الغزو البري لـ لبنان.. تأكيدات الإعلام وقادة إسرائيل أمام استبعاد أمريكا والخبراء
متى يكون الغزو البري الإسرائيلي لـ لبنان؟.. هو السؤال الذي يفرض نفسه على الساحة السياسية في الوقت الراهن ولازال مثار جدلا بين الخبراء السياسيين ما بين مؤيدين لوقوعه وآخرين يرونه أمرا مستبعدا.
ففي الوقت الذي يعلن فيه الإعلام العبري عبر وسائله المتنوعة أن الغزو البري لـ لبنان مسألة وقت لا أكثر، إلا أن هناك بعض الخبراء العسكريين والسياسيين يرونه أمرا يصعب حدوثه في الوقت الراهن نظرا لتعدد الجبهات التي يحارب عليها جيش الاحتلال وما يواجهه من مقاومة شديدة من عدة اتجاهات.. ففي الداخل مازالت حركة حماس تواصل مقاومتها من خلال بعض العمليات النوعية حتى وإن كانت على فترات من الزمن، بينما يشكل الخطر الأكبر التهديدات التي تأتي من قبل جماعة الحوثي المتمركزة في اليمن وبعض الفصائل العراقية المسلحة التي تدلو بدلوها في خضم الأحداث فضلا عن حزب الله اللبناني الذي تخشى إسرائيل من ردة فعله على استهداف قياداته وعلى رأسهم
الأمين العام للحزب حسن نصر الله.
وفي السطور التالية نستعرض بعض التقارير الإعلامية التي تشير إلى استعداد جيش الاحتلال لعملية الغزو البري لـ لبنان وأنه أصبح وشيكا، ومن جانب آخر تقارير مضادة تستبعد فكرة حدوث الغزو البري لـ لبنان في الوقت الراهن.
إعلام عبري: جيش الاحتلال الإسرائيلي يستكمل استعداداته للتوغل البري في جنوب لبنان
نقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أن هناك إجماعا على المستويين السياسي والعسكري بأن الهجوم البري على لبنان "مسألة وقت".
ورغم أنه لم يتم اتخاذ القرار بعد على المستوى السياسي، علم موقع "واللا" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يكمل عمليات كبيرة في إطار الاستعدادات للمناورات البرية في جنوب لبنان، على قاعدة أنه من أجل إعادة السكان في الشمال الإسرائيلي إلى منازلهم يجب تدمير "البنية التحتية الإرهابية" القريبة والقضاء على حزب الله فعلياً.
وتجري الاستعدادات للمناورة أولا بجمع معلومات استخباراتية دقيقة عن الاستعدادات العسكرية لحزب الله بشكل عام وقوة الرضوان بشكل خاص، ووضع خطط عملياتية جديدة تتلاءم مع التغيرات في أراضي جنوب لبنان والقوة البشرية لحزب الله.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حشد قواته على طول حدود البلاد مع لبنان استعدادا لغزو محتمل، بينما يستعد لأي رد من حزب الله بعد "الهجوم الضخم" من الطائرات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت مساء الجمعة.
وطلب رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، من القوات البرية هذا الأسبوع الاستعداد "لدخول أراضي العدو".
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، قال الجنود والسكان في الشمال، إنهم مستعدون للقتال بأي شكل يقرره قادة إسرائيل.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه استدعى لواءين احتياطيين من أجل "مهام عملياتية" في الشمال حيث يتصاعد القصف المتبادل عبر الحدود مع حزب الله اللبناني.
قال مسؤول أمريكي كبير لشبكة "إيه بي سي" الإخبارية، إن إسرائيل تستعد لشن عملية برية محدودة في لبنان.
وأضاف المصدر أن إسرائيل تستعد للعملية البرية، رغم أنها اغتالت بالفعل أكثر من 30 مسؤولًا كبيرًا في حزب الله، وأبرزهم الأمين العام حسن نصر الله.
وبحسب المصدر -الذي لم يكشف عن هويته- فإن إسرائيل رفضت أي مقترح لوقف إطلاق النار، حتى لو كان محدودًا، وتواصل قصف أهداف يعتقد أنها تحتوي على صواريخ وأسلحة بعيدة المدى.
وفي الوقت نفسه، لا تستمع إسرائيل إلى إدارة بايدن، على الرغم من دعواتها المتكررة للتوصل إلى حل دبلوماسي، بحسب التقرير.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد ذكر للمقربين منه وعدد من الحلفاء هذا الأسبوع، إنه لا يعتقد أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يريد وقف الأعمال العدائية مع حزب الله، معربًا عن إحباطه المتزايد مع انهيار خطة وقف إطلاق النار المقترحة؛ وفقًا لما نقلته صحيفة "بوليتيكو" عن شخصين مطلعين على المحادثات.
