رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مصرية متطوعة في بارالمبياد باريس: محظوظة بمشاركتي في هذه التجربة الرائعة

نشر
مستقبل وطن نيوز

أصبحت فرق المتطوعين منذ دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، علامة مميزة بل أيقونة من أيقونات هذا الحدث الرياضي الكبير بالعاصمة الفرنسية، ولم يختلف الحال خلال الدورة البارالمبية التي تقام في الفترة من 28 أغسطس حتى 8 سبتمبر الجاري، بل زاد بريق هؤلاء الشباب المتطوع أكثر بزيهم المميز بالألوان الوردية والأخضر الفيروزي، وبات وجودهم ضروريا يوما تلو الآخر للمساهمة في سير عملية تنظيم البطولة بشكل جيد وسلس. 

فمن جانبها أعربت رانيا فرج "مصرية مقيمة في ليون جنوب شرق فرنسا وجاءت إلى باريس خصيصا لتكون ضمن هؤلاء الشباب الذين ساهموا في نجاح تنظيم هذا الحدث الرياضي العالمي الكبير"، في حديثها مع مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس، عن سعادتها لوجودها في هذا الحدث ومشاركتها في هذه التجربة الرائعة، معربة عن حزنها لاختتام بارالمبياد باريس فعاليتها مساء اليوم الأحد. 

وأضافت أن هذه التجربة رائعة حيث أننا نتعامل مع جمهور كبير من جنسيات مختلفة ووسط أجواء رياضية ممتعة مع أحلام الرياضيين الذين يرغبون في تحقيقها ومع مشجعين من بينهم أيضا من ذوي الهمم. 

وبابتسامة رقيقة، تستقبل رانيا مع زملائها المتطوعين الجمهور عند "القصر الكبير" هذا المبنى التاريخي الذي تحول إلى موقع رياضي يحتضن منافسات المبارزة على الكراسي المتحركة والباراتايكوندو خلال الدورة البارالمبية.

وأوضحت رانيا، أنه لضمان سير التنظيم بشكل جيد، تشمل مهمتنا استقبال الجمهور وإرشادهم إلى مقاعدهم داخل المدرجات، بالإضافة إلى تشغيل بعض الموسيقى لإضفاء أجواء ترفيهية حتى لا يمل الأشخاص الذين ينتظرون الدخول إلى الموقع الرياضي. 

وتبدأ رانيا يومها من السادسة صباحا ويتواصل لمدة 8 ساعات تتوسطها ساعة واحدة فقط للراحة، وتقوم بمهمتها باستقبال الجمهور بابتسامة مبهجة وبالشكل اللائق بكل حب وسعادة، قائلة إنه بالرغم من الإرهاق الشديد الذي نشعر به، إلا أن الجميع بذل أقصى جهده حتى نظهر بأجمل صورة ممكنة للبلاد مع روح جميلة سائدة بيننا لأننا نفعل شيئا مختلفا.. بل هناك حالة من الالتزام والحب الشديد تجاه ما نفعله". 

وأضافت "شعرنا بتقدير كبير عندما جاء شخصيات عامة لزيارتنا وتوجيه الشكر لنا مثل رئيسة بلدية باريس آن هيدالجو.. ويكفي أن نرى الفرحة في عيون المواطنين عند رؤيتنا ورؤية الفرحة في عيون الأطفال أيضا". 

ووفقا للجنة المنظمة للألعاب الأولمبية والبارالمبية، تم نشر 45 ألف متطوع عبر جميع المواقع الرسمية للألعاب الأولمبية، من بينها مواقع المنافسات والقرية الأولمبية أو مواقع التدريب أو حتى محطات المترو والقطارات، ومن بين المهام التي يُعهد بها إليهم: مهام خاصة بالخدمات المقدمة لجميع المشاركين في الألعاب، ومهام خاصة بالأداء الرياضي وتوفير ما يلزم، ومهام لتسهيل عملية التنظيم. 

ومنذ مارس 2023، كان على الأشخاص (من كبار السن وشباب ونساء) الراغبين في التطوع ملء طلب على منصة إلكترونية خاصة بعملية التطوع (برنامج باريس 2024 التطوعي). ووفقا للمنظمين، تقدم نحو 300 ألف شخص بطلبات للمشاركة، وتم اختيار 45 ألف شخص" 30 ألفا للألعاب الأولمبية و15 ألفا للألعاب البارالمبيةّ". 

