مبادرة رئاسية أمريكية تعزز الشراكات الإبداعية مع الدول الإفريقية
تشارك مبادرة الرئاسة الأمريكية التي تحمل اسم "بروسبر إفريقيا" في فاعليات أسبوع الفن والإبداع الأفريقي، المنعقد حاليا في كيب تاون بجنوب أفريقيا، والتي تهدف إلى زيادة التجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية من خلال الترويج للقطاعات الإبداعية كمحركات للنمو الاقتصادي فى القارة الأفريقية.
وتسعى مبادرة "Prosper Africa" إلى تعزيز الشراكة الحقيقية بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية، مع التركيز على القطاع الإبداعي كأحد محركات النمو الاقتصادي المستدام.
وفي هذا الإطار، تشارك المبادرة في أبرز الفعاليات القارية الأفريقية التي تحتفل بالفنون، والأفلام، والتلفزيون، والأنيميشن (أقدم أشكال الرسوم المتحركة)، والموسيقى، والموضة، والإعلام في إفريقيا.
وقالت ليزا إم ووكر المديرة العامة لعمليات إفريقيا في مبادرة "Prosper Africa" : "نهدف من خلال مشاركتنا في أسبوع FAME إلى تعزيز الروابط بين المبدعين الأمريكيين والأفارقة ؛ مما يسهم في تبادل الخبرات وإيجاد فرص استثمارية جديدة، نحن ملتزمون بتقديم رأس مال شفاف يدعم الاستدامة على المدى الطويل وبناء شراكات قائمة على الفوائد المتبادلة"..مشيرة إلى أهمية إعطاء الأولوية لخلق فرص العمل وحماية البيئة وقضايا المناخ.
ويهدف المشروع إلى جذب الاستثمارات من الولايات المتحدة بما في ذلك الأفراد ذوو الثروات الكبيرة، وصناديق التقاعد، والمكاتب العائلية، ورأس المال المغامر، لدعم الاستدامة طويلة الأمد وبناء شراكات مع الدول الأفريقية.
وأضافت ووكر: “من خلال هذا الحدث، نعمل على جعل رواد الأعمال في المجال الإبداعي أكثر قابلية للحصول على التمويل، وتقديم الخبرة التجارية التي يحتاجونها للنجاح من خلال المؤسسات المالية مثل ”جيه بى مورجان" وسيتى ، والتي تم تصميمها خصيصًا لقطاع الأفلام".
وتسعى المبادرة أيضًا إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا من خلال مشروع "أتلانتا فامبيلي"، الذي يهدف إلى تعميق الروابط من خلال المؤسسات التعليمية والبحثية في مدينة أتلانتا، والروابط مع الشتات والصناعات الإبداعية والنشاط الاقتصادي.
وفي هذا السياق.. قالت ووكر: "نرى فرصة كبيرة في تعزيز التعاون بين المستثمرين الذين يركزون على الأثر الاجتماعي والمبدعين في إفريقيا".. مضيفة :"إن هدفنا هو تسهيل عملية التواصل بين هؤلاء الأطراف وخلق فرص جديدة من خلال دعم هياكل مماثلة لتلك الموجودة في الولايات المتحدة".
وأشارت إلى أن المبادرة تستكشف أيضًا الفرص في دول مثل كينيا، والمغرب، ومصر، وموريشيوس، حيث تشهد قطاعات الأفلام نموًا ملحوظًا .. قائلة : "نسعى لتكرار الحوافز والشراكات الناجحة عبر هذه المناطق، والعمل على بناء قدرات القطاع الإبداعي في إفريقيا".
وأضافت ووكر أن أحد التحديات الرئيسية هو نقص البيانات، مما يجعل من الصعب على المبدعين بناء تاريخ مالي يمكن للبنوك تفسيره بسهولة ، ومن أجل التغلب على هذا التحدي، تعمل المبادرة على إنشاء حلول مثل العقود مع الموزعين وعقود الانتهاء، والتأكد من وجود منتجات التأمين..معربة عن إيمانها بقدرة القطاع الإبداعي على دفع التغيير والتفاعل.
وتابعت :"القطاع الإبداعي يحمل إمكانات هائلة لدفع التغيير والتفاعل ، إنه يعكس الثقافة والشخصية، ويجذب خيال الناس، مما يجعله قناة قوية للتحول".. مؤكدة استمرار جهود المبادرة في بناء شراكات قوية وتعزيز الابتكار والنمو في القارة الإفريقية من خلال تسخير الموارد والخبرات العالمية مع التركيز على دعم القطاعات الإبداعية التي تشكل جزءًا أساسيًا من استراتيجية النمو والتنمية.
وتقدر التقارير أن الولايات المتحدة تسهم بحوالي 660 مليار دولار من إجمالي سوق الإعلام والترفيه العالمي البالغ قيمته 2 تريليون دولار، مما يجعلها واحدة من أكبر الدول المصدرة للسلع والخدمات الإبداعية في العالم.
وقامت خدمات البث المباشر مثل "نتفليكس" و"أمازون فيديو" بتأسيس تفاعلات كبيرة بين القطاع الإبداعي الأمريكي والمبدعين الأفارقة، حيث تتصدر "نتفليكس" المشهد بأكثر من مليوني مشترك بينما تتعاون استوديوهات "ديزني" و"أمازون فيديو" مع المبدعين الأفارقة لتمويل وإنتاج المحتوى، وفقًا لتقارير المبادرة الرئاسية الامريكية.