسية وتوقعات بمزيد من الارتفاعات

نشر
أسعار الذهب
أسعار الذهب

حققت أسعار الذهب العالمية مستوى قياسيًا جديدًا، متجاوزةً كافة المستويات السابقة، حيث شهدت ارتفاعًا ملموسًا في قيمتها بنسبة 32%. ويأتي هذا الارتفاع بعد سلسلة من الصعود المتتالي في السوق العالمي، إذ حقق الذهب ارتفاعًا أسبوعيًا للمرة السادسة في سبعة أسابيع. ويرجع ذلك إلى عوامل عدة، أهمها الشكوك المحيطة بالانتخابات الأمريكية المقبلة واستمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، مما عزز الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن في مواجهة الأزمات.

توقعات بارتفاعات قادمة للذهب

أعرب عدد من الخبراء في مؤسسة UBS عن تفاؤلهم بمزيد من الارتفاعات لأسعار الذهب في المستقبل، حيث يرون أن المعدن الأصفر أصبح جذابًا للاستثمار والشراء. ويتوقع هؤلاء الخبراء أن تتداول أسعار الذهب عند مستويات تقترب من 2850 دولارًا أمريكيًا للأونصة بحلول مارس 2025. وتعكس هذه التوقعات الرؤية الإيجابية للاستثمار في الذهب وسط التقلبات الاقتصادية العالمية، وهو ما يدفع المستثمرين للإقبال المتزايد عليه.

دور أسعار الفائدة في دفع أسعار الذهب للأعلى

يرجع المحللون الارتفاع السريع في أسعار الذهب إلى توقعات بانخفاض أسعار الفائدة الحقيقية، مما يزيد من جاذبية الذهب كأداة استثمارية. وتشير البيانات إلى أن أسعار الذهب ارتفعت بنسبة 10% في الأشهر الستة الأولى بعد أول خفض في سعر الفائدة الفيدرالي، وفقًا لمجلس الذهب العالمي. هذا الانخفاض في الفائدة يسهم في دعم استقرار سعر الذهب، مع توقعات باستمرار هذه الوتيرة إذا استمرت أسعار الفائدة في الهبوط، مما يساهم في تعزيز قيمته كأصل آمن.

ومن المتوقع أن يواصل الدولار الأمريكي ضعفه أمام العملات الأخرى في العام المقبل، وهو عامل آخر يعزز الطلب على الذهب. ومع انخفاض أسعار الفائدة وضعف عوائد السندات، يزداد توجه المستثمرين نحو الذهب كبديل استثماري. فقد أكدت الدراسات الاقتصادية أن الدولار الضعيف عادةً ما يدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع، حيث يتم اللجوء إليه كملاذ آمن ضد تقلبات السوق النقدي.

التوترات الجيوسياسية ودورها في زيادة الطلب

لم تهدأ التوترات الجيوسياسية في العديد من مناطق العالم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، والتي لا تزال تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب. فمع بقاء الصراعات دون حل نهائي، يستمر المستثمرون في توجيه أموالهم نحو الأصول الآمنة كوسيلة للتحوط، مما يرفع من جاذبية الذهب كملاذ استثماري، وهو ما يضيف إلى الزخم الصعودي للأسعار.

توجه المستثمرين نحو الذهب كأصل مستقر

في ظل التوقعات الاقتصادية غير المستقرة، يميل المستثمرون إلى تحويل استثماراتهم من النقد إلى أصول أكثر استقرارًا مثل الذهب. فمع انخفاض أسعار الفائدة، تتراجع عوائد الأصول النقدية والسندات، مما يجعل الذهب خيارًا مفضلاً لدى العديد من المستثمرين الذين يسعون لتأمين قيمة استثماراتهم. هذا التحول المتوقع في الاستراتيجيات الاستثمارية سيستمر في تعزيز الطلب على الذهب، خاصة في ظل توقعات بقاء الفائدة منخفضة على المدى المتوسط.

عاجل