توجه شحنات الغاز الأمريكية لآسيا يعيد نفوذ روسيا إلى أوروبا
يتعذر على أوروبا التخلص من اعتمادها على الغاز الطبيعي المسال من روسيا التي توشك أن تصبح أكبر مورّد إلى المنطقة في يوليو، بعد انخفاض التدفقات الأميركية بسبب الأعطال وارتفاع الأسعار في آسيا. والفجوة في الإمدادات إلى غرب أوروبا أصبحت الآن عند أدنى مستوى لها منذ أواخر 2021.
تسلط هذه التطورات بالضوء على مدى صعوبة استغناء الاتحاد الأوروبي عن الإمدادات الروسية، والاعتماد بشكل أكبر على المنتجين الآخرين. بينما تشكّل تدفقات الغاز عبر الأنابيب من الشرق جزءاً بسيطاً مما كانت عليه قبل غزو روسيا لأوكرانيا في أوائل 2022، لا تزال الواردات من الغاز الطبيعي المسال من خط "يامال" للغاز الطبيعي المسال في المنطقة القطبية الشمالية مستقرة.
تقول كاتيا يافيموفا، زميلة بحث أولى في معهد "أكسفورد" لدراسات الطاقة: "يدل هذا على أنه على الرغم من رغبة أوروبا في تقليص اعتمادها على الغاز الطبيعي المسال الروسي، يجب أن يُرى هذا الاعتماد في سياق سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية". تضيف: "السوق لا تزال ضيقة، وقد تهرب كميات أكثر مرونة".
تجنب حظر الغاز بشكل كامل
رغم أن الاتحاد الأوروبي يضيّق على روسيا نقل الغاز الطبيعي المسال حول العالم، إلا أنه يتجنب حظر الواردات بشكل كامل. بل تزداد المبيعات إلى المستهلكين الرئيسيين مثل إسبانيا وفرنسا منذ بدء الحرب.
يظهر انخفاض الشحنات الأميركية خطر الاعتماد بشكل كبير على الصادرات العابرة للأطلسي. غالباً ما لا تواجه تلك الشحنات قيوداً على وجهاتها، مما يعني أن تدفقات التجارة يمكن أن تتغير بسرعة عندما تزداد الأسعار والطلب خارج أوروبا.
بشكل عام، ينخفض إجمالي واردات الغاز الطبيعي المسال في شمال غرب أوروبا بنحو 20% في يوليو مقارنة بشهر سابق، وفقاً لبيانات أولية. يعود ذلك إلى تراجع الطلب خلال الصيف، لكن هذا يعد تحذيراً بأن الإمدادات يمكن أن تتراجع بسرعة عندما يكون المستهلكون الآسيويون مستعدين للدفع أكثر.
كما قلصت قطر، وهي المورد الثالث في المنطقة بعد الولايات المتحدة وروسيا، شحناتها إلى المرافق الأوروبية هذا الشهر.
انخفضت الصادرات الأميركية إلى أوروبا بعد أن علقت منشأة "فريبورت" للغاز الطبيعي المسال في تكساس الشحنات لأكثر من أسبوعين بسبب إعصار بيري. كما تبرز مصر كمشترٍ، حيث تعاني من نقص في إمدادات الطاقة، مما يزيد من المنافسة العالمية بشكل أكبر.