الهند تخفف قيود صادرات الأرز.. خطوة نحو استقرار الأسعار وتعزيز التجارة العالمية
خففت الهند القيود المفروضة على بعض صادرات الأرز، وهو إجراء يُتوقع أن يحد من ضغوط الأسعار العالمية ويعكس تحولًا في السياسات الزراعية المحلية بعد الانتخابات الوطنية الأخيرة. تأتي هذه الخطوة في وقت حرج حيث تسعى الحكومة الهندية إلى تحقيق توازن بين الأمن الغذائي المحلي والتجارة الدولية.
رفع الحظر وتحديد الأسعار
أعلنت الحكومة الهندية عن رفع الحظر المفروض على صادرات الأرز الأبيض غير البسمتي، مع تحديد الحد الأدنى لسعر التصدير عند 490 دولارًا للطن. ويعكس هذا القرار جهود الحكومة لتسهيل صادرات الأرز، في خطوة مدروسة تهدف إلى زيادة إمدادات الأسواق العالمية. وبالتزامن مع ذلك، خفضت السلطات الضريبة المفروضة على شحنات الأرز المسلوق في الخارج من 20% إلى 10%، مما سيعزز القدرة التنافسية لهذا المنتج في الأسواق الدولية.
فرض القيود سابقًا
بدأت الهند، التي تُعد أكبر مصدر للأرز في العالم، بفرض القيود في عام 2022 لضمان الأمن الغذائي المحلي وكبح التضخم. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع السعر المرجعي الآسيوي للأرز إلى أعلى مستوى له منذ عام 2008، مما دفع المستهلكين إلى البحث عن مصادر بديلة للإمدادات. يُعتبر الأرز غذاءً أساسيًا لمليارات الأشخاص حول العالم، لذا فإن استقرار أسعاره يعد أمرًا حيويًا.
فائض الأرز المحلي
رغم أن السياسات السابقة ساهمت في استقرار الأسعار المحلية، إلا أن بيانات وزارة الزراعة الأميركية تشير إلى أن الهند لديها الآن فائض قياسي في مخزون الأرز. يُتوقع أن تساهم السياسات الجديدة في تقليص هذا الفائض وخفض تكاليف الاستيراد لدول مثل إندونيسيا والسنغال، مما سيساعد في توازن السوق العالمية.
تراجع الصادرات
تشير البيانات الحكومية إلى أن صادرات الأرز انخفضت بنحو 25% مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 5.26 مليون طن خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام المالي الذي بدأ في الأول من أبريل. هذا التراجع يعكس القيود السابقة والضغوط التي كانت تواجهها الأسواق.
إلغاء السعر الأدنى لشحنات "بسمتي"
في خطوة إضافية لتعزيز القدرة التنافسية لصنف الأرز المتميز "بسمتي" في الأسواق العالمية، ألغت الهند السعر الأدنى لشحنات هذا النوع. تعتبر "بسمتي" واحدة من الأصناف الأكثر طلبًا على مستوى العالم، وإلغاء السعر الأدنى قد يساعد على تعزيز مبيعاتها في الأسواق الدولية.
استعدادات للموسم الزراعي
في يوليو، كانت الهند تدرس تخفيف القيود على بعض أصناف الأرز لتجنب تراكم الفائض قبل وصول المحصول الجديد في أكتوبر. وفي هذا السياق، بدأ المزارعون الهنود في حصاد محاصيل الأرز المزروعة خلال الأمطار الموسمية، حيث كانت المساحات المزروعة أعلى من العام الماضي، مما يُنبئ بإنتاج وفير.
الضرائب الجديدة
كما فرضت الحكومة ضريبة تصدير بنسبة 10% على الأرز غير المطحون، بينما ستظل شحنات الأرز الأبيض معفاة من أي رسوم، حسب إخطار نُشر يوم الجمعة. هذه السياسات تهدف إلى تحفيز الصادرات وتشجيع المزارعين على زيادة الإنتاج، مما يعكس التوجه العام نحو تعزيز التجارة الزراعية.
وبشكل عام، تعكس هذه الخطوات سياسة حكومية مرنة تهدف إلى التكيف مع متطلبات السوق المحلية والدولية. مع استمرار حصاد المحاصيل وزيادة الفائض، يبدو أن الهند تسعى لتحقيق توازن بين تأمين احتياجاتها الغذائية وتعزيز دورها في السوق العالمية كأكبر مصدر للأرز.