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن "اشتكى لفترة طويلة في السر من نتنياهو؛ بسبب تقديم أهدافه السياسية على إرادة شعبه، من خلال الاستمرار في تجاهل مفاوضات السلام التي تقودها الولايات المتحدة لنزع فتيل الأزمة المتفاقمة".
وأضافت أنه "طالما شكك الكثيرون في رغبة نتنياهو في وقف إطلاق النار مع حماس في غزة. والآن، ترى الإدارة الأمريكية امتدادًا لنفس النهج مع حزب الله".
وأشار التقرير إلى أنه "بالنسبة لمساعدي بايدن، كان التحول الذي طرأ على موقف إسرائيل بشأن اقتراح وقف إطلاق النار مع حزب الله، مجرد أحدث مثال على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يقول لهم شيئًا ما على انفراد، ثم يتراجع عن كلمته فور تعرضه للرد من العناصر اليمينية المتطرفة في حكومته التي تتحكم في مصيره السياسي".
مسؤول أمريكي: إسرائيل تستعد لشن عملية برية محدودة في لبنان
قال مسؤول أمريكي كبير لشبكة "إيه بي سي" الإخبارية، إن إسرائيل تستعد لشن عملية برية محدودة في لبنان.
وأضاف المصدر أن إسرائيل تستعد للعملية البرية، رغم أنها اغتالت بالفعل أكثر من 30 مسؤولًا كبيرًا في حزب الله، وأبرزهم الأمين العام حسن نصر الله.
وبحسب المصدر -الذي لم يكشف عن هويته- فإن إسرائيل رفضت أي مقترح لوقف إطلاق النار، حتى لو كان محدودًا، وتواصل قصف أهداف يعتقد أنها تحتوي على صواريخ وأسلحة بعيدة المدى.
وفي الوقت نفسه، لا تستمع إسرائيل إلى إدارة بايدن، على الرغم من دعواتها المتكررة للتوصل إلى حل دبلوماسي، بحسب التقرير.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد ذكر للمقربين منه وعدد من الحلفاء هذا الأسبوع، إنه لا يعتقد أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يريد وقف الأعمال العدائية مع حزب الله، معربًا عن إحباطه المتزايد مع انهيار خطة وقف إطلاق النار المقترحة؛ وفقًا لما نقلته صحيفة "بوليتيكو" عن شخصين مطلعين على المحادثات.
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن "اشتكى لفترة طويلة في السر من نتنياهو؛ بسبب تقديم أهدافه السياسية على إرادة شعبه، من خلال الاستمرار في تجاهل مفاوضات السلام التي تقودها الولايات المتحدة لنزع فتيل الأزمة المتفاقمة".
وأضافت أنه "طالما شكك الكثيرون في رغبة نتنياهو في وقف إطلاق النار مع حماس في غزة. والآن، ترى الإدارة الأمريكية امتدادًا لنفس النهج مع حزب الله".
وأشار التقرير إلى أنه "بالنسبة لمساعدي بايدن، كان التحول الذي طرأ على موقف إسرائيل بشأن اقتراح وقف إطلاق النار مع حزب الله، مجرد أحدث مثال على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يقول لهم شيئًا ما على انفراد، ثم يتراجع عن كلمته فور تعرضه للرد من العناصر اليمينية المتطرفة في حكومته التي تتحكم في مصيره السياسي".
