ذكرى محمد الدرة.. 24 عاما على استشهاد أيقونة الشهداء
«مات الولد.. مات الولد»، لا تزال تلك الجملة الشهيرة حينما يسمعها كل فلسطيني يعرف أن المقصود بها الشهيد محمد الدرة الذى ارتقى شهيدًا برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي، في 30 سبتمبر2000، في ثالث أيام اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية.
جريمة اغتيال الدرة لا تزال واحدة من أبشع جرائم الاحتلال، التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، حيث كشفت عن مدى جرم ووحشية الاحتلال الذي يطلق الرصاص بدمٍ بارد على الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، وكان ذلك في بث مباشر أمام الشاشات العالمية.
وأصبح محمد الدرة أيقونة فلسطينية هزت ضمير العالم، وأيقونة الانتفاضة الفلسطينيّة وملهمها، وصورتها الإنسانية في مشهد لن ينساه العالم.
لحظة الاستشهاد
لحظة استشهاد الطفل الدرة بين ذراعي والده، وأظهرت كيف أن الوالد كان يطلب من مطلقي النيران الإسرائيليين التوقّف وهو يختبئ خلف برميل إسمنتي، لكن دون جدوى، إذ فوجئ بابنه يسقط شهيدًا برصاص قناصة جنود الاحتلال الذين تعمدوا إعدامه، وهو يردد «مات الولد.. مات الولد».
حاول الأب جمال الدرة يائسًا أن يحمي ابنه بكل قواه، لكن الرصاص اخترق يد الوالد اليمنى، ثم أصيب محمد بأوّل طلقة في رجله اليمنى وصرخ: «أصابوني»، ليفاجأ الأب بعد ذلك بخروج الرصاص من ظهر ابنه الصغير محمد، الذي ردد: «اطمئن يا أبي أنا بخير لا تخف منهم»، قبل أن يرقد الصبي شهيدًا بين أحضان والده، في مشهدٍ أبكى البشرية وهزّ ضمائر الإنسانيّة.
انتفاضة الأقصى
مشهد الطفل الدرة، زاد من حدة الغضب لدى الفلسطينيين، خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت يوم 28 من سبتمبر 2000، عقب اقتحام رئيس وزراء الاحتلال السابق أرييل شارون المسجد الأقصى، ومعه قوات كبيرة من الجيش والشرطة.
وتجوّل شارون في ساحات المسجد، وقال إنّ «الحرم القـدسي» سيبقى منطقة إسرائيليّة، وهو ما أثار استفزاز الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين والجنود الإسرائيليين.