وفي هذا الصدد، سردت رانيا بداية مساهمتها في بارالمبياد باريس، أنه منذ تم قبولنا في مارس 2023، تم اطلاعنا بكل الفعاليات والإجراءات اللوجيستية والانضمام إلى دورات تدريبية عن بُعد، حيث تم تدريبنا وتعريفنا بطبيعة العمل، ومع بداية تجهيز المواقع الرياضية، انضم المتطوعون إلى ما يسمى بألعاب تجريبية، وتم تكليفنا بمهمات كشكل من أشكال التجهيز والإعداد للبطولة على مدار العام الماضي". 

وأضافت أنه تم تدريبنا على استقبال الجمهور وتسهيل الطرق للأشخاص وخاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة، مع اختبار قدرات نفسية حتى يمكن اختيار وتوزيع أشخاص لمهمات معينة بناء على نتيجة الاختبار النفسي". 

وأوضحت أنها ساهمت في هذا العمل التطوعي من خلال عملها في شركة فرنسية للتصنيع الدوائي، من ضمن الشركات التي ترعى رياضيين أولمبيين، مضيفة أننا شعرنا بحماس كبير للمشاركة، والتزام للمشاركة في حدث أكبر بكثير من أي قيمة أخرى، مع جماهير من مختلف الجنسيات، وسط أجواء إيجابية وفي عملنا، نعمل على تعزيز قيم الأولمبياد والبارالمبياد، من بينها الاستمرارية وتطوير أنفسنا". 

وحرصت رانيا على المشاركة لأسباب عديدة، منها تقديرها للقيمة الحقيقية للرياضة، مؤكدة أن الرياضة قيمة مهمة للغاية واليوم أصبحنا في حاجة ملحة لهذه القيمة المهمة وممارسة الرياضة"، مضيفة "تم قبولي في البارالمبياد وهو ما كنت أتمناه، لأن الرياضات البارالمبية لها قيمة أعلى.. ففي الأولمبياد لدينا بطل بجسم سليم كامل، فما بالك بجسم غير كامل ونطالبه بأن يقوم بمجهود كبير يتخطى حدوده ويصبح بطلا، أعتقد أن هذا به سمو أعلى ومليء بالتحديات.. وأكن لهؤلاء كل الاحترام فقد بذلوا كل هذا المجهود وهم ليسوا فقط رياضيين وإنما أصبحوا أيضا أبطالا بارالمبيين.. فخورة بهم".

وأوضحت أنها تعلمت الكثير والكثير من خلال مشاركتها أهمها أن يكون لدينا رأفة ورحمة بمن حولنا، ولهؤلاء الأشخاص من ذوي الهمم كل الحق في أن يتم إدراجهم بشكل كامل في المجتمع وهذا ما طمحت إليه فرنسا، بدءا من حفل الافتتاح الذي تم تنظيمه في قلب المدينة بساحة الكونكورد واستضافة أول ألعاب بارالمبية في البلاد، مما يعد رمزا قويا لطموح باريس لوضع قضية دمج الأشخاص أصحاب الهمم في قلب المجتمع. 

وتساهم رانيا مع بقية الشباب في هذا العمل التطوعي على نطاق واسع، إلى جانب المتطوعين الأكبر سنا الذين يضيفون خبرتهم في هذا العمل الشيق، ويتعاون الجميع بروح واحدة لمساعدة الزوار والمساهمة في إنجاح هذا الحدث الرياضي العالمي.

واختتمت رانيا حديثها قائلة: "بالرغم من كل هذا التعب والإرهاق الشديد، إلا أنني سعيدة للغاية وفخورة بأن سنحت لي الفرصة أن أشارك في حدث كبير مثل هذا خاصة أنه عمل تطوعي، فهذا شيء أقوم به بحب شديد ولدي الآن الكثير من الذكريات الجميلة.. سعيدة أن الفرصة أتيحت لي وأود أن أكررها مرة أخرى".

عاجل