هل زيارة النساء للقبور حرام؟.. الإفتاء تجيب
تثير مسألة زيارة النساء للقبور الكثير من الجدل بين الناس، حيث تتباين الآراء حول مدى جواز هذه الزيارة في ظل التعاليم الشرعية. وتسلط دار الإفتاء المصرية الضوء على هذه القضية، مشيرة إلى العديد من النقاط المهمة التي توضح الوضع الشرعي لزيارة النساء للقبور.
وتساءلت سائلة عن وجوب زيارتها لقبر والدها وظروفها التي تمنعها من الذهاب بانتظام. كما تسأل عن صحة الحديث القائل بأن الميت يفرح بزيارة أهله له. تأتي إجابة الإفتاء لتوضح أن زيارة النساء للمقابر جائزة شرعًا طالما رُوعيت فيها الآداب الشرعية من الحشمة والوقار، وكانت بهدف العبرة والاتعاظ. تؤكد الإفتاء أن الميت يفرح بزيارة أهله له ويسعد بذلك، مما يعزز أهمية الزيارة عند الإمكان.
جواز زيارة النساء للمقابر
تؤكد دار الإفتاء المصرية أن زيارة النساء للمقابر ليست حرامًا بشرط التزامهن بالآداب الشرعية. تشمل هذه الآداب الحشمة والوقار، وأن تكون الزيارة للعبرة والاتعاظ وليس لأي غرض آخر. هذا الفهم يتماشى مع النصوص الشرعية التي لم تحرم زيارة القبور على النساء بشكل قطعي، بل نصت على جوازها ضمن شروط محددة.
حديث تحريم زيارة النساء للقبور
يتناول البعض حديثًا عن تحريم زيارة النساء للقبور واستشهدوا بحديث ينسب للنبي ﷺ فيه لعن زائرات القبور. تفسر دار الإفتاء هذا الحديث في سياقه التاريخي وتوضح أنه كان في فترة معينة حيث كان المسلمون حديثي عهد بعبادة الأموات. مع استقرار الإسلام وتوضيح العقيدة، أُجيزت زيارة القبور للعبرة والاتعاظ والدعاء للميت.
زيارة القبور في الإسلام
تشرح الإفتاء أن زيارة القبور كانت ممنوعة في بداية الإسلام للرجال والنساء على حد سواء، لمنع الفتنة والشرك. ولكن بعد أن استقر الإسلام في قلوب الناس، شُرعت زيارة القبور للرجال لما فيها من تذكير بالموت والآخرة. ومع ذلك، ظلت زيارة النساء موضع خلاف بين العلماء، حيث فضل بعضهم منعها تجنبًا للفتنة.
شروط زيارة القبور للنساء
شددت دار الإفتاء على أن زيارة النساء للمقابر جائزة بشرط الالتزام بالآداب الشرعية. تشمل هذه الشروط الحشمة والوقار والهدف من الزيارة الذي يجب أن يكون للعبرة والاتعاظ. لا يجوز أن تتحول الزيارة إلى مناسبة للندب والبكاء والنحيب الذي قد يؤدي إلى الفتنة ويضيع الهدف من الزيارة.
وبالنسبة للنساء اللاتي زرن القبور قبل معرفتهن بالحكم الشرعي، فإن دار الإفتاء توضح أنهن لا يؤثمهن الله على ما فعلنه عن جهل. ولكن عليهن التوبة والاستغفار، والامتناع عن تكرار ذلك مستقبلاً، والالتزام بما أمر به الشرع من أحكام وآداب.
أهمية زيارة القبور
وتبرز دار الإفتاء أهمية زيارة القبور في تذكير المسلمين بالموت والآخرة، والدعاء للأموات والترحم عليهم. تُعد هذه الزيارة من الأعمال الصالحة التي تقوي الروابط الأسرية وتجلب السكينة والطمأنينة للحي والميت على حد سواء. يتعين على المسلمين، رجالاً ونساءً، الالتزام بالآداب الشرعية والابتعاد عن كل ما يثير الفتنة أو يعكر صفو الهدف الروحي لهذه الزيارة.