نص البيان الأول لثورة 23 يوليو الذي ألقاه السادات على الشعب المصري
تهل علينا اليوم ذكرى ثورة 23 يوليو 1952، والتي تنازل فيها الملك فاروق عن عرش البلاد لولى عهده الأمير أحمد فؤاد مع تشكيل مجلس وصاية على العرش، وتكون أمور البلاد بيد مجلس قيادة الثورة برئاسة اللواء محمد نجيب، ليغادر الملك فاروق البلاد في 26 يوليو 1952.
تظل ثورة 23 يوليو عام 1952م حدثًا فارقًا ومفصليًا في تاريخ مصر الحديث، ويظل البيان الأول للثورة مرتبطًا بأذهان ووجدان المصريين، بصوت البكباشي محمد أنور السادات، والذي ألقاه نيابة عن اللواء محمد نجيب صباح يوم 23 يوليو 1952 .
نص بيان ثورة 23 يوليو:
بني وطني :
اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين.
وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمره إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها.
وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم، ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب، أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب.
وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجرداً من أية غاية وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف لأن هذا ليس في صالح مصر، وأن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل، وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال، وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاوناً مع البوليس، وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسؤولاً عنهم والله ولي التوفيق.