إمام المسجد الحرام من ماليزيا: وجوه بركة القرآن لا حصر لها
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي المسلمين بتقوى الله عز وجل، و العمل بطاعته ومجانبة سخطه و معصيته.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في مسجد بوترا بماليزيا: أمة الإسلام لقد من الله على هذه الأمة بإنزال كتابه على أشرف رسله فأحيا به القلوب و أضاء به الدروب ، و أرشد به العباد إلى ما تسعد به نفوسهم قال تعالى : " كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد " .
إنه القرآن الكريم الذي انقادت لسماعه الآذان وفاضت منه العيون و خشعت له القلوب ، سمعته الجن فقالت إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به .
و أضاف المعيقلي : إخوة الإيمان القرآن الكريم يعرف العباد بربهم سبحانه، ويدلهم عليه، ويبين لهم أسماءه وصفاته وأفعاله، ويفصل لهم بداية خلقهم ونهايته ومصيرهم بعد موتهم، وطريق السعادة ليسلكوه، وسبيل الشقاء ليجتنبوه، فالقرآن الكريم يهدي تاليه لأحسن السبل وأيسرها وأرشدها وأنفعها قال تعالى : " قد جاءكم من الله نور و كتاب مبين " .
المعيقلي في خطبة الجمعة من ماليزيا
فمن استهدى بالقرآن استنار قلبه و صلحت دنياه و آخرته، و من أراد أن يعرف مكانته عند ربه فليعرض قلبه على القرآن الكريم.
واستطرد قائلا: معاشر المؤمنين و إن من فضائل كتاب الله أنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه الذين يعملون به ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : " يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمهم سورة البقرة و آل عمران تحاجان عن صاحبهما و أصحاب القرآن، و أهله هم أهل الله و خاصته و أرفع الناس منزلة في جنته، وما تمسك أحد بالقرآن إلا عز وساد وعلا شأنه بين العباد، فلعمري لقد حاز أهل القرآن الكريم على شرف الدنيا و الآخرة ، ففضائل القرآن تجاوزت كل الفضائل وحاز أهله أعلى المنازل، فخير الناس وأفضلهم من تعلم القرآن وعلمه ، فيا خسارة المفرطين.
ونوه خطيب الحرم المكي في خطبته الثانية إلى أن القرآن العظيم هو كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
وتابع بالقول: وجوه بركة القرآن لا حصر لها ولا عد ، و إن من وجوه بركاته تدبره و تفهم معانيه، فليس شيء أنفع للعباد في معاشهم و معادهم و أقرب إلى فوزهم و نجاتهم من تدبر كلام ربهم ، فتدبر القرآن هو مفتاح القلوب وحياتها وسبيل معرفة مقاصد الآيات و أهدافها، و هكذا كان حال رسولنا الكريم في تدبر القرآن، وكمال التفكر فيه، واستحضار معانيه، و كان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا مر بآية رحمة استبشر، وتضرع وإذا مر بآية عذاب خاف و تعوذ .
واختتم فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي خطبته بقوله: إخوة الإيمان لما عرف سلف الأمة عظمة كلام رب البرية، وجلت له قلوبهم، واقشعرت منه جلودهم فأصبحوا خير أمة أخرجت للناس يدعون إلى الله بأخلاق القرآن اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فحين سئلت الصديقة بنت الصديق عن خلق رسول الله قالت: كان خلقه القرآن، فما أحسن أن تعقد مع مجالس تحفيظ القرآن مجالس لتدبره رجاء نوال وعد رسول الله: " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده "