ممدوح سرور أسد المظلات: دمرت 8 دبابات للعدو وحصلت على عقوبة
التحق ممدوح سرور أبو هاشم بمركز تدريب القوات الخاصة عام 1970بعد ضم سلاحي الصاعقة والمظلات تحت قيادة الفريق سعد الدين الشاذلي، تلقى عدة فرق شاقة منها فرقة معلمي الصاعقة، وفرقة صاعقة وتم توزيعه على سلاح المظلات، وهو لا يتعدى 18 عاما فانضم إلى إحدى الكتائب بإنشاص، وتلقى ممدوح جميع فرق المظلات والاستطلاع والاقتحام الجوي، وكانت تلك الكتيبة مصنفة على أنها الكتيبة الأولى بين كتائب المظلات ولا تقبل في صفوفها إلا المميزين، وظل ممدوح في تدريبات مستمرة في الفترة التي سبقت حرب أكتوبر 1973 من خلال مشاريع الكتيبة.
اندلاع المعارك
واندلعت حرب السادس من أكتوبر ووحوش المظلات على أهبة الاستعداد للتحرك في أية لحظة، شاهد سرور مع زملائه الطائرات المقاتلة المصرية متجهة شرقا وبدأوا يسألون قادتهم متعجلين بدء المشاركة وطمأنهم قادتهم على أن دورهم قادم، والجميع يمني نفسه بالهبوط في عمق سيناء بمنطقة الممرات ليؤدوا ما تدربوا عليه، ومر يوم السادس من أكتوبر والسابع والثامن.. ولكن دور سرور ورفاقه لم يظهر بوضوح إلا عندما وصلت أخبار ليلة 13 - 14 أكتوبر عن تسلل لبعض مدرعات العدو إلى غرب القناة بمنطقة الدفرسوار، تحرك سرور ضمن تشكيل كتيبته مكلفين بدخول منطقة سرابيوم بضواحي الإسماعيلية يوم 16 أكتوبر للقضاء على تشكيل من 7 دبابات للعدو قيل أنها تسللت من الشرق للغرب في منطقة الثغرة وكانت تعتبر مهمة بسيطة لرجال المظلات يمكن أن ينهونها في دقائق معدودة، سارت كتيبة المظلات حوالي 22 كيلو متر في اتجاه الضفة الغربية للقناة للوصول إلى دبابات العدو وكلف قائد السرية الثانية النقيب محمد عبد الحي صلاح المقاتل سرور بقيادة مجموعة استطلاع تقترب لأقرب نقطة من منطقة الأشجار لاكتشاف العدو فوجد مدرعات كثيفة للعدو تكمن بمنطقة أشجار فواكه وترع ومصارف.
وفي حوالي التاسعة من مساء يوم 16 أكتوبر اصطدمت كتيبة المظلات المصرية بمجموعة عمليات إسرائيلية مكونة من لوائي دبابات ومشاة ميكانيكي فضلا عن كتيبة مظلات أي أن عدد دبابات العدو الموجودة بمزارع شجرية يزيد عن عدد الأفراد من مقاتلي كتيبة المظلات المصرية، الأمر الذي سبب صدمة كبيرة لكتيبة المظلات المصرية، وكان القرار الصائب من قائد الكتيبة المصرية بالتراجع بقواته للاحتماء بمنطقة السائر ترابي ثم إعادة توزيع المهام وإبلاغ القيادة بحقيقة الأمر، وكانت خطة القائد المصري اجتذاب الدبابات الإسرائيلية من المنطقة الشجرية التي تحتمي بها إلى منطقة مكشوفة ليسهل اقتناصها، وأثناء ما كان قائد الكتيبة يكلف ثلاثة متطوعين من رجاله لهذه المهمة بإلقاء القنابل اليدوية عليها ثم العودة بسرعة كبيرة لتكون في متناول الأسلحة المضادة للدبابات بالكتيبة المصرية، كان سرور سباقا لتنفيذ المهمة بمفرده وهو المتشوق للقاء العدو وتلقينه درسا لا ينساه.. قام ممدوح سرور بلف ثلاثة قوايش مثبت بها ۱۸ قنبلة يدوية حول وسطه وبطنه وصدره وانطلق في اتجاه المنطقة الشجرية وباغت دبابات العدو بإلقاء القنابل اليدوية في فتحات أبراجها ومزاغل السائق متنقلا من فوق دبابة الأخرى بسرعة كبيرة وبدأت القنابل تنفجر وأصوات الانفجار تبلغ كتيبة المظلات المصرية قبل أن ينتهي القائد المصري من تلقين رجاله الثلاثة مهامهم.
خسائر العدو
وعندما أفاقت الدبابات الإسرائيلية من صدمتها بعدما تكبدت من خسائر بلغت 6 دبابات ومجنزرتين بدأت في مطاردة هذا الجريء الجسور وبدأ سرور في الركض خارجا من المنطقة الشجرية متجنبا جنازير الدبابات المطاردة محتميا بما في طريقه من حفر ومرتفعات ومنخفضات طبيعية لتجنب دانات العدو وطلقات رشاشاته.
وأرسل قائد الكتيبة اثنين من زملاء سرور لمعاونته في تشتيت انتباه دبابات العدو، وبالفعل تمكن أحد زملائه من حمايته الشهيد عريف أحمد عبد الدسوقي الذي توجه لأقرب دبابة تحاول دهس ممدوح سرور أسفل جنزيرها ولم يبق بينه وبينها سوى عدة أمتار فقفز داخل برج الدبابة مفجرا نفسه في طاقمها مفتديا زميله ممدوح سرور رصد قناصو الدبابات من كتيبة المظلات المصرية حوالي 30 مجنزرة إسرائيلية خرجت من المنطقة الشجرية في مطاردة البطل ممدوح سرور فتمكنوا من تدمير 9 دبابات للعدو قبل أن تتمكن باقي الدبابات الإسرائيلية من الفرار والعودة للاحتماء بالمنطقة الشجرية. ونظرًا لتحرك ممدوح سرور بدون أوامر فكان واجبا أن يتلقى عقوبة ميدانية من قائد سريته بعد مراجعة قائد الكتيبة. نظر قائد الكتيبة إلى ممدوح بحسم بعدما علم ما قام به من قائده قائلا: إوعى تشتغل ثاني بدون أوامر.. وافق على اعتماد العقوبة وكانت حرمان يومين من رصيد الإجازات وبالطبع لم تكن هناك إجازات خلال المعركة واشترط قائد الكتيبة أن يطلق على ممدوح سرور لقب أسد المظلات منذ هذه اللحظة ولا يناديه أحد إلا بهذا اللقب.