رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

السياحة تسهم بـ800 مليار يورو في اقتصاد أوروبا خلال 2024.. تقرير

نشر
مستقبل وطن نيوز

لا شيء يقف في طريق قضاء عطلة صيفية في أوروبا حتى في ظل درجات حرارة صيف قياسية وأسعار فنادق فاخرة باهظة وأماكن سياحية مكتظة بالسائحين، حتى الآن على الأقل.

يؤكد تقرير جديد صادر عن المفوضية الأوروبية للسفر بشأن إنفاق السياحة واتجاهات السفر -نُشر في الربع الثاني من 2024 وحصلت بلومبرج حصرياً على نسخة منه- أن الطلب على المنطقة ما يزال مرتفعاً للغاية.

يوضح التقرير أنه من المتوقع أن ينفق السياح الأجانب مبلغاً قياسياً قدره 800 مليار يورو في أوروبا السنة الجارية، ما يمثل زيادة 37% عن مستويات ما قبل وباء كورونا البالغة 583 مليار يورو، بحسب بيانات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة. يكشف التقرير أيضاً عن ارتفاع عدد الزائرين من الخارج بنسبة 6% حتى الآن مقارنة بـ2019، ما يعتبر رقماً قياسياً جديداً لأوروبا.

طفرة السياحة
يبين التقرير أن الأمريكيين يقودون طفرة السياحة الأوروبية خلال العام الحالي، وذهب 72% من الإنفاق السياحي القياسي إلى وجهات غرب أوروبا حتى الآن.

أضافت المفوضية أن تعزيزات الإيرادات الإضافية جاءت من الزوار داخل المنطقة، والسياح العائدين من شرق آسيا، خاصة من الصين، رغم أنه لم يتسن الحصول على بيانات مساهمة السياح الصينيين في الإنفاق.


توقعت أكاديمية السياحة الصينية أن يصل عدد السائحين الصينين على مستوى العالم إلى 130 مليون سائح خلال 2024، أي ما يمثل نسبة 84% من مستويات ما قبل جائحة كورونا

أوضح إدواردو سانتاندير، الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية للسفر، في بيان عبر البريد الإلكتروني: "في الوقت الراهن، ما تزال المقاصد الجنوبية الأوروبية، والمطلة على البحر المتوسط هي المفضلة لدى المسافرين في أوروبا". عزا ذلك إلى بقاء الطقس الدافئ على رأس أولوية السائح، فضلاً عن القيمة مقابل المال، وكلاهما يمكن العثور عليه في جنوب أوروبا.

ينطبق ذلك على اليونان، على سبيل المثال، رغم تعرضها لتأثيرات مناخية متفاقمة، بما فيها موجات الحر السنة الجارية وحرائق الغابات السنة الماضية. يذكر التقرير أن حرائق الغابات لم تؤثر على جاذبية وجهة السياحة.

عملياً، توافرت في البلاد خيارات واسعة من الفنادق الفاخرة وبأسعار معقولة خلال السنة الجارية، غالبيتها بعيدة عن الأماكن الأكثر تكلفة في جزيرتي سانتوريني وميكونوس.

زحام أقل
لكن الوجهات الشمالية تكتسب حصة سوقية سريعة. إذ تؤكد البيانات أن هناك تحولاً في أنماط السياحة الأوروبية يجري بالفعل، حيث تدفق المزيد من الزوار خلال النصف الأول من السنة، إلى وجهات تتمتع بطقس معتدل وأقل ازدحاماً. زاد الارتفاع المستمر في "العطلات الباردة" بطريقة ملحوظة من عدد الليالي التي يقضيها السياح الأجانب في الدنمارك بنسبة (38%) والنرويج (18%) والسويد (9%) حتى الآن بالمقارنة مع 2019.

يظهر التقرير تفضيلاً متنامياً للمقاصد السياحية الأوروبية الأقل زيارة أو الأقل ازدحاماً في جنوب القارة، حيث ارتفع عدد الوافدين من السياح الأجانب إلى كرواتيا ومالطا بنسبة 7.6% و37% على الترتيب مقارنة بمستويات 2019، بينما صعدت حصة ألبانيا من عدد السياح الذين يقضون ليلة واحدة على الأقل 86% مقارنة بمستويات عام 2019.


درجات الحرارة القياسية وارتفاع أسعار الغرف جعلا المسافرين يستبدلون ساحل أمالفي ببروكسل ووارسو.

تحظى أيضاً الأماكن التي تتمتع بأسعار صرف عملات مواتية بإقبال كبير، سواء كانت بعيدة عن المسار السياحي المعروف أم لا، حيث سجلت بلغاريا وصربيا وتركيا نمواً في عدد السياح الأجانب الوافدين بالمقارنة مع بمستويات ما قبل وباء كورونا، بنسبة 29% و40% و22% على الترتيب.

وفق المفوضية، حصلت المنطقة على تقييم أعلى من المناطق الأخرى على مستوى العالم في ما يتعلق بتصورات الأشخاص عن أوروبا عبر الإنترنت، إذ حصلت على 46 نقطة من أصل 100 نقطة خلال الربع الثاني من 2024.

جاءت منطقتا الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ في المرتبة الثانية والثالثة على التوالي برصيد 45 و35 نقطة على الترتيب.

تأتي قياسات المزاج الاجتماعي نتيجة تتبع للمناقشات والمعلومات حول الوجهات التي يجري مشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات والمدونات ومواقع الشركات والتقييمات على الإنترنت. يعتبر الصفر نقطة التعادل عند التساوي بين التنويهات الإيجابية والسلبية.

مقاصد جديدة
يضيق المسافرون ذرعاً بشيء واحد وهو أماكن السياحة المكتظة في المقاصد السياحية الشهيرة. لكن التحدي في بعض الأماكن منح الفرصة لآخرين. يفسر هذا تزايد الاهتمام بأماكن على غرار جزر ماغيراوي في النرويج وبورنهولم في الدنمارك وإيونا في اسكتلندا.

يختتم سانتاندير بأن تشجيع السياح على خوض مغامرة زيارة مواقع غير مشهورة هو أمر مهم لنشر الفوائد التي يجلبها السياح الدوليون عبر كافة أنحاء أوروبا، لا سيما وأن الشركات الصغيرة تواجه ضغوطاً اقتصادية، بما فيها ارتفاع تكاليف التشغيل ونقص الموظفين.

عاجل