مصر تستعد لأقوى موجة باردة في الشتاء القادم بسبب «اللانينا»
قال الدكتور تحسين شعلة، أستاذ التكنولوجيا الحيوية والخبير البيئي، إنه كان من المتوقع أن يكون فصل الصيف هذا العام أشد حرارة وقسوة عن السنوات الماضية، مؤكدًا أن الفترة المقبلة ستشهد انخفاضاً في درجات الحرارة نتيجة اقتراب ظاهرة "اللانينا".
أوضح أن بداية ظهور هذه الظاهرة تكون من المحيط الأطلنطي، ثم تنتقل إلى المحيط الهادي، مشيراً إلى أنها تخالف التوقعات بظهورها في المحيط الأطلسي بالتوازي مع المحيط الهادي. وأضاف أن "اللانينا" تؤدي إلى تغييرات كبيرة في أنماط الطقس العالمية، مما يؤدي إلى انخفاض في درجات الحرارة.
مقارنة بين "النينو" و"اللانينا"
وأوضح الدكتور شعلة خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز" أن ظاهرة "النينو" تُعرف باسم "الطفل الوليد"، وأن بداية ظهورها كانت في عام ميلادي جديد، مما يعني انخفاضاً حاداً ومفاجئاً في معدل درجات الحرارة. تأتي ظاهرة "اللانينا" على عكس طبيعة "النينو"، حيث تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في معدل درجات الحرارة عن معدلها الطبيعي. هذا الاختلاف بين الظاهرتين يسبب تغيرات كبيرة في المناخ العالمي، مما يؤثر بشكل مباشر على الطقس في العديد من المناطق.
وتابع الدكتور شعلة أن مصر ستشهد أقوى موجة باردة في فصل الشتاء المقبل لم تشهدها من قبل، بالإضافة إلى ارتفاع معدل نسب سقوط الأمطار. وأشار إلى أن ارتفاع معدل سقوط الأمطار في إثيوبيا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الزلازل والبراكين. هذه التأثيرات يمكن أن تمتد لتشمل الدول المجاورة، مما يستدعي ضرورة الاستعداد لمواجهة تلك التحديات المناخية المحتملة.
ما هي ظاهرة "اللانينا"؟
ظاهرة "اللانينا" هي ظاهرة مناخية تحدث نتيجة تبريد غير عادي لمياه سطح المحيط الهادئ الاستوائي الشرقي. تختلف هذه الظاهرة عن ظاهرة "النينو"، التي ترتبط بارتفاع درجات حرارة المياه في نفس المنطقة. "اللانينا" تنتج عن تغييرات في حركة الرياح والضغط الجوي، مما يؤدي إلى تغيرات واسعة في أنماط الطقس العالمية. تبدأ هذه الظاهرة عادة بفعل الرياح التجارية الشرقية القوية التي تدفع المياه الدافئة غرباً، مما يسمح للمياه الباردة من أعماق المحيط بالصعود إلى السطح.
تأثير "اللانينا" على المناخ العالمي
تؤثر "اللانينا" بشكل كبير على المناخ العالمي، مسببة تغييرات في الطقس في مناطق مختلفة من العالم. في المناطق الاستوائية من المحيط الهادئ، تكون الظروف أكثر جفافاً من المعتاد، بينما تشهد المناطق الأخرى هطول أمطار غزيرة وفيضانات. تؤدي "اللانينا" إلى زيادة الأعاصير في المحيط الأطلسي، فيما يمكن أن تسبب جفافاً في مناطق مثل جنوب الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية. كما تؤدي هذه الظاهرة إلى انخفاض درجات الحرارة في مناطق متعددة، مما يسبب تغيرات موسمية غير معتادة.
تأثير "اللانينا" على الزراعة والاقتصاد
تؤثر "اللانينا" بشكل كبير على الزراعة والاقتصاد في العديد من البلدان. فالجفاف أو الفيضانات الناجمة عن هذه الظاهرة يمكن أن يدمر المحاصيل، مما يؤدي إلى نقص في الغذاء وارتفاع أسعاره. في المناطق الزراعية، يمكن أن تؤدي التغيرات المناخية إلى تراجع الإنتاج الزراعي، مما يؤثر على الدخل الاقتصادي للمزارعين والمجتمعات المحلية. في الوقت نفسه، يمكن أن تتسبب الفيضانات في خسائر مادية كبيرة للبنية التحتية والمنازل، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على الدول المتضررة.
تأثير "اللانينا" على مناخ مصر في فصل الشتاء
فيما يتعلق بمصر، يمكن لظاهرة "اللانينا" أن تؤثر على مناخها بشكل ملحوظ خلال فصل الشتاء. رغم أن مصر تقع خارج النطاق المباشر للتأثيرات الرئيسية لهذه الظاهرة، إلا أنها يمكن أن تشهد تغيرات في أنماط الطقس. من الممكن أن تؤدي "اللانينا" إلى شتاء أكثر برودة من المعتاد، مع انخفاض في درجات الحرارة وهطول أمطار غير منتظم. قد تكون هذه التغيرات طفيفة، لكنها قد تؤثر على الزراعة ونمط الحياة اليومي في مصر، مما يستدعي استعدادات خاصة للتعامل مع الظروف الجوية غير المتوقعة.