نيويورك تايمز: عدم توقف بلينكن لزيارة إسرائيل يعكس جزئيا حالة الجمود للتوصل لهدنة
أكدت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ليس لديه خطط لزيارة إسرائيل في جولته العاشرة للشرق الأوسط منذ هجمات 7 أكتوبر الماضي، مما يعكس بشكل جزئي حالة الجمود التي تكتنف الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وأفادت الصحيفة -في مقال للصحفي مايكل كراولي المتخصص في تغطية السياسة الخارجية الأمريكية- بأنه ستكون هذه هي المرة الأولى منذ هجمات 7 أكتوبر التي يسافر فيها بلينكن إلى المنطقة دون التوقف في إسرائيل لمقابلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغيره من كبار المسؤولين.
لم ينوه المسؤولون الأمريكيون عن أي إشارة تعلق بأن انفجار آلاف أجهزة البيجر التي يستخدمها مقاتلو حزب الله في جميع أنحاء لبنان أمس الثلاثاء والمزيد من الأجهزة اليوم، من شأنه أن يغير خطط بلينكن على الرغم من المخاوف الأمريكية من أن حربا أكبر بين إسرائيل والحركة اللبنانية ربما تكون وشيكة.
وأشار المقال إلى أن قرار بلينكن بعدم زيارة إسرائيل يعكس بشكل جزئي حالة الجمود التي تكتنف الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وهو أحد أهم أولويات الرئيس بايدن مع اقتراب ولايته من نهايتها. ويضع المسؤولون الأمريكيون اقتراحا جديدا يأملون بأن يتمكن من جسر الفجوة بين إسرائيل وحماس للسماح بوقف القتال والإفراج عن الرهائن وتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين ومحللين قولهم إنه من الواضح أن زيارات بلينكن لإسرائيل كانت لها نتائج متناقصة وربما تكون حتى غير منتجة فبعد عدة اجتماعات أخيرة، قوض نتنياهو أو تناقض بشكل صريح مع مواقف وزير الخارجية الأمريكي العامة، وهذا يطرح تساؤلات في واشنطن وخارجها حول ما إذا كان نتنياهو قابلا للإقناع - أو حتى يتصرف بحسن نية عندما يقول إنه يريد اتفاق وقف إطلاق النار.
وتعليقا على ذلك قال فرانك لوينشتاين، المبعوث الخاص السابق للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية: "إن تخطي بلينكن لإسرائيل هو انعكاس لإدراك إدارة بايدن أن محاولة الضغط عليه لا طائل من ورائها. وقد يقول نتنياهو "حسنا أريد وقف إطلاق النار والحصول على الرهائن" - ثم يخرج ويقول شيئا متناقضا تماما".
وأشار لوينشتاين إلى أن أجهزة البيجر التابعة لحزب الله انفجرت أمس الثلاثاء حتى في الوقت الذي كان فيه مبعوث آخر لإدارة بايدن، وهو آموس هوشستين، في إسرائيل يحث الحكومة على عدم تصعيد صراعها مع حزب الله، مضيفا أن نتنياهو "لا يكترث حقا بما نقوله". "ويجعلنا نبدو ضعفاء ليتحدانا علنا في كل فرصة".
وأشار كاتب المقال إلى أنه في حديثه إلى الصحفيين في القاهرة اليوم، لم يرد بلينكن بشكل مباشر على سؤال حول سبب عدم سفره إلى إسرائيل، قائلا إن زيارته تركز على العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إنه لا توجد مشكلة في قرار بلينكن بعدم الزيارة، قائلا إنه لا توجد حاجة لعقد اجتماعات بشأن محادثات وقف إطلاق النار بالنظر إلى المأزق الحالي والذي ألقى المسؤول باللوم فيه على حماس. وبالمثل، قال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية، إنه سيكون "من السابق لأوانه" أن يزور بلينكن إسرائيل الآن، نظرا لأن الاقتراح الأمريكي المنقح "ليس جاهزا للعرض على إسرائيل في هذه المرحلة".
وأشار المقال إلى أنه رغم ذلك إلا أن الاحتكاك بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن يبدو واضحا، وهو ما علق ميلر عليه بالقول إن الوضع في غزة، سيكون موضوعا للحديث في القاهرة.
من جانبه قال جيريمي بن عامي، وهو رئيس مجموعة الدعوة الإسرائيلية اليسارية الوسطية /جيه ستريت/ "أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة ما من التوتر في العملية الدبلوماسية برمتها"، مضيفا أن الولايات المتحدة ودولا أخرى "تتخذ خطوة إلى الوراء لإعادة تقييم الاستراتيجية وأعتقد أن حقيقة أنه لن يذهب إلى إسرائيل هي مؤشر على أنهم لا يملكون شيئا نشطا للترويج له".
غير أن لوينشتاين أشار إلى أن العديد من جولات بلينكن الأخيرة لم تكن جيدة، فبعد أيام من زيارة بلينكن لإسرائيل في يونيو الماضي -على سبيل المثال- أصدر نتنياهو مقطع فيديو باللغة الإنجليزية روى فيه أنه أخبر ضيفه الأمريكي أنه "من غير المعقول" أن تكون الولايات المتحدة "تمنع الأسلحة والذخيرة" عن إسرائيل. وقال نتنياهو إن بلينكن أكد له أنه يعمل على إزالة "الاختناقات" التي تبطئ مثل هذه المساعدات بينما وراء الكواليس، كان مسؤولو بايدن غاضبين من نتنياهو ووصفوا تعليقاته بأنها مضللة.
وأشار لوينشتاين إلى أن نتنياهو اتخذ عدة خطوات عدوانية في لحظات حرجة أعاقت الجهود الأمريكية للتوصل إلى وقف إطلاق النار أو منع تصعيد الصراع في المنطقة. وتشمل هذه الأحداث انفجارات أجهزة البيجر واغتيال إسرائيل للزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران في الحادي والثلاثين من يوليو.
وقال: "نحن حقا هناك من أجل وقف إطلاق النار، وفي كل منعطف لم يكتف نتنياهو بانتهاز الفرصة لفعل ما هو عكس تماما مما طلبنا منه أن يفعله فحسب، بل ليقول ذلك علنا".