أبو العينين أمام الأمم المتحدة: إسرائيل تنتهك كافة الاتفاقيات الدولية ومتى نجبرها على احترام القانون
ألقى النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، كلمة خلال قمة المستقبل في الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال وكيل النواب، إنه عندما تمت دعوته لحضور الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كان السؤال الملح لديه «هل كل الأحاديث والخطابات التي استمعت إليها خلال الـ20 عاما الماضية والتي تزامنت مع تواجده في العمل البرلماني الدولي لأكثر من 25 عاما قد أثمرت عن شيء فعلي؟».
وتساءل «متى نجبر إسرائيل على احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان، ومتى ينتهي الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، ومتى تنفذ القرارات الصادرة من الأمم المتحدة ومجلس الأمن على أرض الواقع»، محذرا العالم مما يحدث على الحدود بين مصر وغزة، مؤكدا أن إسرائيل تنتهك كافة الاتفاقيات الدولية.
وأضاف أن السبب في تساؤله هو كثرة ما سمعه من خطابات على مر السنوات دون أن يتم تنفيذ الكثير منها، موضحًا أن اجتماع اليوم يمثل فرصة عظيمة للحديث عن المستقبل، خاصة في ظل حضور العديد من البرلمانيين، واعتبرها فرصة للتوصل إلى نتائج فعلية ملموسة على أرض الواقع، مقارنة بالمبادئ التي وضعتها الأمم المتحدة منذ 80 عاماً عند تأسيسها عام 1945.
وأضاف أبو العينين «أين نحن اليوم من تلك المبادئ؟ وهل احترمت الشعوب ميثاق الأمم المتحدة؟»
وتساءل "هل النظام الحالي للأمم المتحدة يناسب شعوب جميع القارات؟ وعندما تتخذ الأمم المتحدة قراراً بأغلبية الأعضاء، وتقوم بإيقاف كل شيء، هل يعد ذلك عدلاً؟ هل تعتقدون أن اتخاذ قرارات الأمم المتحدة بوقف الحروب يكون فعالاً بينما تستمر تلك الحروب بلا جدوى؟ على الرغم من أن لدى الأمم المتحدة السلطة لبذل الجهد وفرض العقوبات للحفاظ على السلام! ورغم ذلك مازال لدينا الكثير يمكننا القيام به».
وأشار إلى أن ما يحدث في أوكرانيا في السنوات الثلاث الماضية، بجانب ما يجري في فلسطين والسودان، يؤكد أن معظم القرارات الصادرة عن مجلس الأمن أو الأمم المتحدة لم يتم تنفيذها، وأن عدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة يمثل المشكلة الأكبر، فالبداية للتغيير يجب أن تبدأ من هنا من الأمم المتحدة.
وتابع «هل يمكن أن تتصوروا أن القارة الأفريقية، التي تضم مليار نسمة، ليست ممثلة في مجلس الأمن الدولي؟ وهل تتخيلون مع كل هذه القوة التي نمتلكها اليوم ومع التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي الذي يحمل فوائد كثيرة، ولكنه في المقابل يمكن أن يدمر البشرية؟».
ولفت “أبو العينين”، إلى أن الوقت الحالي مناسب، وقد حان الوقت للنظر بوضوح وشفافية وعدالة لتحديد ما يمكن أن نفعله.
واستكمل وكيل مجلس النواب، حديثه «إن الإرادة قوة، ويجب أن تنبع من البرلمانيين لدفع الحكومات نحو اتخاذ إجراءات حقيقية تجاه هذه القضايا»، مؤكدًا أن الأهم من الخطابات هو التنفيذ، فالكلام بلا نتائج ملموسة لا فائدة منه.
وأعرب، خلال كلمته بالأمم المتحدة، عن أمله في أن تساهم هذه المبادرات في إعادة هيكلة ورسم المستقبل، مشيراً إلى أن تحقيق ذلك يعتمد على وضع الأسس واستعادة القوة التي بدأت في الاختفاء، لافتا إلى أن الدول الكبرى في مجلس الأمن يمكنها قبول التغيير، إلى جانب إضافة أعضاء جدد للمجلس، بما يتناسب مع المسار التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، بهدف بناء نظام عالمي شامل تدعمه التشريعات ويتم تطبيقه واحترامه.
وتحدث عن الوضع في فلسطين، قائلاً «إن معظم الحضور يعلم ما يحدث لأهلنا في غزة؛ حيث استشهد عشرات الآلاف، وآلاف الأطفال، وتم طرد الناس من منازلهم، وليس لديهم اليوم ماء أو طعام، ولا أحد يهتم بالقضية، إلى متى سنظل نتحدث؟ متى سيتخذ قرار حاسم بإرسال قوات لوقف هذه الفوضى والأعمال غير القانونية؟».
وأكد أن الجميع يعلم حدودنا، ونحن نحترم اتفاقياتنا مع إسرائيل، ولكن حدودنا في الوقت الحالي تتعرض للانتهاك.
وأضاف أن اتفاقية كامب ديفيد تم المساس بها، محذراً من أن أي شيء قد يحدث في المنطقة في أي لحظة، ونحن نعترض على ذلك، وأننا نسعى دائما لتحقيق السلام، مشددا على أن الهدف الرئيسي هو حل الدولتين، وهو ما أكدت عليه الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وتساءل: «أين هو الحل؟ ومتى سنجبر إسرائيل على احترام القانون الدولي؟ ومتى سنرى أن حقوق الإنسان تُحترم؟»
ودعا إلى ضرورة تحرك الأمم المتحدة ومجلس الأمن لمعالجة هذه القضايا الهامة، مشيراً إلى أن الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة تهدف إلى إعادة الأمل إلى الشعوب بعد غيابه الطويل.
واختتم أبو العينين، حديثه بالإشارة إلى أن الأمن والاستقرار العالميين في خطر، وأن هذا الخطر قد يتسع إذا لم تتخذ إجراءات جادة.