رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

استقالة محافظ بنك بنغلاديش المركزي وسط اضطرابات سياسية

نشر
بنك بنغلاديش
بنك بنغلاديش

استقال عبد الرؤوف تالوكدر، محافظ بنك بنغلاديش، بعد أيام قليلة من اقتحام متظاهرين مقر البنك المركزي وسط أزمة سياسية متصاعدة في البلاد. وقد طلب الأشخاص الذين أفادوا بخبر الاستقالة عدم الكشف عن هويتهم لضمان مناقشة الموضوع بحرية. وفقًا لمصادر مطلعة، قدم تالوكدر استقالته يوم الجمعة مبررًا ذلك بـ"أسباب شخصية"، ليغادر المنصب قبل عامين من انتهاء فترة ولايته المقررة. ولم يتلقَ البنك المركزي أي رد على رسالة البريد الإلكتروني التي طلبت مزيدًا من المعلومات خارج ساعات العمل العادية.

الرحيل بعد الانتفاضة السياسية

جاءت استقالة تالوكدر بعد سلسلة من الاحتجاجات السياسية العنيفة التي أدت إلى تنحي رئيسة الوزراء الشيخة حسينة وفرارها من البلاد. ففي يوم الأربعاء، قام المتظاهرون باقتحام مقر بنك بنغلاديش في العاصمة داكا، مطالبين باستقالة المسؤولين الحكوميين. وقد نال خبر الاستقالة تغطية واسعة من قبل الصحف المحلية وقنوات التلفزيون، مما يعكس عمق الأزمة السياسية في البلاد.

تشكيل الحكومة المؤقتة

في ظل هذه الأزمات، شكلت بنغلاديش حكومة مؤقتة برئاسة محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل. جاءت هذه الخطوة بعد أسابيع من الاحتجاجات العنيفة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص منذ يوليو، كما ذكرت وسائل الإعلام المحلية. ويمثل تشكيل الحكومة المؤقتة محاولة لإعادة الاستقرار إلى البلاد في ظل الأوضاع المتوترة.

التداعيات الاقتصادية للأزمة

تأثرت الأوضاع الاقتصادية في بنغلاديش بشكل كبير بفعل الاضطرابات السياسية والاقتصادية. فقد قام البنك المركزي لأول مرة في تاريخه بتعويم العملة المحلية استجابة لمطالب صندوق النقد الدولي للحصول على المزيد من الأموال ضمن برنامج تمويل بقيمة 4 مليارات دولار. وقد أدى هذا الإجراء إلى تدهور العملة المحلية، مما زاد من الضغوط الاقتصادية على المواطنين.

وتولى عبد الرؤوف تالوكدر، البالغ من العمر 60 عامًا، منصب محافظ بنك بنغلاديش في يوليو 2022، في وقت كان فيه الاقتصاد يعاني من انخفاض قيمة العملة وارتفاع معدلات التضخم. خلال فترة ولايته، سعى تالوكدر إلى تحسين مرونة أسعار الفائدة وإدارة العملة، لكنه واجه انتقادات متكررة بسبب فشله في معالجة قضايا الحوكمة في القطاع المصرفي، التي ساهمت في ارتفاع معدلات التخلف عن سداد القروض.

التحديات الاقتصادية المستمرة

يعاني اقتصاد بنغلاديش من صعوبة في التعافي منذ جائحة كورونا، ويواجه ضغوطًا إضافية من حظر التجول وانقطاع الإنترنت في الآونة الأخيرة. حصلت الدولة على برنامج قرض بقيمة 4.7 مليار دولار من صندوق النقد الدولي العام الماضي، ولكن احتياطياتها من النقد الأجنبي لا تزال منخفضة، حيث تراجعت إلى 20.5 مليار دولار في يوليو. هذه الظروف الاقتصادية الصعبة تزيد من تعقيد الوضع في البلاد.

وتثير استقالة تالوكدر تساؤلات حول مدى تأثيرها على الاستقرار الاقتصادي والسياسي في بنغلاديش. في الوقت الذي تسعى فيه البلاد إلى معالجة الأزمات الاقتصادية والسياسية، يبقى السؤال حول كيفية تعافي الاقتصاد وكيفية مواجهة التحديات المتبقية. في ظل الأوضاع الراهنة، ستظل بنغلاديش بحاجة إلى استراتيجيات فعالة للتعامل مع أزمات متعددة تؤثر على مستقبلها الاقتصادي والسياسي.

عاجل