في ذكرى ميلاده.. «الكحلاوي» هرب من أول حفلة بعد تجاوب الجمهور معه
تحل اليوم الأول من أكتوبر ذكرى ميلاد صاحب الملحمة النبوية، المطرب الذي سلك طريق العبادة والزهد وسخّر الفن ليكون طريق دعوة وحض على الفضيلة، الفنان محمد الكحلاوي صاحب القدرات المتعددة الذي تنوع بين الغناء البدوي والشعبي والديني وكذلك في التمثيل.
الفنان محمد مرسي عبد اللطيف أو "الكحلاوي" الذي يُعَدّ واحدًا من أشهر من مدحوا الرسول صلى الله عليه وسلم بين مطربي عصره.
نشأ الكحلاوي نشأة دينية عربية في منيا القمح بالشرقية في، وُلد في الأول من أكتوبر 1912، يتيمًا بعدما توفيت والدته أثناء ولادته ولحق بها أبوه وهو لا يزال طفلاً رضيعًا، وقد تناقلته الأسرة بينها إلى أن استقر به الأمر وعمره 3 سنوات في كنف خاله الفنان محمد مجاهد الكحلاوي الذي انتقل به إلى حي باب الشعرية الذي كان له أثر كبير في شخصيته.
تربى الكحلاوي في أحضان خاله الذي كان معاصرًا للفنان صالح عبد الحي، وكان هو من الرعيل الأول للمطربين الشعبيين.
وقد كان لملازمة خاله في حفلاته الأثر الكبير، حيث تشبع بالحياة الفنية منذ صغره وورث عنه الصوت الجميل والأداء المتميز وكذلك لقبه.
وقد ألحقه خاله بمدرسة فرنسية للراهبات درس بها خمس سنوات، وفي نفس الوقت كان يحفظ القرآن في جامع سيدي الشعراني، ولما لم تعجبه الدراسة بالمدرسة الفرنسية ألحقه خاله بالتعليم الديني الأزهري فأظهر تألقًا ساعده عليه حفظه للقرآن كاملاً حفظًا وتلاوة في السادسة من عمره، واستمر في التعليم الأزهري، لكنه لم يحصل على شهادة العالمية الأزهرية، وكان لدراسته الدينية أبلغ الأثر في إتقانه للغة العربية وتصحيح مخارج ألفاظه، واستيعابه للنصوص العربية والشعر العربي، ومكنه بعد ذلك من إلقاء الشعر والقصائد والمدائح النبوية
صدفة النجومية
وكان الكحلاوي يقضي وقته بين الغناء ولعب كرة القدم التي تميز فيها حتى أصبح في وقت لاحق كابتن فريق نادي السكة الحديد، كما كان يلازم نادي الزمالك ونادي الترسانة في كل سفرياتهم.
كما كان الكحلاوي مطرب الحي الذي يغني في حفلات السمر، وفي يوم الخميس كان يسير هو وأصدقاؤه من باب الشعرية إلى حديقة الأزبكية، حيث كانت تتواجد الفرق المسرحية والموسيقية العريقة مثل فرق الشيخ سلامة ومنيرة المهدية وعكاشة، وكانوا يختلسون النظر من خلف الكواليس وأحيانًا كانوا يشاركون في بعض الأعمال ككومبارس صامت، إلى أن لعبت الصدفة لعبتها عندما تأخر مطرب الفرقة زكي عكاشة في ذلك الوقت، فطلب منظم الحفلة إلى الكحلاوي وأصدقائه أن يقوم أحدهم بالغناء حتى لا يمل الجمهور، فأجمعوا كلهم على الكحلاوي، وكانت المرة الأولى التي واجه فيها الكحلاوى الجمهور فغنى له إحدى أغنيات خاله التي أفزع من تجاوب الجمهور معها الكحلاوي فهرب من الحفل.
وكان الكحلاوي يهتم بالكلمة فهي جسره للوصول للآخرين، فكان دائمًا ما يتدخل في كلمات أغانيه ويشارك صاحبها كتابتها، وكان يستهل معظم أغانيه بالغناء المنفرد، ثم تدخل الموسيقى بعد ذلك، وهي الطريقة التي اتبعها معظم المغنين من أبناء جيله وحتى الآن.
وقد كوّن الكحلاوي ثاني شركة إنتاج في الوطن العربي وهى (شركة إنتاج أفلام القبيلة) أراد بها صناعة سينما بدوية فتخصصت في الأفلام العربية البدوية مثل "أحكام العرب" و"يوم في العالي" و"أسير العيون" و"بنت البادية"، وغيرها والتي شارك فيها بالتمثيل واعتبرت هذه الأفلام بداية لعملية تمصير الفيلم العربي والذي كان يعتمد من قبل على النصوص الأجنبية المترجمة، وقد قدم في هذه التجربة نحو 40 فيلمًا.