بمناسبة بالعيد السابع والخمسين للقوات البحرية..
قائد القوات البحرية: نسعى دائمًا لتطوير منظومة التسليح لمواكبة التطورات العسكرية العالمية
لم تكن معركة 21 أكتوبر 1967 البحرية مجرد معركة ضارية دارت أحداثها بين قوتين بحريتين عدوتين، بل تجاوزت ذلك لتصبح علامة فارقة وتحولا جوهريا في الفكر العسكري البحري والتي غيرت المفاهيم القتالية البحرية، للمرة الأولى فى التاريخ البحري العسكري تتصدي وحدة بحرية صغيرة ممثلة في لانش صواريخ لمدمرة معادية وهى وحدة بحرية ضخمة تتمتع بقوة نيران هائلة ومتنوعة، لكنها لم تصمد فى مواجهته، وأثبتت تلك المعركة أن قوة النيران والقدرة القتالية لم تعد تتناسب طرديا مع حجم القطعة البحرية، وباتت هذه المعركة منذ ذلك اليوم درسا تاريخيا تدرسه الأكاديميات البحرية العسكرية، ونقطة تحول لدى القوى البحرية فى العالم فى بناء أساطيلها وقدراتها القتالية البحرية، والذي أصبح عيدا للقوات البحرية المصرية.
جاءت هذه المعركة أيضا فى توقيت دقيق بالنسبة لمصر، إذ لم تكن قد مضت على أحداث يونيو 1967 أكثر من خمسة شهور، كانت مصر تضمد جراحها وتستعد للانتقام وتحرير أرض سيناء المغتصبة واستردادها وتطهيرها من العدو الإسرائيلي.
وخلال وقائع المؤتمر الصحفي الذى عقده الفريق أشرف عطوة قائد القوات البحرية الذي أكد من خلاله أنه منذ انشاء البحرية المصرية في العصر الحديث في عهد محمد علي باشا عام ١٨٠٩م، والبحرية المصرية تسطر سجلا وافرا من كل معاني التضحيات والبطولات، وخير دليل علي ذلك ما تحقق يوم ٢١ أكتوبر عام ١٩٦٧ الذي يعتبر يوم العزة والكرامة واستعادة الثقة للقوات البحرية بأول عمل عسكري مصري بعد نكسة ١٩٦٧، فهو معجزة عسكرية بكافة المقاييس في ذلك الوقت، إذ تم فيه تنفيذ هجمة بلنشين صواريخ من قوة قاعدة بورسعيد البحرية باستخدام الصواريخ البحرية (سطح/ سطح) ضد أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت وهي المدمرة إيلات التي اخترقت المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرضة السيطرة الإسرائيلية علي مسرح العمليات البحري والتي نجحت البحرية المصرية في إغراقها، وكان هذا الحدث علامة بارزة في تاريخ بحريات العالم، وهو أن تنجح قطعة بحرية صغيرة الحجم في تدمير وحدة بحرية كبيرة الحجم مثل المدمرات، مما أدي إلي تغيير في الفكر الاستراتيجي العالمي، وبناءً على هذا الحدث التاريخ فقد تم اختيار يوم ٢١ أكتوبر ليكون عيد القوات البحرية المصرية.
وأضاف الفريق أشرف عطوة أنه نظرا لثقل مصر السياسي والعسكري وتصدرها المشهد السياسي بالمنطقة الناتج عن التوجهات السياسية المعتدلة للقيادة المصرية الحالية وقدرتها علي الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع كافة الأطراف الدولية، مما ترتب عليه اهتمام الدول الكبري بدعوة مصر للمشاركة في كل الندوات والمؤتمرات والمحافل الدولية البحرية الكبري التي تعني بصناع القرار وقادة القوات البحرية للدول العظمي، رؤساء المنظمات البحرية الدولية رؤساء ومديري الاتحادات والشركات الدولية العاملة في مجال النقل البحري والدول الفاعلة بالساحة الدولية بصفتها كأحد القوي المؤثرة في المنطقة.
كما تعتبر تلك المؤتمرات والمنتديات الدولية والإقليمية فرصة لتبادل وجهات النظر بين القادة حول المشكلات والتحديات التي تواجه الدول في المجال البحري وسبل حلها وترسيخ أطر التعاون كما تعتبر أيضا فرصة للاطلاع على ما تقوم به باقي بحريات العالم من أساليب لمجابهة التحديات والتهديدات التي تواجهها وأحدث ما توصلت إليه تلك الدول من تقنيات حديثة في مجال التسليح والتدريب.
