رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بايدن يسعى للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن بنهاية الأسبوع المقبل

نشر
مستقبل وطن نيوز

كشف مسؤولون أمريكيون أن الرئيس جو بايدن يهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن بحلول نهاية الأسبوع المقبل. يأتي هذا في وقت يحاول فيه بايدن أيضاً ردع إيران و«حزب الله» اللبناني عن شن هجوم على إسرائيل قد يعيق هذه الجهود. تتسم هذه المحاولة بكونها أكثر قرباً من أي وقت مضى لتحقيق هدف إنهاء النزاع المستمر منذ 10 أشهر والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1600 إسرائيلي و40 ألف فلسطيني.

محادثات مكثفة في الدوحة

وفقاً لموقع «أكسيوس» الأمريكي، فإن بايدن وفريقه يشعرون بأنهم قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق يمكن أن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأمريكيون المحتجزون من قبل «حماس» في غزة. وقد اختتمت الولايات المتحدة، يوم الجمعة، المحادثات التي استمرت يومين في الدوحة بتقديم اقتراح جديد لإسرائيل و«حماس» بهدف سد الفجوات المتبقية في المفاوضات.

وقال مسؤول أمريكي إن الاقتراح الجديد يسد تقريباً جميع الفجوات المتبقية التي كانت قيد المناقشة خلال الأسابيع الستة الماضية. تشمل القضايا العالقة قائمة الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم، والتسلسل الزمني لإطلاق سراحهم، وكذلك قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة.

وأفاد مسؤول إسرائيلي بأن بلاده وافقت على خفض عدد الأسرى الفلسطينيين الذين يمكنها الاعتراض على إطلاق سراحهم، مقابل زيادة عدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم أسبوعياً خلال المرحلة الأولى من الصفقة، التي ستستمر لمدة ستة أسابيع. وأكد مسؤول أمريكي أن الصفقة جاهزة للتنفيذ، مشيراً إلى أن المفاوضات حققت تقدماً كبيراً.

التنسيق الدولي والدور الأمريكي

بعد اختتام المحادثات في الدوحة، اتصل بايدن بكل من أمير قطر والرئيس المصري لمناقشة الاقتراح والخطة للأيام المقبلة. وقد أشار مسؤول أمريكي كبير إلى وجود إجماع بين الزعماء الثلاثة على أن العملية قد دخلت الآن في مرحلتها النهائية. وأكد أن الصفقة رغم عدم كونها مثالية، هي أفضل ما يمكن تحقيقه حالياً.

ورغم التقدم، أقر المسؤول الأمريكي بأن الصفقة ليست مثالية، لكنها تشكل أفضل فرصة حالياً لإنقاذ الرهائن، وتقديم المساعدات لسكان غزة، وتقليل خطر نشوب حرب إقليمية. وأضاف أنه من الأفضل تجنب التفاوض لفترة طويلة على حساب حياة الرهائن، معتبراً أن أي تأخير قد يعرّض فرص إنقاذهم للخطر.

وعلى عكس المحادثات السابقة، تم منح الفريق الإسرائيلي بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مزيداً من الحرية في التفاوض. خلال يومين من المحادثات، تحدث مسؤولون كبار من قطر ومصر مع ممثلي «حماس» في الدوحة، لإطلاعهم على المواقف الإسرائيلية ومحاولة التوصل إلى اتفاق.

تقديرات متباينة حول التقدم

أوضح مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون لموقع «أكسيوس» أنه تم إحراز تقدم كبير خلال المفاوضات في الدوحة، لكن بعض المسؤولين الإسرائيليين أشاروا إلى أن معظم هذا التقدم تحقق بين إسرائيل والوسطاء الأمريكيين والقطريين والمصريين، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت «حماس» توافق على التفاصيل المقترحة.

ردود فعل «حماس» والموقف الرسمي

من جانبه، ذكر القيادي في «حماس»، غازي حمد، المقرب من يحيى السنوار، لقناة «الميادين»، أن الفجوات المتبقية لم تُسدّ خلال محادثات الدوحة. وأوضح حمد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول كسب الوقت، ودعا الولايات المتحدة والوسطاء الآخرين للضغط على إسرائيل للتوصل إلى حل.

وعلى الرغم من عدم مشاركة إيران مباشرة في محادثات الدوحة، إلا أن تهديدها بشن هجوم على إسرائيل ردًا على اغتيال زعيم «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران، كان له تأثير كبير على المفاوضات. تركزت المحادثات الهاتفية بين بايدن وأمير قطر والرئيس المصري على هذا التهديد، مع تحذيرات من عواقب وخيمة على المنطقة، وخصوصاً إيران، في حال وقوع أي هجوم.

الخطوات القادمة والتسوية النهائية

تتضمن الأيام المقبلة دبلوماسية مكثفة لمحاولة التوصل إلى التفاصيل النهائية للاتفاق. سيتوجه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل يوم الأحد لمقابلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومناقشة القضايا المتبقية. كما سيجتمع خبراء من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر في القاهرة لمحاولة التوصل إلى اتفاق بشأن الترتيبات الأمنية وإعادة فتح معبر رفح، قبل قمة المفاوضات المتوقعة في القاهرة الأربعاء المقبل.

وقال مسؤول أمريكي إن المواقف التي عرضها ممثلو «حماس» على الوسطاء المصريين والقطريين خلال المحادثات، التي استمرت يومين، كانت بناءة أكثر من تصريحاتهم العلنية، وأضاف: «(حماس) تتعرض لضغوط هائلة».

ولم تشارك إيران في محادثات الدوحة، لكن تهديدها بمهاجمة إسرائيل رداً على اغتيال زعيم «حماس»، السياسي إسماعيل هنية، في طهران، كان يخيم على المفاوضات.

وتحدث رئيس الوزراء القطري مرتين خلال اليومين الماضيين مع نظيره الإيراني لإطلاعه على آخر المستجدات، وحث الإيرانيين على عدم اتخاذ أي خطوات من شأنها تخريب المسار الدبلوماسي.

وكان التهديد بشن هجوم إيراني على إسرائيل في مقدمة ووسط المكالمات الهاتفية، التي أجراها بايدن مع أمير قطر والرئيس المصري، الجمعة.

وقال مسؤول أمريكي إن بايدن أوضح لكليهما أنه في حالة وقوع هجوم، فإن العواقب على المنطقة - خصوصاً إيران - ستكون «خطيرة وكارثية».

وذكر بايدن أنه مع وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن الذي يلوح في الأفق الآن، «لا ينبغي لأحد في المنطقة أن يتخذ إجراءات لتقويض هذه العملية».

وستتضمن الأيام المقبلة دبلوماسية مكثفة لمحاولة التوصل إلى التفاصيل النهائية، وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن خبراء من الولايات المتحدة ومصر وقطر وإسرائيل بقوا في قطر، وسيواصلون العمل على تنفيذ عملية تبادل الرهائن والأسرى وقضايا أخرى.

وسيصل وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، الأحد، وسيلتقي بنتنياهو، الاثنين، ويناقش بعض القضايا المتبقية.

وسيجتمع خبراء من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر في القاهرة، الأحد، لمحاولة التوصل إلى اتفاق بشأن الترتيبات الأمنية على طول ممر فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، وإعادة فتح معبر رفح، وهما قضيتان حاسمتان لتنفيذ الصفقة.

ومن المتوقع أن تعقد قمة أخرى للمفاوضات في القاهرة، الأربعاء المقبل، بهدف الانتهاء منها بالتوصل إلى اتفاق.

عاجل