رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

عاجل| ليس مجرد تفجير.. عملية «البيجر» كشفت هوية عناصر حزب الله

نشر
عملية «البيجر»
عملية «البيجر»

لم يكن حزب الله بحاجة إلى المزيد من الأدلة على مدى اختراق إسرائيل لشبكة اتصالاته، وقدراتها في الوصول إلى قادته، لكنه حصل على دليل جديد مع هجوم غير مسبوق على أجهزة البيجر التي تقبع في جيوب الآلاف من عناصره.

تفجير أجهزة النداء (البيجر) عن بُعد التي كان يحملها عناصر حزب الله في لبنان لم يعطل فقط عنصرًا رئيسيًا من اتصالات المجموعة المسلحة، بل كشف عن هوية الأعضاء، وقتل وجرح العديد منهم وأذلهم، بحسب تقرير لموقع إيه بي سي نيوز الأميركي.

 

وكان تأثير هذا الهجوم واسع النطاق، حيث أعلن وزير الصحة اللبناني أن تسعة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 2800 آخرون، من بينهم 200 في حالة حرجة. وقد شمل بعض الضحايا المدنيين غير المنتمين لحزب الله، مثل فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات قُتلت في منطقة البقاع. كما أصيب السفير الإيراني في لبنان، مما يُظهر مدى قرب التعاون بين إيران وحزب الله.
 

لم تتبنَّ إسرائيل مسؤولية الهجوم، لكنه جاء بعد اغتيال إسرائيل للقائد العسكري الرفيع في حزب الله، فؤاد شكر، في بيروت في أواخر يوليو، واغتيال مفترض لقائد حماس إسماعيل هنية في طهران بعد ساعات فقط.

قُتل شكر في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، بينما تم تفجير هنية في منزل آمن تابع للحرس الثوري الإيراني، مما يبرز قدرة إسرائيل على الوصول إلى قلب أراضي خصومها.

ويبدو أن الإسرائيليين تمكنوا من اعتراض وتفجير شحنة من أجهزة النداء التي اشتراها حزب الله بهدف تجنب مراقبة الاتصالات الإسرائيلية عبر الهواتف المحمولة.

أوضح ماثيو ليفيت، مدير برنامج مكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن حزب الله كان يستثمر في أجهزة النداء كوسيلة منخفضة التقنية لتفادي المراقبة الإسرائيلية.

والآن يبدو أن الإسرائيليين تمكنوا من اختراق سلسلة التوريد الخاصة بحزب الله لهذه الأجهزة وجعلها تنفجر بشكل متزامن.

وقال ليفيت: "كان هذا إنجازًا استخباراتيًا كبيرًا من جانب الإسرائيليين، وحزب الله الآن يشعر بأنه مكشوف ويشعر بالضعف".


السؤال الرئيسي ليس فقط كيف فعلت إسرائيل ذلك، بل لماذا الآن؟

لا يبدو أن إسرائيل تخطط لغزة لبنان بعد تفجيرات أجهزة النداء، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن إرشادات الأمان للمواطنين لم تتغير.

ومنذ أكتوبر الماضي، أطلق حزب الله صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل، مدعيًا دعمه للفلسطينيين في غزة.

وفر نحو 60,000 إسرائيلي وما يقارب 100,000 لبناني من الحدود.

وقد دمرت القصف الإسرائيلي القرى الجنوبية في لبنان، ويُقدر أن إسرائيل قتلت بالفعل أكثر من 400 عنصر من حزب الله ودمرت منشأة لإنتاج الصواريخ في سوريا.

وقالت إسرائيل الشهر الماضي إنها أحبطت وعد حزب الله بالانتقام لمقتل فؤاد شكر، عندما شنت ضربات استباقية على مواقع إطلاق الصواريخ في الساعات الأولى من الصباح.

وتقول إسرائيل إنها وافقت على خطط عملياتية لغزو جنوب لبنان لدفع حزب الله بعيدًا عن منطقة الحدود إذا لم يتراجع، وفشلت محاولات الولايات المتحدة للتوصل إلى حل دبلوماسي.

وصرح حزب الله أنه لن يتوقف عن إطلاق النار على إسرائيل حتى يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وأكد أن التفجيرات لن تردعه.

وقال حزب الله في بيان: "موقفنا سيظل موقفًا للنصر والدعم للمقاومة الفلسطينية الشريفة، ومصدر فخر في حياتنا وفي موتنا".

التأثير النفسي لتفجير البيجر

وأشار ماثيو ليفيت إلى أن هذه الحادثة ستزعزع استقرار الجماعة بشكل أكبر.

وقال: "أي شخص يستخدم أي معدات لحزب الله الآن سيشعر بالقلق من الاعتماد عليها. أعتقد أن هذا سيؤثر في المدى القريب، وسيكون له تأثير زمني".

وأضاف: "أعتقد أنه إذا كنت جنديًا عاديًا أو قائدًا كبيرًا في حزب الله، فستكون عينك في وسط رأسك. إنهم قادرون على العثور على قائدك الأكبر، ويعلمون بخططك لتنفيذ الهجمات قبل أن تقوم بها، ويمكنهم تفجير جهاز النداء المثبت على حزامك".

عاجل