هجمات إسرائيل الأخيرة تهدد بإثارة دوامة تصعيدية جديدة في الشرق الأوسط
رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن هجمات إسرائيل الأخيرة تهدد بإثارة دوامة تصعيدية جديدة في الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الالكتروني، أن الضربات الإسرائيلية على أعدائها تُظهر شهية كبيرة للمخاطرة تدفعها لتنفيذ سلسلة من الهجمات الجريئة، بما في ذلك الهجمات في عواصم دول أخرى وعمليات الكوماندوز في قلب قطاع غزة.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي يراهن على أن الاستجابة ستكون قابلة للإدارة، وأن الأهم هو كسب خوف خصومه بعد فشله الأمني في 7 أكتوبر.
وأشارت إلى أن "إسرائيل أعلنت الثلاثاء الماضي أنها قتلت قائدًا عسكريًا بارزًا في حزب الله فؤاد شكر، في جنوب لبنان، متهمة إياه بالمسؤولية عن هجوم صاروخي في شمال إسرائيل. وبعد ساعات، قُتل رئيس المكتب السياسي لحماس في عاصمة إيران، طهران، ولم تتحمل إسرائيل المسؤولية، ولكن إيران وحماس حملاها المسؤولية عن الهجوم".
وأفادت الصحيفة بأن تلك الهجمات أعقبها عمليات أخرى نفذتها إسرائيل تسببت في وقوع ضحايا مدنيين كثُر وقلق دولي، لافتة إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت الضربات على القادة الكبار ستؤثر بشكل كبير على قدرات حزب الله أو حماس، لكنها أدت إلى تصريحات نارية وتحذيرات من انتقامات قوية.
وتتزايد المخاوف الآن من أن إيران قد تشن هجومًا واسع النطاق بالتعاون مع الميليشيات المتحالفة في لبنان واليمن والعراق، وهو سيناريو تحاول الولايات المتحدة تجنبه منذ شهور، وينشغل الدبلوماسيون من الولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط الآن بسلسلة من الاجتماعات والمكالمات لإقناع إيران بتجنب الرد بطريقة تؤدي إلى مزيد من التصعيد، وفقًا لمسؤولين مطلعين على الجهود المبذولة في هذا الصدد.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن إسرائيل تتوقع ردًا على عمليات القتل وتأمل أن يكون قابلًا للإدارة، مضيفة: "في حالة مشابهة في أبريل، شنت إيران قصفًا شديدًا انتقامًا لضربة نسبت إلى إسرائيل أسفرت عن مقتل ضابط عسكري إيراني رفيع في مبنى دبلوماسي في دمشق، سوريا، إلا أن إسرائيل تمكنت من إسقاط جميع الصواريخ والطائرات المسيرة التي تجاوزت 300 صاروخ وطائرة مسيرة، ولكن فقط بفضل مساعدة تحالف عسكري تقوده الولايات المتحدة".
وأشارت إلى أن كانت القضية الأكبر لإسرائيل هي استعادة الردع، موضحة أن هجمات 7 أكتوبر زلزلت إسرائيل ليس فقط بسبب الخسائر البشرية، ولكن أيضًا بسبب العار الناتج عن فشل الجيش.
وبحسب وول ستريت جورنال، تخشى الولايات المتحدة الآن أن "تؤدي عمليات القتل إلى إطلاق دورة من الانتقامات الأكثر حدة والتي قد تشمل الهجمات على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، كما أنها خفضت بشكل كبير من فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والمحتجزين لوقف القتال في غزة، وهو أحد الأهداف الرئيسية للسياسة الخارجية للرئيس الأمريكي جو بايدن".
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول: "هناك نقاش طويل في إسرائيل حول القيمة الاستراتيجية لعمليات القتل المستهدفة. لقد قتلت إسرائيل أعضاء كبار في حماس وحزب الله في الماضي، ومع ذلك أصبحت الجماعتين أقوى بمرور الوقت".