نيويورك تايمز: الاقتصاد الأمريكي يواجه حالة من التوتر قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية
رصدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الاضطرابات الاقتصادية التي قد تواجهها الولايات المتحدة بسبب الأوضاع الحالية.
وذكرت نيويورك تايمز، في تقرير نشرته مساء أمس الخميس، أن الحرب في الشرق الأوسط، وإضراب عمال الموانئ، والإعصار المدمر، جميعها أمور أدت إلى إضفاء حالة من عدم اليقين على الاقتصاد الأمريكي.
وذكرت نيويورك تايمز أن الاقتصاد الأمريكي أصبح يواجه فجأة مجموعة من الأزمات الجديدة والمدمرة المحتملة، مع اشتعال التوترات في الشرق الأوسط، وإضراب عمال الموانئ على السواحل الشرقية والخليجية، ومعاناة العديد من الولايات من تداعيات إعصار هيلين المدمر.
ولفتت إلى أن هذه الأحداث وقعت في الوقت الذي اكتسب فيه صناع السياسات الأمريكيون الثقة في أنهم نجحوا في ترويض التضخم دون دفع الاقتصاد إلى الركود، وفي الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي واستطلاعات المستهلكين إلى أن المزاج الاقتصادي الأمريكي السيئ بدأ يتحسن. ولكن في غضون أسبوع واحد فقط، ظهرت مخاطر جديدة.
وبحسب نيويورك تايمز، يواجه الاقتصاد الأمريكي الآن احتمال ارتفاع أسعار النفط، وانقطاعات جديدة في سلسلة التوريد، وعواقب العاصفة هيلين التي قد تلحق أضرارا تتجاوز 100 مليار دولار بمساحات كبيرة من الجنوب الشرقي.
ويرى خبراء اقتصاديون أمريكيون أن "هناك حالة جديدة من عدم اليقين. إذا فقدنا إنتاج النفط في الشرق الأوسط، وإذا لم تعمل الموانئ، فإن كليهما يشكلان تضخما".
وقالت النيويورك تايمز إن حالة عدم اليقين هذه تصل قبل أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يعتبر فيها الاقتصاد ــ وخاصة التضخم ــ أحد أكبر العوامل التي تشغل أذهان الناخبين، وبعد أقل من شهر من بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة من أعلى مستوى له منذ أكثر من عقدين من الزمان. وقد اكتسب البنك المركزي الثقة في أن التضخم يعود إلى هدفه البالغ 2%، ولكنه كان حذرا بشأن ضعف سوق العمل.
وأوضحت الصحيفة أن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط هو السيناريو الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للاقتصاد العالمي. وحذر خبراء الاقتصاد منذ ما يقرب من عام من أن تحول القتال بين إسرائيل وحماس في غزة إلى حرب إقليمية قد يتسبب في صدمة أسعار النفط التي قد تعيد إشعال التضخم في جميع أنحاء العالم.
وأضافت أنه هذا الأسبوع، قفزت أسعار النفط بنحو 7% بعد أن أطلقت إيران ما يقرب من 200 صاروخ على إسرائيل، التي تعهدت بالرد. ويراقب خبراء الاقتصاد التطورات عن كثب وهم يفكرون في تحديث توقعاتهم.
وقال مايكل فيرولي، كبير خبراء الاقتصاد في بنك جيه بي مورجان: "ما دام الصراع محصورا في الشرق الأوسط، فإن التأثير الأساسي على الاقتصاد الأمريكي من المرجح أن ينتقل عبر أسعار الطاقة".
وأشار محللون إلى أن النفط الإيراني يشكل 4% فقط من الإمدادات العالمية، ولكن الاضطرابات في إنتاجه قد يكون لها تأثير كبير على الأسعار. وقد يتضخم هذا التأثير إذا حدثت اضطرابات في مضيق هرمز، الذي يتم من خلاله شحن معظم النفط والغاز في المنطقة.
ومن بين المخاوف الاقتصادية الأخرى في الولايات المتحدة آثار إعصار هيلين، فبحسب التقديرات، قد تصل الأضرار والخسائر الاقتصادية الناجمة عن العاصفة، التي أسقطت أكثر من 40 تريليون جالون من الأمطار، إلى ما بين 145 مليار دولار و160 مليار دولار. وقد يضر هذا بالإنفاق الاستهلاكي في ولايات مثل ألاباما وكارولينا الجنوبية وجورجيا وفلوريدا وكارولينا الشمالية وفرجينيا وتينيسي.
وقد يكون هناك أيضا تباطؤ مؤقت في الإيرادات الحكومية. فقد منحت مصلحة الضرائب الداخلية الشركات والأفراد في المناطق المتضررة من الأعاصير وقتا إضافيا لسداد الضرائب.
أما إضراب عمال الموانئ على السواحل الشرقية والخليجية للولايات المتحدة فسيكون لها تأثير أكبر الناتج الاقتصادي الإجمالي للدولة لا سيما بعد تعثر المفاوضات العمالية بين تحالف يمثل أصحاب العمل في الموانئ ونقابة عمال الموانئ الدولية.
وبحسب الصحيفة، إذا استمر الإضراب لأكثر من بضعة أيام، والذي أوقف كل الأنشطة تقريبا عبر موانئ الساحل الشرقي، فسيكون مؤلما أيضا للاقتصاد الأمريكي، لأنه يعطل شحنات الأثاث والسيارات والمنتجات ومواد البناء والأدوية.
ولفتت إلى أن الموانئ المضربة على الساحل الشرقي والخليج - والتي تضم 14 ميناء رئيسيا ومجموعة من الموانئ الأصغر - مسؤولة عن نقل حوالي ربع الواردات والصادرات الأمريكية.