رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مؤشرات وول ستريت تعود للمنطقة الخضراء بعد أسوأ أسبوع منذ أبريل

نشر
مستقبل وطن نيوز

انتعشت مؤشرات الأسهم الأمريكية بعد أسوأ أسبوع لها منذ أبريل، حيث نظر المستثمرون إلى ما بعد إنهاء جو بايدن لحملة إعادة انتخابه، للتركيز على بداية موسم إعلان أرباح شركات التكنولوجيا.

على الرغم من التراجع الأخير الذي دفع البعض في وول ستريت إلى الاستعداد لعمليات تصحيح، يتوقع المشاركون في استطلاع "ماركيتس لايف بالس" (Markets Live Pulse) الذي أجرته "بلومبرج" أن تؤدي أرباح الشركات إلى تنشيط مؤشر "إس آند بي 500". ارتفع المؤشر بأكثر من 1% في بداية الأسبوع.

ومع إعلان نتائج شركتي "تسلا" و"الفابت" الثلاثاء، يتوقع ما يقرب من ثلثي المشاركين في الاستبيان البالغ عددهم 463 شخصاً، أن تؤدي أرباح الشركات إلى تعزيز مؤشرات الأسهم الأميركية.

تحذيرات من تراجع الأسهم
أثارت التقييمات المرتفعة والضعف الموسمي، بعض التحذيرات من تراجع الأسهم، في وقت يواجه المتداولون أيضاً حالة من عدم اليقين السياسي. وحتى مع الأخبار الكثيرة التي أعقبت قرار بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي، وتأييد كامالا هاريس، ساد شعور بالهدوء يوم الاثنين. تراجعت التقلبات مع ظهور المستثمرين الذين يقومون بالشراء عند انخفاض الأسهم.

 

قال توم إيساي من "ذي سيفينس ريبورت" (The Sevens Report)، إنه "لا ينبغي لهذا التغيير السياسي أن يغير اتجاه الأسواق بشكل جوهري"، مضيفاً أن "الاتجاه النهائي لمؤشر إس آند بي 500 سيظل محدداً بالنمو الاقتصادي".

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بأكبر قدر منذ أوائل يونيو. كما صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.5%، ومؤشر "العظماء السبعة" (ميتا، تسلا، أبل، أمازون، إنفيديا، ألفابت، مايكروسوفت) صعد هو الآخر بـ2.5%، وقادت شركتا "تسلا" و"إنفيديا" المكاسب. وأضاف مؤشر "راسل 2000" للشركات الأصغر حجماً 1.7%، في وقت تعثرت شركة "كراود سترايك" (CrowdStrike Holdings Inc) وسط التداعيات المستمرة الناجمة عن التحديث الخاطئ.

زادت عوائد سندات الخزانة، مما مهد الطريق لقراءات هذا الأسبوع حول الاقتصاد، بالإضافة إلى مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي. خلال معظم شهر يوليو، أدت الرهانات على خفض أسعار الفائدة في سبتمبر إلى ارتفاع السندات قصيرة الأجل، ما أدى إلى تضييق الفجوة مع آجال الاستحقاق الأطول. وتذبذب الدولار يوم الاثنين.

ارتفاع العجز الأمريكي
قال مات مالي من شركة "ميلر تاباك+" (Miller Tabak + Co): "لا تخطئوا، فالانتخابات المقبلة ستظل بالتأكيد محط اهتمام الجميع خلال الأشهر المقبلة، ولكن ستكون هناك أوقات سينتقل فيها تركيز المستثمرين إلى قضايا أخرى".

اعتبر بيتر بوكفار في "ذا بوك ريبورت" (The Boock Report)، أن الديون والعجز سيستمران في الارتفاع بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات.

وقال: "إذا فاز ترمب، فسنحصل على تمديد كامل للتخفيضات الضريبية لعام 2025، ولكن مع سلسلة محتملة من الرسوم الجمركية، والمزيد من الحمائية، ومن المحتمل أن يكون الدولار أضعف"، مضيفاً: "أما إذا فازت هاريس (على افتراض أنها المرشحة)، فلن يتم تمديد بعض التخفيضات الضريبية التي قام بها ترمب، وسنحصل على بعض الرسوم الجمركية فقط، ولكن مع ذلك سنحصل على الكثير من الحمائية، وربما ضعف الدولار".

وخلص إلى القول: "أعتقد أنه حتى الانتخابات، ستركز الأسواق بشكل أكبر على مسار التضخم والأرباح والاقتصاد وما يفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي".

منذ عام 1928، تقدم مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 5% تقريباً في المتوسط ​​في الربع الثالث من سنوات الانتخابات، مسجلاً عوائد إيجابية ما يقرب من ثلثي الوقت خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر، وفقاً لبيانات من "بلومبرج إنتليجنس".

وكان سجل المؤشر أفضل في الأوقات التي كان فيها الرئيس على وشك إعادة انتخابه، حيث بلغ متوسط ​​الزيادة حوالي 8% في تلك الأشهر.

فرصة للتوجه نحو الأسهم
يكرر الاستراتيجيون في "معهد بلاك روك للاستثمار" اقتناعهم بالأسهم الأميركية، على رغم أن "إس آند بي 500" سجل أسوأ أسبوع له منذ ثلاثة أشهر.

اعتبر فريق الاستراتيجيين بقيادة وي لي في مذكرة، التراجعات بمثابة "فرصة للتوجه إلى الأسهم". وأضافوا أنه "بالنظر إلى الضجيج على المدى القريب" بشأن ارتفاع أسهم الشركات الصغيرة، إلا أنه من المرجح أن تستمر شركات التكنولوجيا الكبرى في تحقيق العائدات، وهو ما ينعكس إيجابياً على الأسواق.

بعد قيادة الارتفاع في الأسهم الأمريكية معظم العام، اصطدمت شركات التكنولوجيا الكبرى بجدار الأسبوع الماضي. تحول المستثمرون من الأسهم الضخمة التي تحلق على ارتفاعات عالية، إلى الأجزاء الأكثر خطورة والمتأخرة في السوق، مدفوعين بالرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة، والتهديدات بفرض المزيد من القيود التجارية على شركات صناعة الرقائق.

أمضت صناديق التحوط الأسبوع الماضي في بيع الأسهم الفائزة بأسرع وتيرة منذ جنون "أسهم الميم" في يناير 2021، عندما تعرضت أكبر شركات التكنولوجيا في العالم لضربة قوية.

انخفض صافي الرافعة المالية طويلة وقصيرة الأجل للصناديق، والتي غالباً ما يُنظر إليها على أنها مقياس للرغبة في المخاطرة، إلى 49.8% الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2023، وفقاً لمكتب الوساطة الرئيسي في بنك"غولدمان ساكس". وعلى مستوى السهم الواحد، جاءت أكبر عمليات التفكيك في مجالات تكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية والمالية والطاقة.

ومع ذلك، فإن الأداء المتفوق الأخير للشركات الأمريكية الصغيرة يواجه مقاومة فنية، ويفتقر إلى الدوافع الأساسية للاستمرار لفترة أطول من الوقت، وفق مايك ويلسون، كبير استراتيجيي الأسهم الأميركية في بنك "مورجان ستانلي".

وكتب ويلسون وفريقه في مذكرة للعملاء: "في حين أننا نحترم المعنويات والمراكز التي لا تزال خفيفة في الشركات الصغيرة، فإن المبررات الأساسية والكلية لاستمرار الأداء المتفوق للشركات الصغيرة بطريقة دائمة، محدودة".

 

 

عاجل