حيث تعد المحافل الدولية الكبرى فرصة متميزة لعرض وجهة النظر المصرية على صناع القرار على الساحة الدولية بشأن الموضوعات ذات الاهتمام المشترك إقليميا ودوليا، مما يفسح المجال للقرار المصري بأن يمثل ضمن أي ترتيبات تجري بشأن حل القضايا الإقليمية والدولية.
وشدد على أن القيادة العامة للقوات المسلحة تحرص علي تحقيق طفرة علمية وتكنولوجية غير مسبوقة في مجال البحث العلمي والعلوم البحرية لتظل القوات البحرية دائما علي تنفيذ المهام الموكلة إليها بكفاءة واقتدار.
حيث وقعت القوات البحرية بروتوكول تعاون مع جامعة الإسكندرية، يحصل فيه طالب الكلية البحرية على بكالوريوس العلوم السياسية من قبل جامعة الإسكندرية، ويهدف البرتوكول إلى رفع كفاءة الطلاب علميا وعمليا من خلال التعاون العلمي والبحثي فيما بينهما مما يسهم في تبادل الخبرات والامكانيات العلمية بمختلف التخصصات لتحقيق أقصي استفادة بمنظومة العملية التعليمية.
الحرب الروسية الأوكرانية
وأضاف الفريق عطوة أنه منذ اليوم الأول للحرب الروسية الأوكرانية، دعت مصر إلى تغليب الحلول الدبلوماسية والتسوية السياسية للأزمة، محذرة من تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وأثرها على الصعيد العالمي، وتشير كل الخطوات التي أنتهجتها مصر تجاه الأزمة إلى أن الدبلوماسية المصرية لا تقف أمام أي من طرفي الصراع فهي على الحياد، والدليل على ذلك نفي هيئة قناة السويس إمكانية أن يغلق مصر القناة أمم أي سفن موضحة وأن القوانين الملاحية البحرية لا تخضع للتقلبات السياسية والحروب. وتقوم القوات البحرية المصرية بمهامها علي أكمل وجه وتتمثل تلك المهام في حفظ مقدرات الوطن وحماية مياهه الإقليمية والاقتصادية علي مدار الـ٢٤ساعة، مثل تأمين حقل ظهر، وتأمين قناة السويس، ويواجه العالم حاليا تداعيات هذا الصراع، التي تسببت في مشكلة اقتصادية علي مستوي العالم أجمع، فالعالم يعاني من مشكلة نقص السلع الاستراتيجية والمنتجات البترولية، وطبقا لتوجيهات القيادة السياسية فقد تم تفعيل حزمة من الإجراءات لترشيد الاستهلاك ودعم الصناعات والمنتجات المحلية لتقليل الاعتماد علي الواردات الخارجية كرد فعل إيجابي تجاه تلك الأزمة.
تقديم المساعدات
وأشار إلى أن مصر في ظل القيادة السياسية الحكيمة لا تألوا جهدا في تقديم يد المساعدة لإخواننا وأشقائنا في دول العالم أجمع، حيث كانت الدولة المصرية في طليعة الدول علي مستوي العالم في تقديم العون لأشقائنا في هذه الدول، ففي أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا وجهت القيادة السياسية متمثلة في رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بسرعة ارسال مئات من أطنان المساعدات الإغاثية من مستلزمات طبية ومواد غذائية بحرا لكلا الدولتين فمصر ملتزمة بدورها الإقليمي وبما تقتضيه من مسئوليات وواجبات تجاه مساعدة دول المنطقة تحت مظلة القانون الدولي والإنساني.
أما عن دولة السودان الشقيقة فقد قامت القوات البحرية المصرية بإرسال وحدات بحرية محملة بمساعدات إنسانية تحتوي علي مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية إلي المناطق الأكثر احتياجا بدولة السودان الشقيق بعد الأحداث السياسية الراهنة، وكانت مصر في طليعة الدول التي قامت أيضا بإجلاء مواطنيها ورعايا الدول الصديقة والشقيقة من مناطق الصراع المسلح فقد تم إجلاء العديد منهم بحرا علي متن الوحدات البحرية المصرية من ميناء بورتسودان بالتنسيق مع الجهات الحكومية بدولة السودان كما قامت القوات البحرية مؤخرا وبتوجيه من رئيس الجمهورية والقيادة العامة للقوات المسلحة بإرسال حاملة المروحيات طراز ميسترال إلي دولة ليبيا محملة بمئات الأطنان من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية وعربات الإسعاف والمعدات الفنية لإزالة آثار الكوارث الطبيعية الناتجة عن العاصفة (دانيال) التي ضربت سواحل مدينة درنة وأدت إلي خسائر هائلة في الأرواح والبنية التحتية واستغلال لقدرات حاملات المروحيات طراز ميسترال فقد تم فتح مستشفى ميداني داخل الحاملة لاستقبال الحالات الطبية والمرضي من أشقائنا في دولة ليبيا.