لبنان يستبعد "الغزو" والخشية من تصعيد الاستنزاف
رصد المسؤولون اللبنانيون المعلومات المسربة عن لقاءات الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في إسرائيل لمعرفة ما اذا كانت بيروت ستكون محطته التالية تبعا للنتائج والمناخات التي وجدها لدى المسؤولين الإسرائيليين حيال "الجبهة الشمالية"، علماً ان توجساً لبنانياً واسعاً برز حيال المعطيات التي تحدثت عن خلافات وتخبط داخل الحكومة الإسرائيلية في شأن لبنان فيما كانت تبرز تهديدات جديدة بعملية غزو لشريط بري محدود ل جنوب لبنان كما لو ان الامر يعكس توزيع أدوار. ومع ان المعطيات التي طبعت مناخات المراجع اللبنانية الرسمية، السياسية والعسكرية، بدت متقاطعة مع معطيات "حزب الله" في استبعاد جدية التهويل الإسرائيلي بعملية برية انطلاقاً من اقتناع هؤلاء بان معرفة إسرائيل لضخامة الكلفة التي ترتبها عليها أي مغامرة كهذه ترجح طابع الحرب الدعائية النفسية على هذا التهديد، فان ذلك لم يقلل في المقابل من قتامة الانطباعات لدى المعنيين في لبنان الذين ازداد توجسهم من المعالم التصعيدية الاخذة في الاتساع على الجبهة الجنوبية ويخشون، حتى في حال استبعادهم حرباً واسعة، من استشراس حرب الاستنزاف وتماديها لوقت طويل لتحويل المناطق الحدودية الامامية الى ارض محروقة. وتعززت هذه المعطيات في ظل ما تردد عن ان هوكشتاين اُبلغ في إسرائيل موقفاً جامعاً على الاتجاه الى توسيع العمليات العسكرية في لبنان. وتكشف مصادر معنية بان الحركة الديبلوماسية الغربية او الدولية الأخيرة حيال لبنان، سواء في ما يتصل بالوضع الخطير على الجبهة الجنوبية او في ما يتعلق بملف الازمة الرئاسية اظهر تعاظم القلق الدولي بقوة على لبنان في الفترة المقبلة الفاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
الجارديان: قتل إسرائيل لحسن نصر الله يجر الشرق الأوسط نحو كارثة
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أنه عندما أطلقت الولايات المتحدة وفرنسا دعوة لوقف إطلاق النار المؤقت في لبنان يوم الخميس الماضي، كانتا على ثقة من أن بنيامين نتنياهو يؤيدها ولكن بعد يوم واحد، بينما كان لا يزال نتنياهو في نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي على الغارة الجوية على بيروت التي قتلت زعيم حزب الله حسن نصر الله.
وقالت الصحيفة -في مقال افتتاحي أوردته اليوم الأحد- إنه حالة من الرعب تسود لبنان فقد وردت تقارير عن مقتل أكثر من 1000 شخص في لبنان في الأسبوع الماضي. وتتردد أنباء بأن ما يقرب من خمس السكان نزحوا وتنام الأسر في الشوارع. ووسط استمرار سقوط القنابل وتهديد بالغزو البري، قال نتنياهو إن عمل إسرائيل لم يكتمل بعد.
وأضافت الصحيفة أن حزب الله كان يعتقد بأن التصعيد المحدود أمر ممكن عندما أطلق هجمات صاروخية على إسرائيل بعد 7 أكتوبر، مشيرة إلى أن إسرائيل أثبتت خطأها.
وأشارت الجارديان إلى أن مسؤولين أمريكيين وفرنسيين قالوا إن نتنياهو وافق سرا على وقف إطلاق النار في لبنان الذي رفضه علنا. وعلى مدى أشهر، أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي واشنطن بشكل دوري بما تريد سماعه، ثم فعل بعد ذلك ما يرغب به. وبينما تظاهرت إسرائيل ببعض الاهتمام بالمبادرات الدبلوماسية الأمريكية، كانت تخطط للهجوم الشامل على حزب الله.
ورأت الصحيفة أن نتنياهو تعامل مرارا وتكرارا مع أقوى حليف لبلاده وأكثرها أهمية بازدراء، باستخدام الأسلحة التي زودته بها. إذ وقع عشرات الآلاف من القتلى في غزة، بينما ينزلق الشرق الأوسط نحو الهاوية بعد أسابيع من الانتخابات الأمريكية.
ومضت الصحيفة تقول إن حزب الله يواجه ضغوطا داخل لبنان، من أولئك الغاضبين من وضع البلاد والخائفين من أن الحزب يقودها إلى كارثة. و لا تريد إيران أن يتم استدراجها إلى حرب بشروط إسرائيل، فقد اعتمدت دائما على وكلاء.
وفي الوقت ذاته ترغب إسرائيل بأن يتمكن مواطنوها من العودة إلى الشمال. ونزح المزيد من المواطنين اللبنانيين، وشنت إسرائيل أربعة أضعاف عدد الهجمات على حزب الله مقارنة بما فعله حزب الله في الأشهر الأخيرة. غير أن حزب الله لا يزال لديه عشرات الآلاف من المقاتلين وترسانة كبيرة. وربما ترى طهران أن تسريع برنامجها النووي هو المفتاح للأمن في المستقبل - على الرغم من أن هذا من شأنه أن يزيد من خطر وقوع هجوم إسرائيلي كبير، بحسب الصحيفة.
واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إن فشل بايدن في احتضان نتنياهو بات أكثر وضوحا من أي وقت مضى ويتعين على الرئيس أن يخبره بأن الولايات المتحدة لن تستمر في إمداد إسرائيل بالأسلحة بينما تقوم الدولة العبرية بتجاهل واشنطن بشكل تهور. وكما أصر زعماء العالم فإن وقف إطلاق النار في لبنان يشكل الأولوية العاجلة. ولكن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة أيضا ـ فضلا عن إنشاء دولة فلسطينية ـ وهما وحدهما القادران على جلب السلام إلى المنطقة.