رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

شركات التأمين تواجه خسائر قياسية في أعقاب الفيضانات المدمرة بأوروبا الوسطى والشرقية

نشر
الفيضانات الأوروبية
الفيضانات الأوروبية 2024

تشير التوقعات إلى أن شركات التأمين ستتعرض لأكبر الخسائر الإقليمية نتيجة الفيضانات المدمرة التي اجتاحت مناطق وسط وشرق أوروبا. ومن بين أبرز الشركات المتضررة تأتي "بوزيتشني زاكلاد أوبيزبيكزين" (Powszechny Zaklad Ubezpieczen) و"فيينا إنشورنس غروب" و"يونيكا إنشورنس غروب" (UNIQA Insurance Group). هذه الشركات تواجه تحديات كبيرة بسبب الأضرار الناتجة عن هذه الكارثة الطبيعية.

تقديرات الخسائر التأمينية

قدّرت شركة وساطة إعادة التأمين العالمي "غالاغير أر إي" (Gallagher Re) أن الخسائر التأمينية الناتجة عن الفيضانات في وسط أوروبا تتراوح بين ملياري يورو (2.2 مليار دولار) و3 مليارات يورو. ووفقًا لبيانات "بلومبرغ إنتليجنس"، فإن هذه الأرقام تعادل نفس مستوى خسائر الفيضانات الكارثية التي شهدتها المنطقة في أعوام 1997 و2002 و2013. بالإضافة إلى ذلك، يُتوقع أن تواجه شركات تأمين أخرى، مثل "جنرالي" و"أليانز"، خسائر كبيرة نتيجة لتبعات هذه الكارثة.

وتُقدر رابطة شركات التأمين النمساوية أن مطالبات التعويض عن الأضرار قد تصل إلى مستوى قياسي يتراوح بين 600 مليون يورو و700 مليون يورو، مع احتمالية وصول الأضرار إلى مليار يورو. كما تتوقع "وينر ستيدتشي" (Wiener Staedtische)، وهي وحدة تابعة لـ"فيينا إنشورنس" وثاني أكبر شركة تأمين في النمسا من حيث إجمالي أقساط التأمين، أن تصل مطالبات الأضرار نتيجة الفيضانات والعواصف الأخيرة إلى 100 مليون يورو، ما يشكل أكبر خسارة في تاريخ الشركة بسبب كارثة طبيعية.

تأثير الكوارث الطبيعية على قطاع التأمين

بلغت قيمة الخسائر المغطاة من شركات التأمين 62 مليار دولار خلال النصف الأول من العام، أي نحو 70% فوق متوسط ​​10 سنوات بسبب حرائق الغابات والجفاف والفيضانات. يواجه قطاع التأمين ضغوطاً متزايدة نتيجة ارتفاع المطالبات الناتجة عن الكوارث الثانوية، والتي ترتبط في الغالب بتغير المناخ. وبهذا الصدد، قال تشارلز غراهام، كبير محللي "بلومبرغ إنتليجنس"، إن "شركات إعادة التأمين رفعت الأسعار وزادت من احتياطياتها العام الماضي، مما يعني أن شركات التأمين الأولية تتحمل الآن حصة أكبر من هذه الخسائر، ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل".

وتعد شركتا "يونيكا" و"فيينا إنشورنس" الأكثر عرضة لهذه الخسائر نظراً لمواقعهما الريادية في سوق التأمين النمساوية، بينما تسيطر "بوزيتشني زاكلاد أوبيزبيكزين" على حصة أكبر في بولندا. وتشكل البلدان المتضررة من الفيضانات ما لا يقل عن 80% من إيرادات التأمين غير المرتبطة بالحياة في هذه الشركات الثلاث. ويُعتبر التأمين ضد الفيضانات التي تضر المنازل أكثر شيوعاً في النمسا وجمهورية التشيك مقارنةً ببولندا، مما قد يؤدي إلى تباين التعويضات بين البلدان، بحسب "بلومبرغ إنتليجنس".

تأثير العاصفة بوريس

تسببت العاصفة "بوريس" في هطول أمطار غزيرة ومتواصلة على معظم مناطق جمهورية التشيك والنمسا وجنوب غرب بولندا وشرق سلوفاكيا خلال الفترة من 12 إلى 15 سبتمبر، مما أدى إلى غرق مساحات شاسعة. واتخذت الحكومات في مختلف أنحاء المنطقة إجراءات طارئة واستعدت لإنفاق مئات الملايين من اليورو على أعمال التنظيف، بينما لا تزال مستويات المياه مرتفعة.

وقال تشارلز غراهام، كبير محللي "بلومبرغ إنتليجنس"، إن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل تحديد الحجم النهائي للخسائر، نظراً لأن مياه الفيضانات لم تصل إلى ذروتها بعد. هذا يضع شركات التأمين أمام تحديات كبيرة في تقدير الخسائر وتعويض المتضررين، مما قد يؤثر على استقرارها المالي في الفترة القادمة.

عاجل