وحدات بحرية جديدة
وأشار الفريق أشرف عطوة أنه في إطار استكمال مراحل خطة التطوير لتعزيز القدرات القتالية للقوات البحرية لتنفيذ كافة مهامها للحفاظ علي الثروات القومية البحرية وتأمين الحدود البحرية المياه الإقليمية والاقتصادية وبتوجيهات من القيادة السياسية تم الاتفاق مع الجانب الألماني متمثل في شركة (TKMS) للحصول على أربع فرقاطات من طراز (MEKO -A200) بحيث يتم تصنيع ثلاث فرقاطات في ألمانيا والأخيرة جاري تصنيعها بشركة ترسانة الإسكندرية وفي ظل سياسة التصنيع المشترك ونقل التكنولوجيا التي تنتهجها القوات البحرية عند التعاقد علي وحدات بحرية جديدة وهو ما نجحت في تحقيقه سابقا عندما تم التعاقد علي الفرقاطات طراز جوويند من الجانب الفرنسي حيث تم تصنيع آخر فرقاطتين بشركة ترسانة الإسكندرية بواسطة الكوادر المصرية المؤهلة، وبالفعل تم استلام ثلاث فرقاطات، وهما العزيز والقهار والقدير، مما سيزيد من قدرات القوات البحرية المصرية في تنفيذ مهامها بمسرحي العمليات بالبحرين المتوسط والأحمر، ونحن نسعي دائما لتطوير منظومة التسليح لمواكبة التطورات العسكرية العالمية الحالية.
الهجرة غير الشرعية
وأشار الفريق عطوة إلى أن القوات البحرية قامت بالتعاون الكامل مع كافة الجهات المعنية بالدولة وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية والشرطة المدنية بتوجيه ضربات حاسمة للقائمين علي أعمال الهجرة غير الشرعية، ونجحت المجهودات في إلقاء القبض علي العديد من العائمات، وإحباط محاولة تهريب العديد من الأفراد إلي أوروبا.
ونتيجة لتكثيف أعمال المرور وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها في إطار القانون الدولي البحري تم القبض علي العديد من العائمات التي تقوم بأعمال تهريب (مخدرات/ سلاح/ بضائع غير خالصة الجمارك)، ويتم تسليم المقبوض عليهم إلي الجهات المختصة بالدولة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم وهي رسالة واضحة وقوية للدولة المصرية متمثلة في دور القوات البحرية في تأمين المصالح القومية والحفاظ علي أمن واستقرار مصر، حيث برزت جهود الدولة المصرية إقليميا في مجابهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية من خلال منع وإيقاف جميع المحاولات غير القانونية لتنفيذ عمليات الهجرة غير الشرعية من السواحل والمياه الإقليمية المصرية وهو ما ينعكس بصورة إيجابية في تعزيز التعاون والشراكة مع الاتحاد الأوروبي ودول جنوب قارة أوروبا التي تعاني آثار تلك الظاهرة ارتباطا بحالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي ببعض الدول الإقليمية.
رسالة لرجال القوات البحرية
ووجه الفريق أشرف عطوة رسالة لأبنائه من رجال البحرية يوصيهم بالاستمرار في المحافظة علي كافة عناصر الكفاءة القتالية واليقظة التامة والادراك والوعي بالمستجدات الحالية العالمية والإقليمية التي تؤثر علي الأمن القومي المصري، والظروف الراهنة التي تمر بها مصر من أجل الحفاظ علي مكتسبات الشعب المصري والحفاظ علي الاستعداد القتالي العالي والدائم لقواتكم البحرية لتكونوا جاهزين لتنفيذ المهام والتوجيهات الصادرة لكم من القيادة العامة للقوات المسلحة بأسلوب احترافي وراق يدعمه العزيمة والإصرار ولتكونوا جديرين وحافظين للأمانة الموكلة إليكم معاهدين الله والوطن ببذل التضحيات لإعلاء ورفعة مصر.