كولومبيا تستعد لحفر أعمق بئر بحرية في تاريخها لتعزيز إنتاج النفط
تسعى صناعة النفط في كولومبيا إلى توسيع حدود الاستكشاف البحري من خلال خطط لحفر بئر بعمق قياسي في المياه، خلال الأشهر القادمة.
تستعد شركتا "أوكسيدنتال بتروليوم" (Occidental Petroleum Corp) و"إيكوبترول" (Ecopetrol SA) لحفر أعماق مياه البحر الكاريبي الكولومبي بحثاً عن الغاز الطبيعي والنفط.
تتضمن الخطة حفر بئر "كومودو-1" قبل نهاية العام الجاري في منطقة بحرية بعمق حوالي 3900 متر (نحو 13 ألف قدم)، وهو ما يعادل حوالي 10 مباني مماثلة لمبنى "إمباير ستيت" مكدسة فوق بعضها، وسيحطم الرقم القياسي الحالي لأعمق بئر بحرية في أنغولا.
تعود شركات استكشاف النفط حول العالم إلى البحار العميقة مع تباطؤ نمو الإنتاج من حقول النفط الصخري في أميركا الشمالية، مما يجبر الشركات على توسيع الحفر في أماكن أخرى. ترى شركة "إس إل بي" (SLB)، وهي أكبر مزود لخدمات حقول النفط في العالم، إمكانية التزامات بأكثر من 100 مليار دولار لمشاريع الاستكشاف البحرية في 2024-2025.
كتب جيمس ويست، محلل في شركة "إيفركور" (Evercore ISI)، في مذكرة للمستثمرين: "يشهد القطاع البحري والمياه العميقة حالياً نهضة ملحوظة، مدفوعة بضرورات أمن الطاقة والاحتياجات الإقليمية، وإمدادات النفط الصخري في أميركا الشمالية المتسمة بالنضج والانضباط".
تتبع شركات الحفر البحري طريقتين عند تقييم الآبار: عمق المياه، والعمق العمودي الحقيقي (تي في دي). تقيس الطريقة الأولى المسافة بين الحفارة العائمة على السطح ونقطة الاستكشاف في قاع البحر التي يبدأ عندها الحفر. من ناحية أخرى، تقيس طريقة "تي في دي" المسافة بين الحفارة وقاع البئر في أعماق الأرض.
تحطيم رقم قياسي
قالت إلسا جايمس، رئيسة قسم دراسات البحار في "إيكوبترول"، خلال مقابلة، إن محاولة كسر الرقم القياسي لعمق المياه في بئر "كومودو-1" أصبحت ممكنة جزئياً بفضل التطورات في تقنية المسح الزلزالي البحري، التي تسمح بالاستكشاف على أعماق ومسافات أكبر.
أشارت جايمس إلى أن كولومبيا تستكشف إمكاناتها البحرية الكبيرة؛ حيث أن بعض الاحتياطيات البرية آخذة في النفاد. أضافت: "لديك التكنولوجيا، ولديك أيضاً هذه الإمكانات الضخمة التي تعزز محفظتنا".
يُتوقع حفر أكثر من 40 بئراً هذا العام في بحار لا يقل عمقها عن 1500 متر، مما يجعل عام 2024 الأكثر نشاطاً للحفر في المياه فائقة العمق على مدى عقد من الزمان، وفقاً شركة بيانات الصناعة "إنفيروس" (Enverus).
قال داي جونز، مدير المعلومات العالمية في "إنفيروس"، إن "القدرة على الحفر إلى هذه الأعماق هي ما يحفز هذا المسعى". أضاف أن الطلب المتزايد على الطاقة يعزز هذا الاتجاه أيضاً.
خلال العقد السابق، وسّعت شركات الحفر البحرية في المياه العميقة أساطيل الحفارات بسرعة لمواجهة ثورة النفط الصخري البرية والانهيارات المتتالية في سوق النفط في عامي 2014 و2016. لجأ بعض أكبر شركات الحفر البحري في العالم إلى الاحتفاظ مؤقتاً بالحفارات العائمة التي يكلف بناءها 500 مليون دولار أو أكثر.
ربع إنتاج النفط العالمي
ستزود الآبار العميقة بما يصل إلى ربع إنتاج النفط العالمي بنهاية هذا العقد، مقارنة بحوالي 20% اليوم، وفقاً لشركة "إس إل بي".
قال والاس بيسكاريني، رئيس عمليات الأطلسي البحرية في "إس إل بي"، في مقابلة هاتفية: "نلاحظ أن العملاء يستهدفون مناطق أكثر عمقاً، وبيئات أكثر تحدياً. فقد ولى عصر الوصول بسهولة إلى المناطق، والآن أصبحت الحدود الجديدة أعمق قليلاً، وذات ضغط أعلى".
على الرغم من أن التكلفة الإجمالية للاستكشاف البحري أعلى بكثير من حفر النفط الصخري، إلا أن العوائد المحتملة هائلة وطويلة الأمد وأكثر حصانة عن التغيرات في الأنظمة السياسية والتنظيمية، وفقاً لجونز من "إنفيروس".
بالنسبة إلى النفط الصخري، مع ذلك، فإن خطر حفر ما يسمى بالبئر الجافة-وهو مصطلح صناعي يصف حالة الإخفاق في العثور على النفط-أعلى بشكل كبير في المحيط.
أضاف: "ما تقوم به مخاطرة، ويمكنك إنفاق الكثير من المال على تلك المخاطرة".