أسهم «إنفيديا» تواصل الضغط على مؤشرات «وول ستريت»
فقدت الأسهم الأمريكية زخمها، بعدما أدى انخفاض قيمة شركة "إنفيديا" بنحو 400 مليار دولار إلى إثارة التكهنات بأن الارتفاع في القطاع الذي غذى صعود السوق، بحاجة إلى الراحة.
بينما تقدمت قطاعات مختلفة خارج عالم التكنولوجيا يوم الاثنين، مددت "إنفيديا" مسارها النزولي المستمر لمدة 3 أيام، إلى 13%، متجاوزة العتبة الفنية للتصحيح.
لقد أصبح سهم شركة صناعة الرقائق التي تعتبر في قلب ثورة الذكاء الاصطناعي، الأكثر تكلفة في مؤشر "إس آند بي 500". لا تزال الأسهم مرتفعة بنسبة 140% تقريباً هذا العام، ما يجعلها ثاني أفضل أداء على المؤشر القياسي، بعد شركة "سوبر مايكرو كمبيوتر"، وهي شركة مفضلة أيضاً في مسرح الذكاء الاصطناعي.
مخاطر هبوطية
بعد الارتفاع الذي قادته شركات التكنولوجيا، قال بانكيم تشادا من "دويتشه بنك" إنه من المقرر أن تتوقف الأسهم الأمريكية عن الصعود مؤقتاً. وأشار لوري كالفاسينا من "آر بي سي كابيتال ماركيتس" (RBC Capital Markets) إلى أن هناك الكثير من الأخبار الجيدة في الأسواق، وإذا ثبت أن التفاؤل غير مبرر، فقد تكون هناك مخاطر هبوطية.
أما جون ستولتزفوس من "أوبنهايمر" (Oppenheimer) فيتوقع حدوث بعض عمليات جني الأرباح، في حين أن السوق الصاعدة تبدو مستدامة.
قال جوناثان كرينسكي من "بي تي آي جي" (BTIG): "ما زلنا نشعر بالقلق إزاء استراحة العديد من الأسهم القيادية على المدى القريب حتى الآن"، وأضاف أنه "إذا كان مؤشر إس آند بي 500 سيتجنب تراجعاً أكبر في يوليو، فإن المراهنين على الارتفاع بحاجة إلى رؤية استمرار في التناوب في الخلفية".
انخفض مؤشر "إس آند بي 500" إلى ما دون 5450 نقطة، وارتفعت أسهم شركات الطاقة والمال مع تراجع أسهم شركات التكنولوجيا. وخسر مؤشر "ناسداك 100" نحو 1.2%، بعد أن اقترب من مستوى 20 ألف نقطة الأسبوع الماضي. وهبط سهم "إنفيديا" بنسبة 6.7%، كما انخفض مؤشر شركات صناعة الرقائق بنسبة 3%، مع انخفاض 29 من أسهمه الثلاثين. أما مؤشر "داو جونز" الصناعي فخالف الأداء وارتفع.
انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات نقطتين أساس إلى 4.24%، كما نزلت عملة "بتكوين" المشفرة إلى ما دون 60 ألف دولار.
تتراكم الخسائر في سوق العملات المشفرة بعد ثاني أسوأ انخفاض أسبوعي لها في عام 2024، وهو انعكاس لتباطؤ الطلب على صناديق "بتكوين" المتداولة في البورصة، وعدم اليقين بشأن السياسة النقدية.
توقعات ببدء التصحيح
يخطط أكثر من ربع المشاركين في استطلاع "أم إل آي في بولس" (MLIV Pulse) الأخير لخفض حيازاتهم من الأسهم خلال الشهر المقبل، مقارنة بـ19% يتوقعون زيادة انكشافهم عليها، والفجوة بين البائعين والمشترين المحتملين هي الأكبر منذ أكتوبر.
من المتوقع أن ينهي مؤشر "إس آند بي 500" عند 5606 نقطة وفقاً لمتوسط 586 استجابة. وهذا أعلى بحوالي 2.5% من المستويات الحالية، مما يشير إلى أن هذا المستوى بحاجة إلى قليل من الارتفاع، بعد مكاسب بنسبة 15% تقريباً حتى الآن في عام 2024. بالإضافة إلى ذلك، يتوقع ما يقرب من نصف المشاركين في الاستطلاع، أن يبدأ التصحيح في وقت لاحق من هذا العام.
بالنسبة لمات مالي من شركة "ميلر تاباك" (Miller Tabak)، فإنه إذا امتد الضعف في عدد قليل من أسهم الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا إلى بقية المجموعة، فمن المحتمل أن يخلق ذلك بعض المشاكل للسوق الواسعة، على الأقل على المدى القريب.
وأشار مالي إلى أن "التراجع في قطاع التكنولوجيا أمر ممكن بالتأكيد، حتى لو كان أداء القطاع جيداً خلال أشهر الصيف بشكل عام"، مضيفاً: "حتى لو كنت تتفق مع السيناريو الأكثر تفاؤلاً لظاهرة الذكاء الاصطناعي في النصف الثاني من عام 2024، فلن تتحرك أي مجموعة في خط مستقيم".
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن النتائج القادمة من شركة "ميكرون تيكنولوجي" (Micron Technology Inc) يوم الأربعاء، قد تكون أساسية في هذا الإطار.
"سوق الأسهم ليست في فقاعة"
قالت إميلي باورسوك هيل من شركة "باورسوك كابيتال بارتنرز" (Bowersock Capital Partners)، إن "سوق الأسهم ليست في فقاعة، وبينما تمتد تقييمات الأسهم ذات النمو الضخم، فإن أسعار الأسهم لم تنفصل عن الأساسيات كما فعلت خلال فقاعة التكنولوجيا عام 2000".
وأضافت أنه "في الوقت الحالي، يكافئ السوق الشركات على تحقيق أرباح قوية، ويعاقب الشركات التي لا تحقق أرباحاً".
اعتبر استراتيجيون من "مورجان ستانلي" بقيادة مايك ويلسون إن تحريك عدد قليل من الشركات العملاقة "عالية الجودة" لأداء الأسهم الأميركية، يظهر أن السوق تركز أكثر على تباطؤ النمو الاقتصادي، أكثر من التركيز على التضخم وأسعار الفائدة. ونصحوا بالالتزام بأسهم الشركات الضخمة عالية الجودة، والأسهم الدفاعية.
وشددوا أيضاً على أن "الاتساع الضيق" ليس بالضرورة أمراً سيئاً بالنسبة للأداء التاريخي للمؤشر. وإلى أن يتباطأ النمو "بطريقة أكثر وضوحاً"، يتوقع الفريق أن يستمر أداء السوق الضيق.