طلبات إعانة البطالة الأمريكية تسجل أكبر تراجع منذ عام
سجلت طلبات إعانة البطالة الأولية الأمريكية الأسبوع الماضي أكبر تراجع منذ ما يقرب من عام، مما قد يخفف بعض المخاوف من أن سوق العمل تتباطأ بسرعة كبيرة بعد تقرير الوظائف المخيب للآمال الأسبوع الماضي.
الطلبات الأولية انخفضت بمقدار 17 ألف طلب، لتصل إلى 233 ألف طلب بالأسبوع المنتهي في 3 أغسطس، وفقاً لبيانات وزارة العمل الصادرة يوم الخميس. وساعد في ذلك انخفاض عدد الطلبات في الولايات التي سجلت زيادات كبيرة في الأسابيع الأخيرة، مثل ميشيغان وميسوري وتكساس.
من جهة أخرى، ارتفعت الطلبات المستمرة، وهي مؤشر لعدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات البطالة، إلى 1.88 مليون في الأسبوع المنتهي في 27 يوليو، وفقاً لبيانات وزارة العمل الصادرة يوم الخميس.
في حين أن الطلبات الأولية والمستمرة للحصول على إعانات البطالة تتجه نحو الارتفاع هذا العام، إلا أنها لا تزال تحوم حول مستويات 2019.
سوق عمل متماسكة
انخفاض الطلبات الأولية قد يساعد على طمأنة الأسواق بأن القوى العاملة تعود ببساطة إلى اتجاهها ما قبل الوباء، بدلاً من التدهور السريع. وهو ما كان يعتقده الإجماع حتى الأسبوع الماضي، عندما أظهر تقرير الوظائف أن أصحاب العمل قلصوا التوظيف بشكل كبير في يوليو، وارتفع معدل البطالة للشهر الرابع، مما أدى إلى تحفيز مؤشر ركود رئيسي.
تباطأ التوظيف في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع في يوليو، وارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوياته فيما يقرب من ثلاث سنوات، مما يشير إلى تباطؤ سوق العمل
حفز ذلك عمليات بيع واسعة النطاق في السوق العالمية وخلق دعوات لمجلس الاحتياطي الفيدرالي للبدء في خفض أسعار الفائدة قبل اجتماع السياسة النقدية المقرر في سبتمبر، وهو ما يقول الاقتصاديون إنه غير مرجح إلى حد كبير. وبدلاً من ذلك، يتوقع الكثيرون خفض سعر الفائدة 50 نقطة أساس الشهر المقبل بدلاً من 25 نقطة، رغم أنه من المرجح أن يتراجع المسؤولون عن مثل هذه الخطوة.
وبعد نشر التقرير، ارتفعت أسعار عقود الأسهم الآجلة وعوائد سندات الخزانة.
تركيز على التوظيف
منذ صدور تقرير الوظائف يوم الجمعة، قال محافظو البنوك المركزية إنهم لن يبالغوا في رد فعلهم بناءاً على بيانات شهر واحد، لكنهم أقروا بأن جانب التوظيف في تفويضهم المزدوج أصبح موضع تركيز أكبر منذ أن تراجع التضخم إلى حد كبير. قال الرئيس جيروم باول قبل تقرير الوظائف أن سوق العمل تعود ببطء إلى مستويات ما قبل الوباء.
وتدعم بيانات أخرى هذه الفكرة، خاصة في ظل استمرار ارتفاع فرص العمل وقلة عمليات تسريح العمال، على الرغم من أن بعض الشركات البارزة مثل شركة "ديل تكنولوجيز" و"إنتل كورب" شطبت وظائف مؤخرا.
عززت بنوك وول ستريت توقعاتها لبدء دورة تيسير نقدي قوية من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي استناداً إلى أحدث الأدلة على تراجع سوق العمل.
بيانات طلبات إعانة البطالة قد تكون عرضة للتقلبات من أسبوع لآخر، خاصة في هذا الوقت من العام بسبب إغلاق المدارس لقضاء العطلة الصيفية وإعادة تجهيز مصانع السيارات. ارتفع المتوسط المتحرك لأربعة أسابيع، وهو مقياس يتم مراقبته عن كثب ويساعد في تسهيل البيانات، إلى 240,750 طلب، وهو أعلى مستوى خلال عام.
وانخفضت الطلبات الأولية، قبل التعديل وفق العوامل الموسمية، بنحو 13,600 طلب إلى 203,054 طلب، وهو أدنى مستوى منذ مايو. تراجعت الطلبات في تكساس مؤخراً بعد ارتفاعها عندما وصل إعصار "بيريل" إلى اليابسة في أوائل يوليو، لكن تأثيرات إعصار "ديبي" على الجنوب الشرقي قد تظهر في بيانات الأسبوع المقبل.