رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

سلاح البترول والدعم العربي.. عوامل حاسمة في تحقيق نصر أكتوبر 1973

نشر
انتصار أكتوبر 1973
انتصار أكتوبر 1973

شكَّل الدعم العربي عاملًا حاسمًا في تحقيق انتصار أكتوبر 1973 على العدو الإسرائيلي. فمع بداية الحرب، اجتمعت الدول العربية لتوحيد جهودها خلف مصر وسوريا، حيث تم تقديم الدعم العسكري والمالي والسياسي. كانت الدول الخليجية بشكل خاص، مثل السعودية والكويت، في مقدمة الدول التي قدمت الدعم المالي لمصر وسوريا، مما ساهم في تعزيز قدرتهما العسكرية. هذا التعاون العربي عَكَس روح التضامن والوحدة بين الدول العربية في مواجهة التحديات المشتركة، ويعزز من موقفهما أمام التهديدات الإسرائيلية.

سلاح البترول: ورقة ضغط استراتيجية

ولعب سلاح البترول دورًا رئيسيًا في تحقيق الانتصار العربي خلال حرب أكتوبر. فعندما أقدمت الدول العربية على حظر تصدير النفط إلى الدول الداعمة لإسرائيل، كالسعودية والكويت، استخدمت هذه الدول ثروتها النفطية كوسيلة ضغط استراتيجية. أسفرت هذه الخطوة عن زيادة أسعار النفط العالمية، مما ألحق أضرارًا بالغة بالاقتصادات الغربية، وأجبرهم على إعادة النظر في سياساتهم تجاه النزاع العربي الإسرائيلي. كانت هذه السياسة تعبيرًا عن القوة الاقتصادية للدول العربية، ومدى تأثيرها في السياسة الدولية.

وتجاوز دور الدعم العربي الجانب العسكري والاقتصادي ليشمل أيضًا رفع المعنويات لدى الجنود والمواطنين في الدول المشاركة في الحرب. زاد شعور المصريين والسوريين بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة التحديات، من عزيمتهم وإصرارهم على تحقيق النصر. وكانت الإذاعات العربية تنقل الأخبار والتطورات من الجبهات، مما أعطى دفعة قوية للإرادة الوطنية وأكد على ضرورة التضامن العربي في مثل هذه الظروف.

النتائج الدائمة للتضامن العربي

ونتج عن انتصار أكتوبر 1973 تغييرات جذرية في موازين القوى في المنطقة، وأبرز أهمية التعاون العربي في القضايا المصيرية. فقد أدركت الدول العربية بعد الحرب أن العمل الجماعي وتوحيد الجهود يمكن أن يحقق الأهداف الوطنية. كما ساهمت الحرب في تعزيز العلاقات بين الدول العربية، حيث تبين أن الأزمات يمكن أن تخلق فرصًا للتعاون والتضامن. ومنذ ذلك الحين، أصبح الدعم العربي وسلاح البترول جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية العربية لمواجهة التحديات، مما يجعل ذكرى انتصار أكتوبر رمزًا للتضامن والوحدة في وجه التحديات.

الدعم العربي: ملحمة تاريخية في انتصار أكتوبر

وعرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأحد، تقريرًا تليفزيونيًا بعنوان: "في ذكرى يوم العبور.. الدعم العربي ساهم في تحقيق الانتصار". أكد التقرير أن مصر حققت انتصارها في حرب السادس من أكتوبر عام 1973 بفضل الدعم العربي القوي، الذي ظل رمزًا للفخر والعزة للمصريين والعرب. حيث كان الدعم العربي يتنوع بين المساعدات العسكرية واللوجستية، مما ساهم في تعزيز القدرات العسكرية للجيش المصري. فقد أظهرت الدول العربية تضامنها وتكاتفها في تلك اللحظات الحرجة، وكان لهذا الدعم تأثير كبير على مجريات الحرب.

الجسر الجوي السعودي والحظر النفطي

من بين أبرز المساعدات التي قدمتها الدول العربية، أنشأت المملكة العربية السعودية جسرًا جويًا لنقل 20 ألف جندي إلى الجبهة. كانت هذه الخطوة حاسمة في تعزيز القوات المصرية والسورية على الأرض. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الدول العربية حظرًا على تصدير النفط، مستهدفة بلدان العالم بشكل عام، وأمريكا وهولندا بشكل خاص، نظرًا لدعمهما لإسرائيل. هذا الحظر أسهم في زيادة الضغوط على الغرب، مما جعلهم يعيدون التفكير في موقفهم من النزاع العربي الإسرائيلي.

كلمات الشيخ زايد: رمز التلاحم العربي

وجاءت مواقف مؤسس دولة الإمارات، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لتجسد روح التلاحم العربي خلال الحرب. حيث تُعتبر كلماته: "البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي" رمزا يُتناقل عبر الأجيال، مما يعكس التزام الدول العربية بمساندة بعضها البعض في مواجهة التحديات. هذه الكلمات تعكس أيضًا أهمية البترول العربي كوسيلة ضغط استراتيجية، تعزز من موقف العرب أمام التهديدات الإسرائيلية.

دعم العراق واليمن: جبهات القتال

وفي إطار الدعم العربي، أرسل العراق إلى مصر سربين من طائرات "هوكر هانتر" في نهاية مارس 1973، مما أسهم في تعزيز القوة الجوية المصرية. وقد بلغ مجموع الطائرات التي وصلت مصر 20 طائرة، مما ساعد في تغيير موازين القوى على الأرض. كما اتخذت اليمن خطوة استراتيجية بإغلاق مضيق باب المندب أمام إسرائيل، مما أضعف قدرة الأخيرة على الحصول على الإمدادات، وعزز من الوضع العسكري للدول العربية في تلك الفترة.

الموقف الجزائري والأردني: استجابة فورية

وجاء الموقف الجزائري واضحًا تحت قيادة الرئيس هواري بومدين، الذي طلب من الاتحاد السوفيتي شراء أسلحة وطائرات لإرسالها إلى مصر بعد علمه بنية إسرائيل الهجوم عليها. هذا الدعم يعكس مدى أهمية التعاون العربي في مواجهة التحديات. في الوقت نفسه، شاركت القوات الأردنية في الحرب على الجبهة السورية، حيث أرسلت ألوية مدرعة بهدف خداع المخابرات الإسرائيلية. هذه المشاركة الفعالة من الدول العربية تجسد روح التعاون والتضامن في مواجهة العدوان، مما ساهم في تحقيق النصر في هذه الحرب التاريخية.

عاجل